الاختلافات الثقافية في لغة الجسد

اقرأ في هذا المقال


الاختلافات الثقافية في لغة الجسد:

في كثير من الأحيان نعيب على الآخرين قيامهم بتصرّف ما أو صدور إيماءة أو لغة جسد لا تتناسب مع فكرنا، والحقيقة أنّ ما نراه خاطئاً في تصرفاتهم هو قمّة الصواب في ثقافتهم، وما نراه صحيحاً من لغة جسد مستخدمة من قبلنا قد يكون منتقداً في ثقافتهم، فلغة الجسد وإن كانت فطرية مشتركة في الكثير من الحركات الإيماءات، إلّا أنها تختلف باختلاف الثقافة والمبادئ والقيم، وهذا الأمر يزيد من تعقيدها وفلسفتها.

ما أكثر المؤثرات الثقافية على لغة الجسد؟

إنّ الانتشار الهائل للأفلام السينمائية والمسلسلات والعروض المسرحية ووسائل التواصل الاجتماعي عبر الانترنت، جعلت عدداً محدوداً من الثقافات العالمية تسيطر على تفكير الأجيال، وذلك من خلال ربط تفكيرهم بتفسير إيماءات لغة الجسد، ولعلّ الثقافة الأمريكية هي الأكثر رواجاً وتأثيراً في لغة الجسد العالمية من خلال الأفلام والأعمال السينمائية الضخمة، التي استطاعت أن توظّف من خلالها لغة الجسد بطريقة درامية جعلت من العالم يعتمد على هذه اللغة كلغة دقيقة.

إنّ هذا التأثير الدرامي في لغة الجسد أصبح قادراً على تغيير الثقافات العالمية، لتصبح الثقافة الغربية هي الثقافة القادرة على تفسير لغة الجسد بطريقة تتناسب مع مبادئها وموروثها، ولعلّ العالم بكافة أطيافه وثقافاته قد تأثّر بهذا النموذج وأصبحت لغة الجسد تنسجم مع الطريقة التي تمّ تمثيلها بلغة جسد تقترب من الثقافات الغربية، وهذا الأمر جعل من بعض الإيماءات تكتسب صفة العالمية؛ لكون تكرار عرضها وتمثيلها أصبح يشّكل دافعاً ومعنى واضح للاستخدام والتعبير والتقليد الأعمى.

هل الثقافات العالمية مختلفة في تفسير لغة الجسد؟

إنّ الاختلافات الثقافية موجودة في كلّ دول العالم، وحتّى أنها تختلف على النطاق الضيّق، وهذا الأمر يعقّد من طرق تفسير وتوضيح دلالات لغة الجسد، ولكن تبقى الفوارق مرتبطة بمدى المستوى الفكري للشخص الواحد، فما نستطيع فهمه كمختصين في دراسة وتحليل لغة الجسد، يختلف عن طريقة فهم وتفسير لغة الجسد لدى الشخص العادي الذي يعتبر هذه اللغة أمراً ثانوياً.

على الرغم من الاختلاف الثقافي الكبير فيما بين بلدان العالم، إلا أنّ الترويج الهائل لمعاني ودلالات لغة الجسد جعلت من هذا العلم ذو معالم واضحة، ولعلّ السبب الرئيسي في هذا هو توضيح المفاهيم وسهولة الحصول على أفضل التفسيرات في محاولة قراءة أفكار الآخرين.

المصدر: لغة الجسد النفسية، جوزيف ميسنجير. ما يقوله كل جسد، جونافارو، 2010. لغة الجسد، بيتر كلينتون، 2010. لغة الجسد في القرآن الكريم، عوده عبداللة.


شارك المقالة: