الانطباعات الأولى تدوم في العقول

اقرأ في هذا المقال


إذا نشأنا في ظلّ والدين حريصين دائماً على إخبارنا بأننا أشخاص مميزون، وأحبّونا وشجّعونا، وآمنوا بالعمل الذي نقوم به، فمهما كان ما قمنا به أو ما لم نقم به، سوف نكبر معتقدين أنّنا أشخاص مميزون إيجابيون لنا قيمتنا.

كيف تتكون الانطباعات في عقولنا

في سنّ مبكرة يترسخ في عقولنا مبدأ الثقة بالنفس، ويترسخ هذا الاعتقاد ليصبح جانباً أساسياً للطريقة التي ننظر بها إلى أنفسنا، وفي صلتنا بالعالم، وفيما بعد، مهما يحدث لنا، سنبقى متشبّثين باعتقاد أننا أشخاص جيدون، ﻷنَّنا نشأنا على انطباع جيّد في عقولنا عن حقيقة شخصياتنا، حتى أصبحت عقيدة ثابتة، لا يمكن تغييرها.

على العكس من ذلك، إذا نشأنا لأبوين لا يعرفان مدى تأثير كلماتهما وسلوكياتهما علينا، فلا بدّ أنَّهما قد استخدما الانتقاد الهدّام، وعادة ما يشعروننا بعدم الرضا، ويقومون على عقابنا بالكلام الجارح، أو بالعقاب البدني والنفسي من أجل ترويضنا أو التحكّم فينا، بالطريقة التي تتناسب مع أفكارهم.

فعندما نتعرّض لهذا الكمّ الهائل من الانتقادات في طريقة تعاملنا مع الأمور منذ صغرنا، سينتج عن ذلك وجود ضعف عام في شخصياتنا، يترافق معنا حتى آخر مراحل العمر، حيث أنَّ الانطباعات الأولى تُعَدّ ركيزة في نشأة كلّ واحد منّا، فكل واحد منّا كان يعتقد أن أبواه دائماً على حق، ولكن إذا كانت الانطباعات الأولى سلبية، سينتج عن ذلك شخصية لا قيمة لها بنظر صاحبها ضعيفة الثقة.

مرحلة المراهقة مهمة جداً في بناء الشخصية، فعندما نشعر بأننا غير محبوبين في صغرنا، نصاب بشيء من الخوف وعدم الشعور بالطمأنينة، وفي هذه الحالة، نبدأ بالبحث في السلوكيات التعويضية، من أجل تعويض التوتر الداخلي الذي نعانيه، مما يفرز لنا مشكلات شخصية، ونوبات الغضب، والاحباط، واليأس، وانعدام الطموح، وتبدأ مشكلات التواصل مع الآخرين بالظهور والطغيان على شخصياتنا، وصولاً إلى أشخاص غير مرغوبين في المجتمع.

فالانطباعات الأولى ضرورية لنشأة كل واحد منّا، والمجتمع المحيط بنا من يتحكّم في طريقة اكتسابنا لتلك القيم والتجارب، لنكون بعد ذلك قادرين على تكوين أفكار إيجابية، في أذهاننا تساعدنا على تخطّي المصاعب، بعيداً عن الأفكار السلبية، التي تؤثر على حياتنا ككل.


شارك المقالة: