الأنماط في الأنظمة دائرية في نظرية النظم العامة في الإرشاد والعلاج الأسري

اقرأ في هذا المقال


الأنماط في الأنظمة دائرية وليست خطية في نظرية النظم العامة في الإرشاد والعلاج الأسري:

تبدو التغذية الراجعة على نحو دائري التي يؤثر بها الشخص ويتأثر من الأشخاص الآخرين الذين يقعون في النظام، حيث أنَّ الآثار التي تحدثها السلوكات في النظام والاستجابة التي تظهر على النظام نتيجة هذه السلوكات يتم إدراكها بواسطة التغذية الراجعة سواء كانت إيجابية أم سلبية، لا تعني التغذية الراجعة السلبية أو الإيجابية تقييم للسلوك وإصدار أحكام عليه، إنَّما تعتبر أنَّه تمَّ حصول تغير في النظام.
إنَّ التغذية الراجعة الإيجابية تشجع نفسها، فإنْ حدث تغير في السلوكات مثلاً وعمل النظام على تقبل هذا التغير الحاصل، يحصل تغذية راجعة إيجابية، على عكس هذا تؤدي التغذية الراجعة السلبية إلى استقرار النظام وثباته من دون حدوث تغيير عليه.
مثال: إن تنازع زوجين وترك كل منهما الآخر وذهب بعيداً عنه لكي يتجنب بعضهما الآخر، ولا يجرحان بعضهما البعض، يحصل هنا تغذية راجعة سلبية، حيث أدرك كل من الزوجين أنَّ علاقتهما أصبحت في موقف حرج، ولذلك عملوا على التقدم بخطوة لكي يحافظوا على علاقة مريحة، فإنَّ الزوجين هنا حافظوا على العلاقة الطبيعية التي كانت موجوده، ولم يحدث أي تغير في علاقتهما.
تتصرف الأنظمة الكلية بشكل آخر مع التغذية الراجعة السلبية أو الإيجابية، حيث تضبط التغذية الراجعة السلبية التغذية الراجعة الإيجابية، وتقوم أيضاً بالمحافظة على ثبات السلوك، ممَّا يحافظ النظام على نفسه عبر الزمن، ولكن إن لم يحدث أي تغيير في النظام بسبب التغذية الراجعة السلبية، فإنَّه سيؤدي إلى تحطيم النظام، مع أنَّ النظام يحتاج إلى الثبات في علاقاته الّا أنَّه أيضاً ينبغي أن يتقبل التغير الحاصل في النظام وتطبيقه.
إنَّ إدراك الأحداث من وجهة نظر السببية الدائرية يعني أنَّ المواقف لها أسباب عديدة، وتؤثر وتتاثر ببعضها البعض، أما في السببية الخطية يكون التفكير بها أوتماتيكياً كالنحو الآتي (c) سبب في حدوث (b)، أي أنَّ سلوك فرد ما سبب في حدوث شيء ما لفرد آخر، ونستطيع أن نستبدل أسلوب التفكير من السببية الخطية إلى السببية الدائرية عن طريق التفكير بدور جميع الأفراد بدلاً من التفكير بدور الفرد الواحد.
مثال: الطفل الذي يتصرف بشكل مهمل تجاه والديه، كلما تصرف بشكل مهمل زاد ضبط والديه له، ممَّا يسبب تصرف الطفل بإهمال أكثر، ففي السببية الدائرية يكون كلا الطرفين مسؤول عن تصرف الآخر ويتأثران ببعضهما البعض، حيث الأبوين مسؤولان عن تصرف ابنهما والابن مسؤول عن تصرف الوالدين، إنَّما في السببية الخطية يكون أحد الطرفين فقط مسؤول عن الطرف الآخر، فلذلك يقوم المعالجين الأسريين هنا بإدراك المشكلة من منظور السببية الدائرية.

المصدر: الأسرة والطفل، داود نسيمة، حمدي نزيه، (2004). الإرشاد والعلاج النفسي الأسري، كفافي، علاء الدين، (1999). علم النفس الأسري، كفافي، علاء الدين، (2009).


شارك المقالة: