البتر الانفعالي في العلاج الأسري عبر الأجيال

اقرأ في هذا المقال


ما هو البتر الانفعالي في العلاج الأسري عبر الأجيال

يحدث البتر الانفعالي عندما يكون بعض الأعضاء يعانون من الانسجام المبالغ في عائلاتهم الأصلية، وهنا يقومون بتقليل التوتر الناجم عن المحبة المبالغة، من خلال محايدة الطرف المتصل إلى جهة أخرى، يبتعدون تماماً عن عائلاتهم أو يقومون بتجنب الموقف المشبع انفعالياً في التواصل الأسري.

إنَّ عملية البتر الانفعالي لا تقوم بحل مشكلة أو تحقق هدف؛ وذلك لأنَّ الشخص الذي فعل ذلك سيضل حاملاً معه نفس مستوى الخوف الشديد من خسارة الذات، ممَّا قد يدفعه للقيام بعلاقات أخرى مساوية من الممكن أن تكون غير جيدة أو مُهددة له، ومن الممكن أن ينفصل عن هذه العلاقات أو يخل بها عندما يراها غير مشبعة لحاجاته اي العلاقات القوية.

إنَّ الأعضاء الذين يفصلون ذواتهم انفعالياً عن عائلاتهم يظنون أنَّ العائلة ليس لها أي دور في حياتهم، وهم لا يرجون الحب أو أي فائدة أخرى ممكن أن تصدر من أسرهم، فهم يَرون أنَّهم قد وصلوا إلى الرشد وأنَّهم مستقلين عن عائلاتهم وغير متأثرين بأي شكل بتفاعلاتها.

أسباب البتر الانفعالي في الأسرة

  • التاريخ العائلي: يمكن أن تنشأ أنماط البتر الانفعالي من تجارب سابقة في الأسرة، مثل عدم تلقي الدعم العاطفي أو تعرض الأفراد للإهمال العاطفي في مرحلة الطفولة.
  • التوقعات الاجتماعية: في بعض الثقافات، يتم تشجيع الأفراد على إخفاء مشاعرهم، مما يؤدي إلى تكوين سلوكيات بتر انفعالي.
  • الصدمات النفسية: قد تؤدي التجارب الصادمة، مثل فقدان أحد الوالدين أو تعرض الأفراد للتنمر، إلى البتر الانفعالي كوسيلة للحماية الذاتية.

تأثير البتر الانفعالي عبر الأجيال

يؤثر البتر الانفعالي على العلاقات الأسرية بشكل عميق، ويمكن أن ينتقل عبر الأجيال. عندما يتبنى جيل من الأهل أسلوب البتر الانفعالي، فإنهم يعلّمون أطفالهم أن هذا السلوك هو الطريقة المناسبة للتعامل مع المشاعر. وهذا قد يؤدي إلى:

  • عدم القدرة على التعبير عن المشاعر: قد يجد الأفراد صعوبة في التعبير عن مشاعرهم أو التعاطف مع الآخرين.
  • تآكل العلاقات الأسرية: يتسبب البتر الانفعالي في ضعف الروابط الأسرية، مما يؤدي إلى انفصال عاطفي بين الأفراد.
  • زيادة المشكلات النفسية: يمكن أن يؤدي البتر الانفعالي إلى مشاكل نفسية مثل القلق والاكتئاب، حيث يشعر الأفراد بالعزلة وعدم الفهم.

العلاج الأسري ودور العلاج النفسي

يمكن أن يلعب العلاج الأسري دورًا حاسمًا في معالجة البتر الانفعالي عبر الأجيال. يشمل العلاج الأسري عدة استراتيجيات:

  • التواصل الفعّال: تعليم الأفراد كيفية التعبير عن مشاعرهم بطريقة صحية، مما يساعد على تعزيز الروابط الأسرية.
  • تغيير الأنماط السلبية: العمل على تغيير الأنماط السلبية التي تنتقل عبر الأجيال وتعزيز نماذج سلوكية إيجابية.
  • الوعي الذاتي: مساعدة الأفراد على فهم تجاربهم الشخصية وتحديد تأثيرات الماضي على سلوكياتهم الحالية.

استراتيجيات للتغلب على البتر الانفعالي

  • تعزيز التعاطف: تشجيع الأفراد على التعاطف مع مشاعر الآخرين وفهم وجهات نظرهم.
  • إنشاء بيئة آمنة: بناء بيئة آمنة حيث يمكن للأفراد التعبير عن مشاعرهم بحرية دون الخوف من الحكم.
  • استشارة المتخصصين: اللجوء إلى مختصين في العلاج النفسي لمساعدة الأفراد والعائلات على التعامل مع مشاعرهم وتخطي العقبات.

يعد البتر الانفعالي ظاهرة معقدة تؤثر على العلاقات الأسرية عبر الأجيال. من خلال فهم جذور هذا السلوك، يمكن للأفراد والعائلات العمل على معالجة القضايا العاطفية وتعزيز الروابط الأسرية الصحية. يعد العلاج الأسري أداة قوية يمكن أن تساعد الأسر على التعافي من تأثيرات البتر الانفعالي، مما يسهم في بناء علاقات أقوى وأكثر استقرارًا.


شارك المقالة: