البيئة الأسرية وتأثيرها على لعب طفل الروضة

اقرأ في هذا المقال


تحظى الأسرة بأهمية واضحة في حياة طفل الروضة الاجتماعية، فهي تُعتبر بيئته الأساسية التي تقوم على تنشئته، كما أنَّها من الوسائل المهمة لنقل وحفظ الخبرات الاجتماعية، بالإضافة إلى اعتبارها المصدر الذي يُشعر الطفل بالأمن والراحة النفسية.

كيف تؤثر البيئة الأسرية على لعب طفل الروضة؟

يوجد العديد من العوامل التي ترتبط بالبيئة الأسرية، والتي تُساهم في إيجاد الفروقات بين أطفال الروضة خلال أدائهم للألعاب، ومن هذه العوامل نذكر ما يلي:

حجم أسرة طفل الروضة:

يُساهم كثرة عدد أفراد الأسرة إلى حدوث ارتباك، وخاصة إذا كانت الأسرة تُعاني من ظروف اقتصادية صعبة، حيث لا يحظى الطفل بالقسط الوافر من الاهتمام، فيما يختص بإيجاد الفرص اللازمة لكي يتمكّن الطفل من ممارسة ألعابه، لعدم مقدرة الأهل على تزويده بالمواد الخاصة بالألعاب.

اتجاهات الأسرة في تنشئة طفل الروضة:

تُساهم اتجاهات الأسرة وأساليبها في تنشئة طفل الروضة عادةً بتحديد ألعاب طفل الروضة، وفي حقيقة الأمر أنَّ تعامُل الأهل مع الطفل يعكس الخبرات الناتجة عن المعاملة التي تلقاها الوالدين خلال طفولتهما، فقد يقوم الأهل باستعمال نفس الأساليب التي استخدمها آبائهم في الماضي، كما يُمكن أن يتجنّبها الأهل إذا لم تُعجبهم.

تُساعد نظرة الأهل بصورة إيجابية تجاه لعب طفل الروضة، ووعيهم بمدى أهميته، إلى قيامهم على إيجاد العديد من الفرص والمواد اللازمة؛ ليتمكّن الطفل من ممارسة ألعابه بحرية تامة، أمَّا إذا كانت نظرة الأهل للعب بصورة سلبية، فهذا يؤدي إلى قلة اهتمامهم بلعب الطفل، واعتبار اللعب على أنَّه مضيعة للوقت ولا يستفيد منه الطفل، كما ينظرون لمواد اللعب على أنّها وسيلة لإثارة الفوضى بالمنزل، ولا يوجد داعي لهدر النقود عليها.

وعند قيام الأهل بحمايتهم الزائدة للطفل، هذا يُساهم في أن يُصبح الطفل خائفاً ومُتردداً من اللعب، ممَّا يجعله يُعاني من حدوث قصور في مهاراته الجسمية، ويمكننا القول بأنَّه إذا كانت اتجاهات الأسرة نحو اللعب إيجابية، ويستعملون أساليب مناسة لتنشئة الطفل اجتماعياً، فإنَّ ذلك يُساهم في مساعدة الطفل على اللعب بصورة تلقائية ويُحفّزه على الإبداع.

الطبقة الاجتماعية لطفل الروضة:

تُساهم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للأسرة بالتأثير في لعب طفل الروضة بصورة واضحة، حيث أنَّه إذا كانت الأسرة من الطبقات الوسطى بالمجتمع، وكان الأهل على درجة من التعلم، فإنَّ الأهل يقومون بالتحدث مع الطفل بصورة أكبر، ويقدّمون له معلومات مختلفة، بالإضافة إلى ذلك تكون الأسرة قادرة على تزويد الطفل بالدُّمى والأدوات المناسبة للعب، ليقوم الطفل بتجريبها واللعب فيها، كما يُمكن للأسرة توفير الفرص العديدة ليقوم الطفل بالرحلات المختلفة، فتلك الأسرة قادرة على إيجاد البيئة التي تُساعد على تنشيط الطفل في الجانب العقلي، والتي تُساهم بالتأثير على لعبه.

الخبرات المبكرة لطفل الروضة:

تُعتبر خبرات طفل الروضة المبكرة مهمة للغاية في عملية نموه من الناحية العقلية، الحسية، الانفعالية، والاجتماعية، وترتبط تلك الخبرات بالعلاقة بين طفل الروضة وأمه، فهي التي تقوم بتقديم كل ما يلزمه من غذاء، حنان، ودف عاطفي، كما أنَّها تعمل على تنبيه حواس الطفل وتطويرها من خلال ما يُطلق عليه ألعاب الأم، وهذا يُعطي الطفل الفرص العديدة لممارسة الألعاب بكل حرية واستقلالية، كما يُحفزه على الاكتشاف والإبداع، بالإضافة إلى ذلك يزيد من ثقة الطفل في اختتار أنماط ومواد اللعب التي تُناسبه، وفي حال عدم توفر هذه العلاقة، فإنَّ ذلك يُساهم في حرمان طفل الروضة من ممارسة اللعب بصورة تلقائية، فلا يتمكن من الإنجاز والابتكار.


شارك المقالة: