اقرأ في هذا المقال
- مفهوم الترتيب حسب الولادة
- الترتيب الولادي للأخوة في العلاج الأسري عبر الأجيال
- تأثيرات الترتيب على الشخصية والسلوك
- الترتيب حسب الولادة والعلاج الأسري
- تأثيرات عبر الأجيال
- استراتيجيات لتحسين العلاقات الأسرية
إنَّ ترتيب الأطفال في كل أسرة يؤثر على شخصيتهم، حيث يُعَدّ الطفل الأكبر هو المسؤول، يقوم باتخاذ قرارات إلى جانب الوالدين، أمَّا الطفل الصغير يُعتبر المدلل يقوم الوالدين بتلبية جميع الأمور التي يرغب بها، وقد يكون بشكل مبالغ.
مفهوم الترتيب حسب الولادة
يشير الترتيب حسب الولادة إلى الموقع الذي يشغله الفرد بين إخوته، سواء كان أكبر أو أصغر أو الأوسط. يعتقد علماء النفس أن لكل ترتيب تأثيراته النفسية والاجتماعية الخاصة، حيث يمكن أن يحدد كيفية استجابة الفرد لمواقف معينة وتفاعله مع أفراد الأسرة.
الترتيب الولادي للأخوة في العلاج الأسري عبر الأجيال
اعتقد “بوين” أنَّ جنس الطفل وترتيبه في العائلة يؤثر على مدى اهتمام عائلته به، وأيضاً سيؤثر على دور الطفل الذي يلعبه داخل العائلة.
عندما يتأثر الطفل بترتيبه بين إخوانه باهتمام عائلته ودوره الوظيفي بالأسرة، يؤثر ذلك على مقدار تمايزه، فمن الممكن أن يكون الأكبر أو الأوسط أو الأخير فكل ترتيب في العائلة له سماته الخاصة به، وتظهر تأثير هذه السمات على الشخص عندما يكبر ويتزوج.
مثال: يفضل الأخ الأكبر في الأسرة الامتثال لقوانين العائلة، ويميل لأن يكون مسؤول أكثر من إخوانه الأصغر منه، بعكس الأخوة الأصغر فهم يفضلون عدم المبالاة بالمسؤولية ويهتمون بأمورهم الشخصية.
مثلاً: زواج الابن الأكبر في العائلة من البنت الصغرى من عائلة أخرى قد يُشكّل هذا الزواج نتائج سلبية فيما يتعلق بالمسؤولية، اتخاذ القرارات، وحدوث النزاعات، حيث يَعتبر أنَّه كلما كان الانسجام الانفعالي في العائلة كبيراً كلما كانت السمات المتعلقة بالترتيب الولادي عالية.
تأثيرات الترتيب على الشخصية والسلوك
الأخ الأكبر: غالبًا ما يُعتبر الأخ الأكبر هو القائد، حيث يتحمل مسؤوليات أكبر، وغالبًا ما يتوقع منه أن يكون نموذجًا يحتذى به. يمكن أن ينمو لديه شعور قوي بالمسؤولية والقدرة على القيادة، لكنه قد يعاني أيضًا من الضغط لتحقيق التوقعات.
الأخ الأصغر: يتميز الأخ الأصغر غالبًا بأنه أكثر حرية واستقلالية، حيث يُسمح له بالاستمتاع بطفولته دون الضغط الكبير الذي يعاني منه الأخ الأكبر. ومع ذلك، قد يشعر الأخ الأصغر بأنه مُتجاهل أو أقل أهمية، مما يؤثر على ثقته بنفسه.
الأخ الأوسط: يكون الأخ الأوسط في بعض الأحيان في وضع حرج، حيث يمكن أن يشعر بالتجاهل بين الأخ الأكبر والأخ الأصغر. قد يسعى إلى إيجاد هوية خاصة به ويكون أكثر قدرة على التكيف، لكنه قد يواجه تحديات في تطوير علاقات مستقرة.
الترتيب حسب الولادة والعلاج الأسري
تُعتبر هذه الفروق في الترتيب من العوامل التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار خلال العلاج الأسري. تساعد معرفة كيفية تأثير الترتيب على التفاعلات الأسرية في تقديم رؤى أعمق حول السلوكيات والعلاقات. يمكن للعلاج الأسري أن يساعد الأسر على فهم كيفية تأثير هذه الديناميكيات على علاقاتهم:
تحسين التواصل: من خلال فهم كيف يؤثر الترتيب على التواصل، يمكن للعائلات تحسين طريقة تبادل الأفكار والمشاعر.
تعزيز التعاطف: يمكن أن يساعد العلاج الأسر على تعزيز التعاطف بين الإخوة من خلال فهم التحديات التي يواجهها كل فرد بناءً على ترتيبه.
تغيير الأنماط السلبية: يمكن أن يساعد المعالجون الأسر في التعرف على الأنماط السلبية المرتبطة بالترتيب حسب الولادة والعمل على تغييرها.
تأثيرات عبر الأجيال
تنتقل ديناميكيات الترتيب حسب الولادة عبر الأجيال، حيث يتبنى الآباء أحيانًا سلوكيات وتوقعات قائمة على ترتيبهم في الأسرة. هذا يمكن أن يؤثر على كيفية تربيتهم لأبنائهم، مما يخلق أنماطًا مشابهة:
التوقعات العائلية: يمكن أن تؤدي التوقعات المترسخة إلى تجارب مكررة بين الأجيال، حيث يتبنى الأبناء نفس الضغوط والتوقعات التي واجهها آباؤهم.
إعادة تشكيل الديناميكيات: من خلال العلاج الأسري، يمكن للعائلات العمل على إعادة تشكيل الديناميكيات المرتبطة بالترتيب، مما يؤدي إلى علاقات أكثر صحة وتوازنًا.
استراتيجيات لتحسين العلاقات الأسرية
تقديم الدعم العاطفي: من الضروري أن يشعر جميع الإخوة بالدعم والاعتراف بقيمتهم الفريدة، بغض النظر عن ترتيبهم.
تعزيز الحوار المفتوح: تشجيع الحوار المفتوح حول مشاعرهم وتحدياتهم يمكن أن يساعد في تقليل الفجوات في الفهم والاحترام بين الإخوة.
تحديد الأدوار بشكل واضح: يساعد تحديد الأدوار والمسؤوليات في الأسرة على تقليل الضغوط والارتباك المرتبط بالترتيب.
يُعتبر الترتيب حسب الولادة من العوامل المهمة التي تؤثر على العلاقات الأسرية والتفاعلات عبر الأجيال. من خلال فهم تأثيرات هذا الترتيب، يمكن للعائلات تحسين ديناميكياتها وبناء علاقات أكثر صحة. العلاج الأسري يوفر منصة للتعامل مع هذه القضايا وتعزيز الفهم والتواصل بين أفراد الأسرة، مما يسهم في تحسين التجربة الأسرية بشكل عام.