عندما نقوم بالتساؤل وحوار ذاتنا في قضية ما، فلا يمكننا وقتها أن نخدع أنفسنا فنحن من يسأل ومن يجيب ولا مصلحة لنا بالتظاهر أو التشكيك او الالتفاف حول الذات، أمّا عندما نقوم بسؤال غيرنا حول أمر لا نملك له إجابة فإننا على الأرجح سنتلقى وابلاً من الإجابات التي تمثّل وجهات نظر ناقلها، وهي تحتمل الصدق أو الكذب، فالتساؤلات عادة ما تكون أكثر مصداقية من الأسئلة.
ليس بالضرورة أن تكون الأجوبة على أسئلتنا صحيحة:
عندما نتلقّى الأجوبة من غيرنا، قد نقتنع بها ونتبناها، وقد لا نقتنع بها ونرفضها، ولكن عندما نقوم بالتساؤل مع أنفسنا فإننا نقتنع بأجوبتنا كونها نابعة من ذاتنا فندافع عنها ونحاول نشرها وإقناع الآخرين بها، فكثرة إثارة الأسئلة يقودنا إلى العديد من الاستنتاجات، ويفتح أمام عقولنا الكثير من الآفاق والأساليب التي لم تكن تخطر على بالنا سابقاً، فعندما نسأل أو نتساءل فإننا نستنتج الجواب ونقتنع به بأنفسنا او بالاستعانة بالغير.
إنّ الأسئلة والتساؤلات توضح موقفنا واتجاهاتنا نحو أمر ما ، فالتساؤلات يقف خلفها عقول واعية، ودوافع حقيقية لمعرفة الأجوبة، أما السؤال فقد يكون هادفاً او فارغاً لا معنى له وثد ينمّ عن عقل لا واعي.