التصرفات الخاطئة التي يتبعها الأهالي في تربية الأطفال:
الأطفال هم أغلى ما في الوجود، فهم قرة أعيننا وفلذات أكبادنا، يبذل الأهالي أقصى الجهود لتربية أطفال أسوياء من الناحية النفسية، نتيجة محبة الأهالي المبالغ فيها للأطفال قد يقوم الأهالي بعدة تصرفات خاطئة تؤثر بشكل سلبي على الأطفال.
حيث يتعرض الأطفال نتيجة هذه التصرفات السلبية إلى الاكتئاب والقلق ونوبات غضب وعلاقات أسرية متوترة ومشاكل مع الأقران، وانعدام ثقة الأطفال في أنفسهم، الأهالي يجهلون التصرفات السيئة التي قد تؤثر على نفسية الأطفال، لذلك في هذا المقال سوف نتحدث عن العادات الخاطئة التي تؤثر بشكل سلبي على صحة الأطفال العاطفية.
ما هي التصرفات الخاطئة التي تؤثر سلباً على صحة الأطفال العاطفية؟
1- التجاهل والتقليل من أهمية أحاسيس الطفل:
في حال إحساس الطفل بالحزن أو الخوف وقام الوالدين بتجاهل الطفل وإحراجه والاستهزاء بما يشعر فيه، هنا يشعر الطفل أنه بلا قيمه وتقل نظرة الطفل إلى نفسه، وتضعف شخصيته، أيضاً كره الطفل للوالدين، وتضعف الروابط القائمة بين الوالدين والطفل.
عندما يتم تجاهل الطفل هنا يكبت الطفل جميع ما يشعر فيه من مشاعر بسبب خوفه من سخرية الوالدين منه، أيضاً عندما يتم تجاهل مشاعر الطفل يخفي الأحداث التي تحدث معه ولا يصارح الوالدين، بسبب ضعف روابط المحبة بين الطفل والوالدين.
2- عدم التحدث عن التوقعات:
في حال عدم إخبار الوالدين الأطفال عن التوقعات المنتظرة من هؤلاء الأطفال، هنا يصاب الأطفال في حيرة ولا يعرف الأطفال الطريقة التي يتصرفون فيها، الأطفال بحاجة إلى معرفة ما هي التوقعات المنتظرة منهم لكي يستطيعوا التمييز بين التصرفات التي ترضي الوالدين والتصرفات التي تغضبهم.
بالتالي ينتج عن عدم تحدث الأهالي عن التوقعات ما يأتي: تكون العلاقة القائمة بين الوالدين والأطفال متوترة وتزداد المشاحنات والخلافات بين أفراد العائلة، بالتالي تتأثر نفسية الأطفال بشكل سلبي وتتأثر صحة الأطفال العاطفية.
3- إشراك الطفل في الخلافات العائلية:
من العادات السيئة التي تؤثر بشكل سلبي على صحة الأطفال العاطفية هي قيام الوالدين بإشراك الأطفال في المشاكل العائلية دون الوعي بالآثار النفسية السلبية المترتبة على هذا التصرف، حيث أن الخلافات العائلية التي تحدث أمام الأطفال تؤثر على نفسية الأطفال.
حيث تتشكل العقد النفسية لدى الأطفال نتيجة هذه الخلافات وتتأثر صحة الأطفال العاطفية وتكون شخصية الأطفال مهزوزة غير سوية، لذلك من المهم أن يتجنب الوالدين إشراك الأطفال في الخلافات العائلية حتى لا تتأثر صحة الأطفال العاطفية.
4- تقليل كل من الوالدين قيمة الآخر:
من العادات السيئة التي يقوم فيها الوالدين والتي تؤثر بشكل سلبي على صحة الأطفال العاطفية، هي قيام كل من الوالدين من تقليل قيمة الطرف الآخر أمام الأطفال دون الوعي بالآثار السلبية المترتبة على هذه العادة، حيث تقوم الأم بتوجيه الشتائم اللفظية للأب أمام الأطفال، أيضاً قيام الأب بشتم الأم أمام الأطفال.
5- التدخل في علاقات الطفل:
من العادات السيئة التي يقوم فيها الأهالي والتي تؤثر على صحة الأطفال العاطفية هي تدخل كل من الأب والأم في كافة العلاقات الخاصة بالأطفال، سواء كانت هذه العلاقة مع الأقران أو حتى علاقة الطفل مع المعلمات في المدرسة.
في حال تدخل الأهالي في علاقات الأطفال هنا يفشل الأطفال في الجانب الاجتماعي، بسبب عدم قدرتهم على تكوين علاقات مع الآخرين بمعزل عن الأهالي، لذلك من المهم أن يتجنب الوالدين التدخل في طبيعة علاقات الأطفال مع غيرهم، لتجنب الآثار السلبية المتمثلة في تأثر صحة الطفل العاطفية.
6- الدلال المبالغ فيه:
من التصرفات الخاطئة التي يقوم فيها الأهالي هي المبالغة في تدليل الأطفال، حيث يعتقد الأطفال أن الدلال تحمي صحة الأطفال العاطفية تزداد ثقة الأطفال في أنفسهم وتقوى شخصيتهم، هذا اعتقاد خاطئ، حيث أن الدلال الزائد يصنع من الأطفال أشخاص مغرورين أنانيين لا يحبون إلا أنفسهم، يتوقعون دائماً الحصول على ما يريدون، ينظرون إلى الحياة بمنظور سهل.
لكن مع مرور الوقت سوف تتأثر صحة الأطفال من الناحية العاطفية نتيجة تعرضهم للإحباط في حال عدم حصولهم على ما يريدون، الأطفال المدللين أتكالين يعتمدون على الوالدين في كل شيء حتى في أبسط الأمور، لذلك من المهم أن يتجنب الوالدين الدلال الزائد لتجنب الآثار السلبية المترتبة على هذا الدلال.