“التعاطف فهم الآخر وإظهار العناية والإحساس بمشاعره وأفكاره وتجاربه في الحياة” “قاموس ميريام ويبستر”، كما وأنّ التعاطف يشير إلى قدرتنا على التعامل مع الآخرين برفق ولين وحبّ، وبالتالي التفاعل معهم بشكل إيجابي، ومن معاني التعاطف أيضاً الرحمة، ومراعاة الخير، والعناية بهم دون انتظار أي مقابل أو أجر.
التعاطف أساس الخير:
عندما نتحدّث عن الخير فإننا نتحدّث هنا عن عدّة فضائل قد يكون أبرزها وأكثرها وضوحاً، هو التعاطف، فعندما نتعاطف مع غيرنا فإننا نرمي وراء ظهورنا كلّ ما هو سيء أو سلبي، فالتعاطف لا يأتي بالقوة والإكراه وإنما من طيبة نفس وخاطر، والتعاطف هو صفة إنسانية فطرية لدى معظم البشر، “جذور الأخلاق يمكن العثور عليها في التعاطف” د.مارتن.إل.هوفمان”.
التعاطف فضيلة سامية:
التعاطف من أبرز الفضائل التي تسمو بصاحبها إلى درجة الإنسانية الحقيقية، فهي تدلّ على الحنو والتواضع ومراعاة مشاعر الغير والتنازل عن الحقوق الشخصية مقابل رضا وإنصاف الغير، والتعاطف يكون عادة بين طرفين أحدهما في حالة غير طبيعية إما بفشل أو مرض أو انهزام أو غير ذلك من الأمور السلبية التي نقع فيها، فعندما نتعاطف مع أحد فإننا نقف معه ونقدّم له المساعدة الممكنة بكافة أشكالها، ولا نعني بالتعاطف الحصول على الشهرة أو الربح أو الترويج لقضيّة ما، فالتعاطف الذي نقصده هو أمر إنساني فطري مجرّد.
ما معنى التعاطف؟
التعاطف هو قدرتنا على أن نضع أنفسنا في مكان غيرنا وبنفس الظروف التي يعيشها وأن نتقاسم معه الأحاسيس والعواطف، على اختلاف تلك الأحاسيس سواء من حزن أو فرح، وقد عرّفت الموسوعة البريطانية التعاطف بأنه “قدرة المرء على أن يتخيّل نفسه في موضع الغير وفهم أحاسيسه ورغباته وأفكاره وتصرفاته” وأصل هذه الكلمة مرتبط بشكل مباشر بالعطف.
كان أول من استخدم هذا المصطلح في أمريكا خلال عشرينيات القرن العشرين عالم النفس “إدوارد تتيتشنر” حينما أراد أن يبتكر كلمة تتميّز عن العطف، وقد اكتسبت أهميتها من كون فقد التعاطف سبباً رئيسياً في تفكّك التواصل والعلاقات بين البشر، فالمجتمعات التي تخلو من العطف والتواضع هي مجتمعات هشّة مبنية على علاقات مادية مكشوفة لا يعنيها المعنى الإنساني أي شيء، ونهايتها المحتومة هي التفكك والتلاشي.
