التعافي بعد الصدمة النفسية

اقرأ في هذا المقال


تظهر الصدمة النفسية عن حادث صعب ومفاجئ لا يستطيع العقل استيعابه، مثل أن يتعرّض الشخص لألم ينجم عن وفاة عزيز أو الانفصال عن الشريك أو خسارة العمل أو خسارة أموال، ممّا يسبّب حالة من عدم التصديق والإنكار، يلي ذلك الشعور بالحزن الشديد والضياع وأحياناً انعزال عن الواقع.

التعافي بعد الصدمة النفسية:

يستطيع الشخص القويّ والذي يحاط بدائرة دعم واسع أن يخرج من الصدمة بشكل أسرع ويتغلّب على المشاعر القاسية التي قام باختبارها، إلّا أنّ إبعاد المرضى عن تبعات الصدمة يكون صعب بحيث يقود إلى الاكتئاب والعزلة، ممّا يتطلّب تدخّل الطب النفسي لمساعدة الشخص على تحرير أفكاره وتوسيع آفاقه لرؤية الإيجابيّات في حياته.
أكدّ الاخصائيون أنّه عندما يتعرّض الشخص لصدمة نفسيّة تنتج عن تغيّر كبير في نمط حياته، فإنّ الأعراض التي يختبرها توجّه المعالج النفسي للتشخيص الدقيق، حيث يتم اختبار الاكتئاب الشديد والقلق والإجهاد ومشكلات التكيّف ونوبات الذعر، تسمّى كلّ هذه الأعراض باضطرابات ما بعد الصدمة أو مشكلات التكيّف.
يوجد اختلاف في ردود الأفعال على الصدمات من بين الآخرين؛ فالسبب يعود بالدرجة الأولى إلى التكوين البيولوجي، فكل شخص فينا لديه تركيبته الخاصة الذي يدخل فيها العامل الوراثي، إضافة لنمط التفكير وطريقة الحياة ومدى تقبُّل ما تضعه في دربنا من مشاكل وصدمات، كما أنّ لبعض الأشخاص ميل أكثر من غيرهم للإجهاد والوقوع تحت وطأة الضغوط النفسيّة وعدم مقاومتها، يؤكّد الأخصائيون بأنّ تراكم الخبرات عند الأشخاص الكبار والتعامل مع الصدمات يكون أفضل من الأصغر سناً الذين لا يتمتعون بتجارب كبيرة يقعون ضحيّة الصدمات بشكل أسرع.

المرحلة الأكثر حرجاً:

يمرّ الشخص الذي يختبر صدمة نفسيّة بخمس مراحل وهي مرحلة الإنكار والعزلة مرحلة الغضب ومرحلة التفاوض ومرحلة الاكتئاب ومرحلة التقبّل، أطول مرحلة هي مرحلة الإنكار، فخلال هذه الفترة يؤكّد الشخص لمن حوله أنّه بخير وأنّه تغلّبت على ما حدث وليس بحاجة إلى المساعدة، للأسف يتأجّل العلاج لسنوات يكافح خلالها بمفرده كي يتخلّص من المشاعر القاسية التي يختبرها، لكن مهما طال الوقت فإنّ تدارك الأمر واللجوء إلى الطب النفسي سيكونان كفيلين بمساعدته على إنقاذ صحّته النفسيّة والعودة إلى الحياة الطبيعيّة.


شارك المقالة: