التفاؤل الاستراتيجي والتفاؤل المكتسب في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


نحتاج في الحياة كأفراد يسعون لتحقيق أهدافنا والوصول للنجاح إلى مفهوم التفاؤل، الذي يعبر عن قدرتنا في الاستمرار في الطريق الذي بدأ حتى لو كان مليء بالصعوبات والمشاكل، حيث أن التفاؤل يعني أن نكون على قدر المسؤولية وأن نؤمن بمهاراتنا وقدراتنا المتنوعة في القدرة على الوصول لما نريد.

التفاؤل الاستراتيجي في علم النفس

عند التطرق لمفهوم التشاؤم الدفاعي نرى أنه عبارة عن استراتيجية يستخدمها الأشخاص القلقين لمساعدتهم على إدارة قلقهم حتى يتمكنوا من العمل بشكل منتج، حيث يقلل المتشائمين الدفاعيين من توقعاتهم للمساعدة في الاستعداد للأسوأ، وبعد ذلك يلعبون عقليًا من خلال كل الأشياء السيئة التي قد تحدث، فعلى الرغم من أن الأمر قد يبدو محبطًا، إلا أن التشاؤم الدفاعي يساعد في الواقع الأشخاص القلقين على التركيز بعيدًا عن عواطفهم حتى يتمكنوا من التخطيط والتصرف بفعالية.

ومنها نستنتج أن التفاؤل الاستراتيجي في علم النفس يستخدم عادة مع الأشخاص غير القلقين، حيث يضع الأفراد الذين يستخدمون هذه الاستراتيجية توقعات عالية، ثم يتجنبون التفكير كثيرًا فيما قد يحدث، عادة ما يكون أداء المتفائلين الاستراتيجيين والمتشائمين الدفاعيين جيدًا، لكن كلا المجموعتين معرضتان أيضًا للمواقف التي لا تتوافق مع استراتيجياتهم.

يُظهر باحثي المنهج التجريبي أنه إذا حاول المتشائمين الدفاعيين رفع توقعاتهم، أو تجنبوا اللعب من خلال تحليل أسوأ الحالات، فإن توترهم أكبر وسيتأثر دورهم المطلوب، وإذا وضع المتفائلين الاستراتيجيين تنبؤات أقل أو عملوا من خلال النتائج المتنبئ بها، يزداد توترهم ويقل عملهم، وقد يستخدم الناس استراتيجيات مختلفة في مواقف مختلفة، وليس كل شخص إما متشائمًا دفاعيًا أو متفائلًا استراتيجيًا.

التفاؤل المكتسب في علم النفس

التفاؤل المكتسب في علم النفس هو عملية التعرف على الأفكار المتشائمة وتحديها من أجل تطوير سلوكيات أكثر إيجابية، حيث يهدف هذا المفهوم في علم النفس إلى مساعدة الناس على إيجاد طرق جديدة لإدارة المواقف الصعبة وتحسين رفاههم العام.

يأتي مصطلح التفاؤل المكتسب من علم النفس الإيجابي، وهو فرع من فروع علم النفس أسسه الدكتور مارتن سيليجمان، حيث يستخدم الدكتور سيليجمان عبارة التفاؤل المكتسب لمقارنة العجز المكتسب، وهو نمط تفكير يشعر فيه الشخص بأنه غير قادر على تغيير الظروف السلبية، وفي ظل العجز المكتسب لا يمكن للفرد تغيير الموقف والاستسلام، أما في ظل التفاؤل المكتسب بينما قد لا يتمكن الفرد دائمًا من تغيير وضعه، يمكنه تغيير طريقة استجابته له.

يمكن للأشخاص في أي موقف الاستفادة من ممارسة التفاؤل المكتسب في علم النفس؛ وذلك نظرًا لأن المفهوم يركز على كيفية فهم الفرد لسبب التحديات التي يمكن مواجهتها في تحقيق أي هدف أو طموح كان، حيث يمكن للفرد تطبيق التفاؤل المكتسب على العديد من الظروف.

فوائد التفاؤل المكتسب في علم النفس

يمكن أن يكون لممارسة الإيجابية مجموعة متنوعة من الفوائد لرفاهيتنا، حيث تشير الأبحاث إلى أن التفاؤل المكتسب في علم النفس يمكن أن يحسن صحتنا النفسية والجسدية من خلال تحسين الصحة البدنية فقد يتعامل الأشخاص المتفائلين مع المشكلات الصحية بشكل استباقي أكثر من الأشخاص المتشائمين، مما يمنحهم نتائج صحية أفضل.

يعتبر التفاؤل المكتسب في علم النفس ذو فوائد من ناحية الصحة النفسية العقلية في أن تكون أفضل حيث تظهر الدراسات أن المتفائلين يميلون إلى الإبلاغ عن صحة نفسية عقلية أفضل من المتشائمين، حيث أنه قد تساعدنا ممارسات التفاؤل المكتسبة أيضًا في تقليل أعراض الاكتئاب، وتتمثل فوائد التفاؤل المكتسب في علم النفس في أنه يعتبر الدافع الأعلى لنا من خلال ممارسة التفاؤل المكتسب يمكننا البقاء أكثر تحفيزًا أثناء العمل نحو أهداف كبيرة مثل التعافي.

في ظل التفاؤل المكتسب في علم النفس تعد الإيجابية مهارة تتطلب الممارسة للتعلم، حيث تتضمن عملية التفاؤل المكتسب تغيير طريقة تفكيرنا في أسباب الأحداث والمواقف المتنوعة، حيث أنه أثناء ممارسة التفاؤل المكتسب في علم النفس قد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى يعيد أي شخص تدريب أفكاره عليها، ويمكن للفرد تجربة العديد من النماذج لإعادة التفكير في كيفية شرح أسباب ظروفه في التفاؤل المكتسب في علم النفس.

استخدم نموذج الدكتور سيليجمان في التفاؤل المكتسب في علم النفس والذي يتضمن طرح العديد من الأسئلة على من خلال الفرد لنفسه والمتمثلة حول أفكاره السلبية المتمثلة في العديد من المواقف مثل موقف المحنة والسؤال في ما الحدث الذي تسبب في الأفكار السلبية؟ وموقف الاعتقاد والسؤال يتمثل في ما  هو شعورنا حيال الحدث؟ وموقف العواقب المتمثل في سؤال ما هي السلوكيات التي أتت من مشاعرنا تجاه الحدث؟

ويتضمن التفاؤل المكتسب في علم النفس موقف الجدل في السؤال المتمثل في ما الأمثلة على الأحداث التي تثبت خطأ معتقداتنا السلبية؟ وموقف التنشيط في كيف يلهمنا تحدي معتقداتنا السلبية للمضي قدمًا؟ والتعرف على التشويه المعرفي مع العناصر الثلاثة حيث يمكننا محاولة إعادة صياغة الأفكار السلبية من خلال ثلاثة أنواع من التشوهات المعرفية المتمثلة في التخصيص بدلاً من إلقاء اللوم على حدث سلبي على نفس الفرد، هل يمكنه ربطه بقضية خارجية؟ والديمومة فبدلاً من التفكير في أن الحدث السلبي سيؤثر علينا إلى الأبد، هل يمكن إجراء تغييرات للمستقبل؟ والانتشار فبدلاً من الاعتقاد بأن حدثًا سيئًا سيؤثر على كل حدث آخر، هل يمكننا تحديده كحدث واحد؟

يساعد التفاؤل المكتسب في علم النفس في الحفاظ على الإيجابية أثناء التعافي، فمثلاً أثناء التعافي من إدمان المخدرات أو الكحول أو أي سلوك غير سليم، يمكن أن يساعد التفاؤل المكتسب في العمل نحو حياة خالية من السلبيات، حيث يمكن أن يبقينا متحمسين للبقاء في حالة التعافي والعثور على طرق بديلة للتكيف والتوافق النفسي، بينما يبني الفرد حياة جديدة يمكن أن يساعده التفاؤل المكتسب في علم النفس على البقاء إيجابيًا وتطوير سلوكيات صحية.

الدافع والأداء في التفاؤل الاستراتيجي والتفاؤل المكتسب في علم النفس

في عالم المهن تم ربط التفاؤل الاستراتيجي والتفاؤل المكتسب في علم النفس بالدافع الجوهري الشخصي للإنجاز والإنتاجية بنشاط أكثر، والتحمل أثناء المواقف الصعبة، وإظهار سلوك أكثر اهتمام على الهدف، وكمساهم مهم في رفاهية الموظفين فقد تم ربط التفاؤل الاستراتيجي والتفاؤل المكتسب في علم النفس بتحسين السعادة العامة في مكان العمل، وتوجيه المهام، والنهج التي تركز على الحلول والمثابرة وفعالية اتخاذ القرارات.

ظهر هذا الدافع العالي أيضًا في دراسات طلاب الجامعات، ففي السياقات الأكاديمية اقترن التفاؤل الاستراتيجي والتفاؤل المكتسب في علم النفس العالي أيضًا بمتوسط ​​درجات أفضل، ربما لأن الميول المتفائلة ارتبطت بإصرار أعلى.


شارك المقالة: