يقوم علم الإرشاد النفسي بصورة عامة على مجموعة من التساؤلات التي يقوم المسترشد بمحاولة الإجابة عليها، وتكمن عملية الإرشاد ومحاولة معالجة المشكلات الإرشادية وفق طريقة التفسير التي يقوم بها المرشد النفسي، فإن توفّق المسترشد في تفسي التساؤلات التي طلبها من المسترشد بصورة سليمة سيكون من السهل عليه معالجة المشكلة الإرشادية بطريقة سهلة، وإلا فإنّ العملية الإرشادية برمّتها ستكون عرضة للفشل وقد لا تمنح المسترشد الثقة التي كان يعتقدها، وستطول بناء على ذلك العملية الإرشادية.
ما أبرز التفسيرات التي يطلبها المرشد من خلال العملية الإرشادية
1. تفسير طريقة التفكير
لا بدّ وأن يقوم المسترشد بتقديم عدد من التفسيرات التي من شأنها المساعدة في علاج المشكلة النفسية بصورة دقيقة، ولعلّ أبرز هذه التفسيرات فيما يتعلّق بطريقة التعامل مع الآخرين وطريقة التعامل مع المواقف على اختلاف تأثيراتها، وكيف يمكن التفكير في الماضي والحاضر والمستقبل، وكيف ينظر المسترشد إلى المشاكل التي يعاني منها، هل يستطيع علاجها بنفسه أم أنه يضطر إلى طلب المساعدة من الغير؟ فبعد الإجابة على جميع هذه التساؤلات يمكن للمرشد النفسي أن يبني مجموعة من الأفكار والمعتقدات التي يستطيع من خلالها بناء خطة إرشادية علاجية للعملية الإرشادية.
2. تفسير السلوك
يعتبر السلوك نتاج لعملية التفكير بطريقة ما، ولا يمكن للمسترشد أن يمضي قدماً في علاج المشكلة الإرشادية التي يعاني منها دون القدرة على تفسير مسلكياته بصورة واضحة، وما هو السبب في قيامه بتصرّف ما في موقف ما دون غيره، وعادة ما تمكّن هذه التساؤلات المرشد من تحديد المشكلة الإرشادية التي يعاني منها المسترشد، وتتيح له الفرصة في استخدام مهاراته الإرشادية للتعامل معها بصورة منهجية واضحة.
3. تفسير العلاقات الاجتماعية
يعتبر أسلوب التعامل مع أفراد المجتمع وسيلة سهلة لمعرفة طريقة تفكير الفرد ومعرفة سبب المشكلة النفسية التي يعاني منها، ولعلّ العلاقات الاجتماعية وبناء العلاقات من التساؤلات التي تسهّل على المرشد قراءة أفكار المسترشد ومعرفة ميوله، وهذه التساؤلات ترتبط عادة بمدى قبول الآخرين، ومدى رفضهم أو استساغتهم للمسترشد، ومقدار العلاقات الاجتماعية التي يملكها المسترشد مع أبناء المجتمع بصورة طبيعية، مما يجعل هذه التساؤلات من أساسيات العملية الإرشادية.