اقرأ في هذا المقال
- التقييم النفس تربوي للأطفال المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة
- فائدة التقييم النفس تربوي لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة
- التقديم النفس تربوي الشامل للتقييم لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة
تظهر الأغلبية العظمى من الأطفال المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة مشكلات في الأداء الأكاديمي، وتتضمن مشكلاتهم الأكاديمية وجود مواطن عجز في مهاراتهم التعليمية، وتدني نسب إتمام المهمات والدقة في الأداء ومشكلات في أداء الواجبات المنزلية، وضعف التحصيل في المدرسة والرسوب والإحالة إلى برامج التربية الخاصة.
التقييم النفس تربوي للأطفال المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة
إن ما نسبته (25%) من الأطفال المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، يحققون معايير التصنيف لواحدة أو أكثر من الصعوبات التعلمية المحددة، بما فيها اضطرابات القراءة والرياضيات والكتابة، ويتطلب تقییم اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة تقييماً للمشكلات التعليمية.
وينبغي أن يتضمن هذا التقييم تحديداً لنوع وشدة مواطن عجز الطفل الأكاديمية، وكشفاً عن المتغيرات التعليمية التي قد تعوق التقدم الأكاديمي، وشرحاً للتدخلات الممكنة التي يمكن أن تعزز وتنمي النجاح الأكاديمي، وأن تقييم المشكلات الأكاديمية يعتبر ضرورياً لتقييم اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، غير أنه غالباً ما يعتقد أن إجراء تقييم نفس تربوي شامل يعتبر أمراً غير ضروري.
فائدة التقييم النفس تربوي لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة
1- الكشف عن مواطن العجز في المهارات
تعتبر المقاييس المعيارية المرجع للتحصيل من أكثر إجراءات التقييم شيوعاً لتحديد مواطن العجز في المهارات الأكاديمية، حيث يقارن عادة أداء الطفل وفق هذه المقاييس مع أداء الأطفال من مثل سنّه أو صفّه، وكذلك مع نتيجته وفقاً لمقياس مستوى الذكاء، وذلك لتحديد فيما إذا كان لديه موطن عجز في المهارات، وتتوافر هناك اختبارات ثانوية لتقييم مجموعة من المهارات، بما فيها التمييز والاستيعاب القرائي والحساب الرياضي والتطبيقات الرياضية والتهجئة والاستخدام اللغوي واللغة الكتابية.
ويمكن إجراء هذه المقاييس على شكل مجموعات أو على نحو منفصل في أغلب الأحيان، وتعتبر مجموعات الاختبارات الفردية، للتحصيل أفضل من الاختبارات الجماعية للأطفال المصابين بمشكلات الانتباه، وذلك بسبب الصعوبات التي يواجهها الأطفال الذين يعانون من عجز الانتباه في الإصغاء للتعليمات، وتجنب المشتتات والمواظبة لفترات طويلة من الوقت ضمن مجموعات كبيرة.
تعتبر الأساليب البديلة مثل إجراءات التقييم المعتمد على المنهاج مفيدة في تقييم مواطن العجز في المهارات الأكاديمية، وتضمن هذه الأساليب التوافق الدقيق بين ما يتم قياسه والتوقعات المتعلقة بالمنهاج داخل الحجرة الصفية، واستناداً للتقييم المعتمد على المنهاج، يتم تقييم الأطفال وفقاً لمعايير الأداء الموضوعة، وذلك عوضاً عن الاعتماد على مقاييس معيارية، وتعتبر إجراءات التقييم المعتمد على المنهاج مفيدة لتحديد مستوى التعليم الأفضل في القراءة والرياضيات والكتابة والتهجئة بالنسبة للطفل.
2- الكشف عن العوامل التعليمية المساهمة أو المؤثرة
تسهم عوامل متنوعة بما فيها ضعف الطفل الأساسي في واحد أو أكثر من ميادين المهارات في إحداث مواطن العجز في المهارات الأكاديمية، مثلاً وجد أن أحد العوامل المؤثرة في الأداء الأكاديمي يتمثل في مقدار الوقت الذي يقضيه الأطفال منخرطين بفعالية في التعليم، والذي يطلق عليه مصطلح الوقت المشغول بفعالية من مثل الوقت الذي يقضونه في القراءة الجهرية أو المشاركة في الصف أو أداء عمل كتابي، ويعتمد الوقت المشغول فيه الطفل بفعالية على عدد الفرص التي يتيحها المدرسين للطلبة للاستجابة بفعالية.
لا يستفيد الأطفال المصابون باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة عموماً من فرص الاستجابة النشطة، وذلك بسبب تدني نسب سلوكهم الذي يدل على المواظبة على المهمة، وانخفاض إنتاجية العمل لديهم بالنسبة لأقرانهم من هنا، فقد تم تطوير أساليب ملاحظة صفية لتقييم مستوى الأطفال المتعلق بالمشاركة النشطة والمتغيرات التعليمية، من مثل المواد المنهجية واستراتيجيات التدريس التي تؤثر في مقدار التعليم المقدم ونوعيته.
3- التخطيط للتدخل العلاجي
يكمن الهدف النهائي من التقييم النفس تربوي في إعداد برامج وتدخلات تفضي إلى تقدم أكاديمي، إذ بمقدور المقاييس محكية المرجع أن تحدد ميادين المهارات التي تتطلب تدخلاً، وأما إجراءات التقييم المعتمد على المنهاج فهي مفيدة للتحديد السليم للمواد التعليمية التي تشكل تحدياً، وقد استخدمت أساليب التقييم المعتمد على المنهاج بكثافة، وأيضاً للمراقبة المستمرة للتقدم الأكاديمي ولتقييم فعالية التدخلات التربوية.
وبمقدور التقييم لنسب المشاركة النشطة والسلبية في التعليم أن يحدد السلوكيات المستهدفة لدى الطالب من مثل السلوك خلال المهمة في التعليم، ونسب إتمام المهمات ونسب صحة إتمام المهمة، والتي تستحق تدخلاً، وتم الخروج بتدخلات سلوكية ناجحة من مثل التعزيز الإيجابي وحجب المعززات وأساليب الإدارة الذاتية لتحسين هذه السلوكيات المستهدفة، وأضف إلى ذلك أن تقييم البيئة الصفية وأسلوب المدرس، وقد يفرز معلومات مفيدة لدى التشاور مع المدرسين بشأن طرق تحسين التعليم ومخرجات الطلاب.
التقديم النفس تربوي الشامل للتقييم لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة
عندما تشير نتائج إجراءات التقييم المقتضب إلى وجود مواطن عجز كبيرة في واحد أو أكثر من ميادين المهارات الأكاديمية، فإن ذلك يجيز إجراء تقييم نفس تربوي شامل، وبإمكان التقييم الشامل أن يقدم معلومات مفيدة عن مدى وجود مواطن العجز في المهارات، وعن العوامل التي قد تكون تسهم في المشكلات الأكاديمية، وعن الاستراتيجيات التي قد تكون ذات فائدة في التدخل العلاجي.
ويجب أن تتضمن عناصر التقييم الشامل مقياس محكي المرجع وفردي للأداء المعرفي، ومنظومة اختبارات تحصيل فردية ومحكية المرجع إفادة المدرس عن الأداء الأكاديمي بالنسبة لأقرانه في كل مادة دراسية رئيسة، وإفادة المدرس عن الانتباه وإنتاجية العمل وإفادة الوالد عن السلوك المتعلق بالواجبات البيتية، يعتبر التقييم المعتمد على المنهاج لمهارات القراءة والرياضيات والكتابة والتهجئة والملاحظة المباشرة للوقت الدراسي المشغول وعوامل البيئة الصفية أموراً ذات قيمة كبيرة.
حيث إن الملاحظة المباشرة للسلوك الصفي تعتبر شرطاً للتقييم النفس تربوي الذي يراد إجراؤه بغرض تحديد الأهلية لخدمات التربية الخاصة، وإن استخدام مقاييس فردية محكية المرجع للأداء المعرفي والتحصيل الأكاديمي التي يجريها اختصاصي نفسي مؤهل في المدرسة.
ويعتبر عملية مطلوبة من أجل اتخاذ قرارات عن الأهلية لبرنامج التربية الخاصة، وأما بالنسبة للقرار المتعلق بمسألة هل يعاني الطفل من موطن عجز شديد لدرجة تكفي ليتم تشخيصه عن أنه صعوبة تعليمية، وتستخدم معايير مشابهة لتحديد الصعوبات التعلمية في ميداني الرياضيات واللغة الكتابية.
لقد تم توجيه الانتقاد لاستخدام نتائج التباين المستقاة من المقاييس محكية المرجع لغاية اتخاذ قرارات بشأن التصنيف في التربية الخاصة، ويتمثل الانتقاد الأساسي في كون هذه الطريقة غير حساسة في بعض الأحيان لكيفية أداء الأطفال في المواقف الصفية الحقيقية، فقد يستبعد نموذج التباين من خدمات التربية الخاصة الطلاب ذوي المستويات المتدنية نسبياً من الأداء المعرفي والأكاديمي والذين لا يظهرون تبايناً واضحاً بين ميدانين واسعين من الأداء في الوقت الذي قد يستفيدون فيه من المساندة الأكاديمية المكثفة.
إن هذا النموذج قد لا يكون ملائماً للطلبة في الصف الأول أو الثاني؛ وذلك لأن اختبارات التحصيل غالباً ما تكون خاضعة لتأثيرات متدنية تقييد الكيفية الممكنة لحصول الطلبة على نتائج ضعيفة، مما يقلل من احتمالية وجود تباين كبير لدى هؤلاء الأطفال، ويعتبر جمع معلومات من المدرس عن الأداء الأكاديمي للطفل بالنسبة لزملائه عنصراً مهماً في التقييم، إذ يتوجب على الاختصاصيين أن يوظفوا مقاييس إفادة الوالد، إضافة إلى المقاييس محدودة المدى المشكلات المتعلقة باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة وإلى المقاييس واسعة المدى للمشكلات الداخلية والخارجية.
تعتبر معلومات الإفادة الأبوية عنصراً مهماً آخر لإتمام عملية التقييم، وإضافة إلى استبانة الأداء الواجبات المنزلية، فقد تكون استمارة مشكلات الواجبات المنزلية مفيدة للحصول على المعلومات من الوالدين عن العوامل المنزلية، والتي قد يكون لها تأثير على الأداء الأكاديمي.
وسوف يجد الاختصاصي البيانات المستقاة من مقاييس التقدير هذه مفيدة جدا لإجراء مقابلة مع الأسرة، ومن جانب آخر تعتبر الملاحظة المباشرة لأداء الطفل في الصف عنصراً ضرورياً للتقييم النفسي داخل المدرسة.
ويعاني العديد من هؤلاء الأطفال من مشكلات لغوية، وبالتالي يحتاجون تقييما ًسمعياً ونطقياً، وإضافة إلى ذلك قد يعاني بعض الأطفال الذين تظهر عليهم أعراض اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة من صعوبات أكثر دقة في المعالجة اللغوية، وتتعلق هذه الصعوبات باضطراب المعالجة السمعية الأساسية، فغالباً ما يجد الاختصاصيين التمييز بين هذا الاضطراب واضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة صعباً.
فمن زاوية عصبية ونفسية يتسم اضطراب المعالجة السمعية الأساسية بحدوث صعوبات في المعالجة الفعالة للمعلومات السمعية القادمة، وأما اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة فكثيراً ما يعتقد أنه ليس اضطراباً، وذلك في مدخلات المعلومات لكنه يعتبر اضطراباً في الإدارة المباشرة للمعلومات الذاكرة العملية.
وفي الحالات التي يظهر فيها أن الطفل يعاني من مشكلات معينة في الاستماع، خصوصاً في حالة وجود مؤشرات أخرى على وجود مشكلة معالجة لغوية مواطن عجز في القراءة والتهجئة والكتابة والتعبير الشفوي.
فقد يوصى بإجراء تقييم للنطق واللغة وإضافة إلى تقييم شامل للسمع، وأما بالنسبة للأطفال الذين يعانون من مشكلات واضحة في التنسيق الحركي الدقيق والتكامل البصري الحركي، فقد يكون التقييم العلاجي الوظيفي مفيداً، وإضافة إلى ذلك قد ينتفع الأطفال المصابون باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة والذين يعانون من مشكلات تعلمية غير عادية، أو الذين لديهم تاريخ أو فحوصات تشير إلى وجود مرض عصبي فعال.
وفي الختام الأطفال الذين يعانون من مشكلات واضحة في التنظيم والذاكرة، من التحليل الدقيق لمعالجة المعلومات التي يوفرها التقييم العصبي النفسي، ولأن التقييمات العصبية النفسية مكثفة ومستغرقة للوقت، فيجب أن تقتصر الإحالة لهذه الخدمة على الأطفال ذوي الصعوبات التعلمية المعقدة أو الشديدة.