التنمية الشخصية في علم النفس الإرشادي

اقرأ في هذا المقال


تعتبر التنمية الشخصية جانب أساسي من التدريب في علم النفس الإرشادي، الذي يقوم بالتركيز على الفرد والعلاج الذي يركز على الفرد، بشكل عام يحدث ويتم تعزيزه في مجموعة التدريب على عكس العلاج الشخصي الفردي، الذي غالباً ما يكون بعيداً عن التدريب، في الاستشارة النفسية أو علم النفس الاستشاري فإنّ التنمية الشخصية هي وسيلة لتعزيز الوعي الذاتي.

التنمية الشخصية في علم النفس الإرشادي:

التنمية الشخصية في الاستشارة يعني الوعي الذاتي، فالوعي الذاتي مهم في الاستشارة التي تركز على الشخص، إذا لم ننظر إلى أنفسنا بعمق، فسيكون من الصعب جداً تقديم استشارات عالية الجودة للعملاء، في الاستشارة نستخدم أنفسنا كأداة رئيسية لمساعدة العملاء، إذا لم ننظر إلى أنفسنا بعمق، فسيكون من الصعب جداً تقديم استشارات عالية الجودة للعملاء، نحن بحاجة إلى الوعي الذاتي من أجل مساعدة العملاء، كما أنّ قبول أنفسنا بشكل كامل يسمح لنا بتقديم نفس القبول لهم.
لكي نتمكن من التعامل مع المحفزات الشخصية في عملية المشورة، يجب أن نفهم عمليتنا الخاصة، وبالتالي نكون قادرين على اكتشاف وتجنب العملية الموازية، في بعض الأحيان قد يكون من الضروري أخذ استراحة من الاستشارة النفسية إذا كنا نتعامل مع موقف شخصي صعب (مثل الفجيعة أو الطلاق)، إن عدم مواجهة عملياتنا الخاصة به نخاطر بإلحاق الضرر بأنفسنا وعملائنا، كذلك إذا كان تطورنا الشخصي يحدد أن هناك أنواع من المشكلات أو العملاء لا يمكننا العمل معهم بشكل أخلاقي (على سبيل المثال بسبب شيء ما في خلفيتنا أو خبرتنا)، فيجب علينا أن نجعل الإحالة إلى ممارس قادر على المساعدة.

التنمية الشخصية مرتبطة بالنظرية:

قد يكون الوعي الذاتي المكتسب من خلال التنمية الشخصية مهم بشكل خاص في الاستشارة التي تركز على الشخص، كذلك التي تتعلق كلها بالعميل بطريقة تجسد الشروط الأساسية الثلاثة للتعاطف والتوافق والاحترام الإيجابي غير المشروط، قد تمنعنا مناطق التناقض داخل أنفسنا من تقديم هذه الشروط، بعض الأمثلة ستكون على النحو التالي:

  • إذا كنا قد عانينا من خسارة صعبة لم نتعامل معها بشكل كامل، ثم ذكّرتنا قصة العميل بتجربتنا الخاصة؛ فقد نجد أنه من المستحيل البقاء ضمن الإطار المرجعي، بدلاً من ذلك نعود إلى مشاعرنا الخاصة بشأن خسارتنا، هذا سيمنعنا من تزويد العميل بالتعاطف (أي وضع أنفسنا في مكانه ومرافقته أثناء استكشاف عواطفه).
  • في الاستشارة نستخدم أنفسنا كأداة رئيسية لمساعدة العملاء، كما نحتاج إلى الوعي الذاتي من أجل مساعدة العملاء مع قبول أنفسنا بشكل كامل يسمح لنا بتقديم نفس القبول لهم.
  • إذا كان لدينا تحيز غير مستكشَف على سبيل المثال: الأشخاص من جنس معين، ثم وجدنا أنفسنا مع مثل هذا العميل في عملية المشورة، فقد لا نتمكن من تقديم احترام إيجابي غير مشروط لهم، سيؤثر ذلك بشكل سلبي على جودة الخدمة التي تمكنا من تقديمها للعميل، يمكن أن يكون ضاراً لهم (على سبيل المثال إذا تأثر احترامهم لذاتهم بالفعل بمثل هذا التحيز خارج عملية المشورة)؛ لذلك فإن انتهاك المعيار الأخلاقي المهم لعدم الإساءة (الالتزام بتجنب إلحاق الضرر بالعميل)، يتجسد في الإطار الأخلاقي للمهن الإرشادية.

طرق التنمية الشخصية في علم النفس الإرشادي:

يتم تشجيع الطلاب الإرشاديين على استخدام مجموعة من الأساليب والأدوات المختلفة لزيادة وعيهم الذاتي، على سبيل المثال كتابة مجلة عاكسة واستخدام “نافذة جوهاري” وهي تقنية تُستخدم لمساعدة الناس على فهم علاقتهم مع أنفسهم ومع الآخرين، والمشاركة في مجموعات التنمية الشخصية، تعتبر الاستشارة الشخصية والإشراف مهمين أيضاً في تطوير الوعي الذاتي ولكن (كما لوحظ في التعريف أعلاه) لا يُنظر إليهما دائماً بشكل رسمي كجزء من التنمية الشخصية.
ابتكر جوزيف لوفت وهاري إنجرام في الولايات المتحدة الأمريكية نافذة جوهاري (التي سميت من خلال الجمع بين اسمي الرجلين)؛ فهي أداة لمساعدة الناس على اكتساب الوعي الذاتي وتحقيق النمو الشخصي، هذا يتألف من أربعة أجزاء؛ الفكرة هي توسيع المنطقة المفتوحة، على سبيل المثال من خلال استخلاص آراء الآخرين.
تعرف مجموعات التنمية الشخصية باسم مجموعات العمليات؛ هي جزء أساسي من تدريب علم النفس الإرشادي أو الاستشارة النفسية، حيث تكمل المدخلات حول النظرية والمهارات من خلال توفير مساحة آمنة لتطوير الوعي الذاتي، هناك يمكننا أن ننظر إلى التغييرات التي نمر بها ونجد الشجاعة لاستكشافها، أيضاً الحصول على آراء الآخرين، يمكن أن تكون صعبة للغاية ولكنها أيضاً غنية جداً، أنها توفر فرصة لزيادة الوعي الذاتي وممارسة الاستماع التعاطفي.


شارك المقالة: