اقرأ في هذا المقال
“لن تجد رذيلة تجلب على صاحبها كراهية الناس أكثر منها، وهي رذيلة لا نعي وجودها بداخلنا، وكلما توغلت فينا، كرهناها في الآخرين، إنني أتحدث هنا عن رذيلة الكبر، أو وهم عظمة الذات، فتكاد تكون كلّ شرور الدنيا مما يرجعه البشر إلى الطمع أو الأنانية نتاج الكبر” سي.إس.لويس.
ما هي أولى خطوات التواضع؟
إن الفضيلة هي النقيض لرذيلة الكبر، فهي التواضع وحسن تقدير الذات، فإذا رغب أحدنا أن يتصف بالتواضع، فعليه أن يقوم بالخطوة الأولى وهي تتمثل في أن نفخر بذاتنا، كون تقدير الذات ضرورة ولكن دون أن يشوبه شيء من الكبر أو التعالي على الآخرين، فالكبر هو تعاسة كلّ أمّة تعاني، وكلّ مجتمع هزيل، فهو مشكلتنا منذ نشأة هذه الدنيا، ولا يمكن ﻷي مجتمع ان يتخلّص من تلك المشكلة كونها أصبحت من العادات السلبية التي يصعب التخلّص منها.
ما الفرق بين مزايا التواضع ومساوئ التكبر؟
المتواضعون يدركون أن رذيلة الكبر ومساوئها لها الكثير من الآثار السلبية على المجتمعات، وهم يدركون أن التواضع في مراحل مبكّرة له مزايا عدّة تنعكس على الفرد وعلى المجتمع بأسره، وهذا هو رأينا جميعاً، فنحن عادة ما نعتبر أن الكبر مشكلة تخصّ غيرنا، ولا نعي أنها بداخلنا كذلك، ومن ثم نتيقّن أنّ الجميع لديه مشكلة الكبر ولكن بدرجات متفاوتة، ونصبح أكثر دراية بذلك عندما نحسّ بالألم الوجداني والذي يسبّبه للآخرين كما يسبّبه لنا نحن، ومن حسن الحظ أنّ هذا الألم يمكن أن يكون معلّماً عظيماً لنا، ومن الممكن أيضاً أن يزيد حالة الحقد والكراهية في قلوبنا فتزداد هنا المشكلة سوء.
ما الدروس المستفادة من التكبر؟
الكبر يعلّمنا أنه حينما يكون القلب معتلّاً، فإننا ننتهي إلى نقيض ما نتوق إليه، فحينما ننشغل جدّاً بأنفسنا، فإننا لا نفكّر إلا في الأخذ، ولكننا في تلك الحال لن نتحصّل على ما ننتظره من اهتمام وتقدير وشرف، ذلك ﻷننا ندمّر أنفسنا دون أن نشعر بذلك، فتضخّم ذاتنا لا يتيح مجالاً للآخرين في أن يقومون على حورانا بشكل موضوعي، فلن نتحصّل على ما نتوق إليه في الحياة ما لم نعطِ بلا أنانية أو طمع أو حسد، فالحياة أبسط بكثير من أن نقوم على تعقيدها.