تعتبر المقابلات الإرشادية من اكثر الأمور التي تعلق في ذهن المسترشد، ويقوم المرشد النفسي بالاعتماد بصورة كبيرة على هذه المعلومات لتشكيل صورة نمطية تتناسب وطبيعة المشكلة النفسية التي يعاني منها المسترشد، ولعلّ توثيق المعلومات وتسجيلها وأرشفتها من أبرز الأمور التي أصبحت سرّ نجاح أي عمل أكاديمي، حيث يقوم المرشد النفسي بمحاولة تسجيل كافة المعلومات التي يحصل عليها من خلال المسترشد وتوثيقا بصورة كتابية وفنيّة.
أبرز التوصيات التي يجب مراعاتها عند تسجيل المقابلات الإرشادية
1. الوضوح والشفافية
لا يمكن أن تتمّ عملية تسجيل المقابلات الإرشادية الفردية منها أو الجماعية إلّا عندما يكون هناك توافق على عملية التسجيل والتوثيق بداية، وعندما تكون المقابلة الإرشادية بكافة أشكالها واضحة ومفهومة ويمكن للجميع أن يقوم بمشاهدتها أو قراءتها بصورة سهلة وسريعة، وهذا الأمر من شأنه أن يزيد من شفافية العملية الإرشادية وأن يجعل من هذا العمل عملاً مؤسسياً لا يمكن التلاعب به في الإرشاد النفسي.
2. مباشرة الطرح
إنّ عملية تسجيل المعلومات وتوثيقها لا تحتاج إلى الكثير من الغموض والتورية، فهي عملية تهدف إلى توثيق المعلومات وأرشفتها بصورة كتابية أو مسجّلة ليتم الرجوع إليها وقت الحاجة، وعليه فإنّ وضوح الطرح بأن يكون مباشراً من خلال الأسئلة والاستفسارات يزيد من إمكانية الحلول والتخلّص من المشكلة النفسية بصورة سريعة لا مجال للشكّ فيها أو التهاون.
3. التسلل المنطقي في الطرح
من خلال التسجيل الأرشيفي يعمد المرشد النفسي على البدء بطرح مجموعة من الأسئلة تسهّل على المتلقي أو المستمع فهم طبيعة المشكلة النفسية التي يعاني منها المسترشد، ومن خلال الإجابات المباشرة بصورة متسلسلة بعيداً عن التعقيدات يعمل المسترشد على توضيح وجهات نظره الخاصة بالأسئلة التي تمّ طرحها.
ولا بدّ وأن تكون هناك مشكلة يتم التحاور بناء عليها في محاولة من المرشد النفسي الوصول إلى هدف ما، وهذا الهدف من الطبيعي أن يتم التوصّل إلى بعض الحلول المنطقية التي تقوم إليه في نهاية المقابلة الإرشادية، وهذا التسلسل التوافقي ما بين طرفي العملية الإرشادية يساعد على فهم المشكلة وتحديد الهدف المراد وطريقة الحل، بحيث تكون العملية الإرشادية واضحة تخلو من التعقيدات