الحقيقة لا شيء غيرها هي جلّ ما يبحث عنها الجميع، إلا أننا نتعرّض من وقت ﻵخر إلى عملية خداع غير منطقي من خلال تزييف الوقائع والحقائق، وبناء على ذلك تكون أفكارنا مشوهة ومنقوصة، ولا نستطيع أن نصل إلى نجاحنا بالوقت المحدّد بينما نحن نقوم على كشف الحقائق.
الموضوعية هي الطريق لمعرفة الحقائق:
معظمنا لا يريد في النقاش الذي يخوضه إلى إثبات حقيقة ما بشكل موضوعي مجرّد، بقدر ما يسعى إلى إثبات وجهة نظره عن الحقيقة التي يرغب فيها، وفرق كبير بين اﻹثنين، فعندما يصبح أكبر همومنا الانتصار للأفكار التي تناسبنا، نبدأ وقتها بمغالطة أنفسنا والاستشهاد بأدلة خاطئة أو مخالفة للمنطق والواقع، وفي نهاية الأمر ستنكشف الأقنعة وتظهر الحقيقة من أوسع الأبواب، ولكن ربّما بعد فوات الأوان.
العديد منا وخلال النقاشات التي تدور حول موقف ما أو البحث عن حلّ ما، يقوم بالاستشهاد بأدلة وبراهين من الماضي، ويعتمد في رأيه على الأكثرية أو على أنّ رأيه كان يستخدم في وقت مضى، وكلّ هذا الأمر مخالف للحقائق.
ليس شرطاً أن نكون كثيري العدد في استنتاج الحقيقة فقد نكون مخطئين، المهم بالأمر هو الموضوعية والمصداقية والأدوات المستخدمة في استخلاص الحقائق، وليس مهمّاً أيضاً أن يتم الرجوع إلى الماضي كونه استخدم فيه حلّاً قبل عشرين عام، ومن الممكن استخدامه مرة أخرى في وقتنا الحالي، فهذا أمر غير منطقي أيضاً، فالحقائق تبنى في العادة من الواقع المجرّد.
ماذا يتطلب منا لمعرفة الحقيقة؟
معرفة الحقيقة تحتاج منا أن نكون صادقين موضوعين غير مناحزين لرأي ما، وأن نكون عقلانيين لا نقبل بالآراء اللاواقعية، وأن نحيّد العاطفة جانباً، ﻷن العاطفة في المواقف التي نبحث من خلالها عن الحقيقة المجردة، لا تعطينا إجابات صحيحة في الغالب.
الناجحون الأذكياء لا يقبلون إلا بالحقائق كاملة، ولا يبحثون عن أنصاف الحقائق، فهم يدركون أن النجاح الحقيقي لا يأتي إلا من خلال الحقيقة المجرّدة، ولا يحتكمون إلى العاطفة في اختيارهم للحقائق، كما وأنهم ومن خلال نجاحاتهم يقدّمون الحقيقية المجرّدة، وعندما يخطؤون يعترفون بذلك صراحة ولا يقومون بإخفاء الحقيقة لإدراكهم المُسبق أن الحقيقة تظهر ولو بعد حين.