الشهر التاسع شهر الولادة، هو آخر شهور الحمل، وفيه تستعدّ المرأة لاستقبال مولودها الجديد، وهو أصعب شهر من شهور الحمل؛ حيث يكبر الجنين، ويستمرُّ نموّه.
ويحدث مع المرأة الحامل العديد من التغييرات الجسديَّة وفيما يلي بعض علامات الولادة.
علامات الحمل في الشهر التاسع
تختلف علامات الحمل من امرأة لأُخرى حيث يوجد فروقات بين النِّساء ولكن قد يحدث بعض العلامات العامَّة نذكر منها:
- قد يحدث مع المرأة الحامل صعوبة في التنفس، وزيادة عدد مرَّات التبوّل؛ وذلك بسبب زيادة حجم الجنين وضغطه على الأعضاء الدَّاخلية للأم.
- قد تُعاني بعض النساء الحوامل من حرقة في المعدة، ويمكنها استشارة الطبيب عن العلاج المناسب.
- قد يحدث مع الكثير من النساء انتفاخ في الكاحلين والأصابع والوجه والبواسير،
وعادةً تخفُّ هذه الأعراض بعد الولادة. - معظم النِّساء تشعر بألم عند لمس الثَّدي، وتسرُّب سائل من الثَّدي يُشبه الحليب، يُسمَّى اللبأ.
- يحدث بروز بشكل واضح للسُّرةَّ وذلك بسبب كبر حجم البطن.
- قد تواجه بعض النِّساء مشاكل في النَّوم بسبب التغييرات التي تحصل معها، وزيادة حركة الطِّفل.
- قد تشعر الحامل بحدوث انقباضات؛ وتكون هذه الانقباضات علامة على اقتراب موعد الولادة.
تطور الجنين في الشهر التاسع
يحدث تطوُّرات كبيرة وواضحة جداً مع الجنين فهذا شهره الأخير في بطن أمِّه؛ حيث يزداد حجمه بشكل واضح، نذكر منها:
- يستمرُّ الجنين في النمو والتَّطوُّر؛ حيث تنضج الرئتان بشكل كامل تقريباً.
- تُصبح ردود الأفعال عند الجنين متناسقة أكثر؛ حيثُ يُصبح قادراً على فتح و إغماض عينيه.
- يستطيع الجنين تدوير رأسه، والاستجابة للأصوات، و الاستجابة للضُّوء واللمس.
- يبدأ الطِّفل بالنزول لأسفل الحوض؛ بحيث يكون رأسه مُتّجهاً نحو قناة الولادةِ.
- يكون طول الجنين في الشَّهر التَّاسع من 45 -50 سنتيمتر.
- ويتراوح وزنه بين 2500 غرام إلى 4000 غرام ويختلف الوزن من طفل لآخر.
أعراض الحمل في الشهر التاسع
- كثرة التبول. مع استمرار نمو طفلك وانخفاضه في الحوض استعدادًا للولادة ، يستمرُّ أيضًا في الضَّغط على المثانة.
من المحتمل أن تقوم المرأة برحلات حمَّام أكثر خلال النهار وأيضًا في الليل.
إذا وجدت أنَّه يحدث معها تسرُّب من البول عندما تضحك أو تعطس ، فقد تحتاج إلى ارتداء بطانة داخلية. - تورُّم السَّاقين. قد يبدو الأمر كما لو أنَّ كل جزء من المرأة أكبر الآن، بما في ذلك السَّاقين والقدمين. في معظم الحالات، يتمُّ إلقاء اللوم على احتباس السوائل والهرمونات الزَّائدة.
وبينما ينمو الرَّحم، فإنَّه يضغط على بعض الأوردة، ممَّا قد يقلِّل أو يُبطِّئ تدفق الدَّم من النِّصف السُّفلي من الجسم إلى النصف العلوي. للحصول على بعض الرَّاحة، يجب أن ترفع المرأة قدميها كلَّما كان ذلك ممكنًا، وتجنُّب الوقوف لفترات طويلة من الزمن . - وخز أو خدر في الأصابع واليدين. قد تشعر المرأة بالتنمُّيل أو الوخز في اليدين أو الرُّسغين، هذا ما يُسمَّى متلازمة النفق الرُّسغي.
يمكن أن تؤدَِّي زيادة احتباس السوائل أثناء الحمل إلى زيادة الضغط على هذه العظام والأعصاب، ممَّا يسبِّب الشعور بالوخز أو الإحساس بالخدر الذي تشعر به، عادةً ما تنحسرُ حالة عدم الرَّاحة هذه بعد الولادة.
لكن يمكن الذَّهاب للطبيب أو مقدم الرِّعاية الصحيَّة إذا كنتي ترغبين في الحصول على بعض الرَّاحة في أقرب وقت. - ضغط الحوض. مثُلكِ تمامًا، يستعدّ طفلك أيضًا ليوم ولادته، ومن الأُمور التي تحصل هو انخفاض في الحوض. بالنِّسبة لكي، الجانب السلبي لهذا، هو أنَّه من المرجّح أن تشعري بمزيد من الضغط على الحوض والمثانة والوركين.
أمَّا الجانب الإيجابي، هو أنَّكي قد تكونين قادرةً على التنفس بسهولة أكبر، لأنَّ الجنين ينخفض وعلى الأرجح سيكون الضَّغط أقل على الرئتين والحجاب الحاجز . - ألم في الظهر. من الأعراض الأخرى التي قد تكوني معتادةً عليها عندما تكونين في الشَّهر التَّاسع من الحمل آلام الظهر.
مع نمو بطنك، يتغيَّر مركز ثقلك، و في هذه الأثناء، تهدم هرمونات الحمل المفاصل في الحوض؛ استعدادًا للولادة، كل من هذه يمكن أن يسبِّب آلام في الظَّهر.
لإعطاء نفسكِ بعض الرَّاحة، محاولة ممارسة أوضاع جيدة،(يمكن لليوجا قبل الولادة المساعدة في ذلك) وارتداء أحذية مريحة وداعمة، وتجنُّب القيام بأيِّ عمليَّة رفع، إنْ أمكنَ.
قد يكون القيام بالتدليك اللطيف أو وضع فوطةٍ ساخنةٍ أو باردةٍ على منطقة الألم يُساعد في تخفيف الألم. - التصبغ. قد تلاحظ المرأة بعض التغيُّيرات التي تطرأ على بشرتها عندما تكون حامل في تسعة أشهر.
يمكن لهذه الهرمونات التي تدور حول الجسم خلال فترة الحمل أن تزيد من إنتاج الميلانين، ممّا قد يؤدِّي إلى ظهور بقع بنية اللون على وجهك (تُعرف باسم الكلف) أو خط داكن أسفل منتصف بطنك السفلي (المعروف باسم اللينيجرا). - علامات التمدد. هذه هي حقيقةُ الحياة للعديد من الأمهات. لا يمكن الوقاية منها، لكنَّها غالبًا ما تتلاشى بعد الولادة. يمكن استعمال مرطبٍ لطيفٍ للحفاظ على رطوبة بشرتك و يساعد في تجنُّب أيِّ حكَّة قد تنجم عن امتداد بشرتك لأنَّها تتَّسع لاستيعاب طفلك الذي ينمو.
نصائح عامة للحامل
- الحصول على قسطٍ كافٍ من النَّوم، والرَّاحة، و يُفضَّل أن تنام مبكّراً و تُريح جسمها، و أنْ تأخذ قيلولة في النَّهار كلَّما احتاجت.
إذا كانت عاملة يُفضّل أن تأخذ يوم عطلة بالأسبوع لترتاح. - يُفضّل أن تقوم الحامل ببعض التمارين الرياضيَّة؛ مثل تمارين (كيجل) حيث تقوم هذه التمارين بتقوية عضلات الحوض، ممّا يُساعد في تسهيل المخاض أثناء الولادةِ.
- يُفضّل تجهيز ترتيبات حقيبة الولادة والإقامة بالمشفى قبل الولادة، أي في نهايات الشَّهر التَّاسع، ويُمكن للمرأة أن تسأل أمهات مررن بتجربة الولادة للاستفادة من خبرتهنَّ فيما يتعلَّق بتجهيز الحقيبة، وبشكل عام يجب أن تضع ملابس داخليَّة وخارجيَّة لها ولطفلها، ويجب أن تكون ملابس الطِّفل جديدة ونظيفة ومصنوعة من القطن، وأن تضع له حفَّاظات، وبطَّانية دافئة.
- عدم القيام بأنشطة شاقَّة ومتعبة، والابتعاد عن الضَّغط النفسي والبقاء في حالة من الرَّاحة والاسترخاء.
- عدم التحرّك بسرعة، يُفضَّل التحرك بهدوء أثناء ممارسة الأنشطة اليوميَّة، وعدم القيام بتحرُّكات وردّات فعل سريعةٍ.
- يجب مراجعة الطَّبيب عند الشعور بأيِّ ألم، أو حدوث أي انقباضات في أسفل البطن، أو نزول ماء الرأس للتأكد من سلامتك وسلامة الجنين، وللاطمئنان على موعد الولادة.
ما هي أعراض الولادة
تختلف أعراض الولادة من امرأة لأخرى، لكن سنذكر بعض الأعراض العامَّة فيما يلي:
- نزول الطِّفل لأسفل الحوض واستقراره، وهذا الغرض يُفيد الأم حيث يمكنها التنفس بشكل أفضل لأنَّ الضغط على الرئة والحجاب الحاجز قد قلّ.
- خروج إفرازات مهبليَّة شفَّافة أو دموية؛ حيث أنَّه خلال فترة الحمل يبقى عنق الرَّحم مسدوداً، ولكن في الشَّهر التاسع يبدأ الرَّحم بالتمدُّد والاسترخاء وكتلة المخاط السميكة التي تعمل كسدّادة تُصبح رقيقة، وهذا يُسبِّب نزول إفرازات شفَّافة، أو وردية مخلوطة بالدَّم.
ومن الجدير بالذِّكر أنَّ هذه الإفرازات قد تظهر قبل أيام من الولادة، أو قبل ساعات أو دقائق من بدء المخاض. - تمزُّق الأغشية ونزول ماء الرأس؛ تقريباً 10% من النِّساء يحدث عندها نزول ماء الرأس، وقد يحدث أثناء وجودها في المنزل.
وأحياناً يتسرَّب السائل من كيس السلى قبل المخاض، وقد يتسرَّب البول نتيجة استقرار الرَّحم فوق المثانة، ممَّا يجعل التفريق بين البول والسائل الأمينوسي أمراً صعباً عند الكثير من النساء.
والجدير بالذكر أنَّ السائل الأمينوسي يختلف عن البول بأنَّه ليس له رائحة، لذلك يجب الذَّهاب مباشرة للطبيب عند نزول السائل. - زيادة الرغبة بالتبوّل هو من علامات الولادة، وسبب ذلك نزول رأس الجنين إلى أسفل الحوض ممَّا يزيد الضغط عالمثانة.
- الإسهال؛ قد تعاني المرأة من الإسهال أو البراز الرخو خلال أيام قبل حدوث المخاض.
- حدوث تشنُّجات وآلام أسفل البطن والظَّهر.
- تمدُّد عنق الرَّحم وتوسعه وتستطيع المرأة معرفة حدوث ذلك عن طريق عمل فحص عند الطبيب.
- الشعور بالنشاط والطَّاقة بالرَّغم من الألم والتعب، وينبع هذا النشاط من الشوق للولادة ورؤية الطفل.
كيفية التعرف على انقباضات الولادة
انقباضات الولادة هي العَرَضُ الأخير والنهائي لأعراض الولادة حيث إذا بدأت الانقباضات فهذا يعني أنَّ موعد الولادة قد حان:
- تُعدّ الانقباضات القويَّة والمنتظمة دلالة على قرب موعد الولادة؛ حيث تبدأ عضلات الرَّحم بالانقباض و الاسترخاء المُتَتالي؛ ممَّا يُساعد على دفع الطِّفل للخارج.
- عند بدء المخاض الحقيقي تستمر الانقباضات لمدَّة تتراوح بين 30- 70 ثانية، والفترة الفاصلة بين هذه الانقباضات تتراوح بين 5-10 دقائق.
- تكون هذه الانقباضات قويَّةً لدرجة أنَّ المرأة لا تتمكَّن من المشي أو التحدُّث أثناء حدوثها، كما أنَّ هذه الانقباضات تُصبح أقوى وأكثر مع مرور الوقت.
- المرحلة الأولى من المخاض تشعر الحامل بانقباضات منتظِّمة، التي تؤدِّي إلى ترقُّق عنق الرَّحم أو تمدده للسماح للجنين بالانتقال إلى قناة الولادة.
- تُعتبر المرحلة الأولى أطول مراحل المخاض والولادة؛ حيث يمكن تقسيمها إلى مرحلتين؛
مرحلة المخاض المبكِّر، ومرحلة المخاض النَّشط. - خلال مرحلة المخاض المبكِّر تشعر الحامل بانقباضات خفيفة وغير منتظمة، ومع بدء فتح عنق الرَّحم قد تلاحظ الحامل نزول إفرازات شفَّافة أو دموية أو وردية اللون.
من الجدير بالذِّكر أنَّه لا يمكن التنبؤ بمدَّة المخاض المُبكِّر، إلا أنَّها تكون طويلة عند النساء اللاتي يحملنَ أول مرَّة، وقد تُصبح أقصر خلال المرَّات القادمة من الحمل. - أما مرحلة المخاض النشط فتتميز بتمدُّد عنق الرَّحم من 6 سنتيمتر ووصوله إلى 10 سنتيمتر، وتصبح الانقباضات أقوى وأقرب من بعضها البعض، وتُصبح منتظمة وقد تشعر الحامل بتشنُّج ساقيها، إضافة إلى شعورها بالغثيان، وقد ينزل ماء الرأس خلال هذه المرحلة، وفي الغالب تستمر مرحلة المخاض النشط من 4-8 ساعات أو أكثر.
إذ يتمدَّد عنق الرحم حوالي سنتيمتر واحد كل ساعة تقريباً. - المرحلة الثانية من المخاض؛ تكون خلال هذه المرحلة عمليَّة إخراج الطِّفل وولادته، وقد تستغرق بضع دقائق أو بضع ساعات.
- أمَّا المرحلة الثالثة من المخاض والأخيرة؛ يتمُّ فيها تسليم المشيمة بعد ولادة الطِّفل في غضون 5 – 30 دقيقة، إلَّا أنَّ بعض النساء قد تستغرق لديهنّ هذه المرحلة ساعة تقريباً.
- هنا ترتاح الأم عند رؤية طفلها وحضنه بين ذراعيها، وتنسى تعبها، وتبدأ مرحلة العناية بالطِّفل و تربيته بكل حب.
