الخلل الوظيفي للأسرة لدى العالم بوين
يهتم العالم بوين بكيفية حدوث سوء الأداء الوظيفي في العائلة وليس كميته، ولكي يقوم بالحكم على السلوك إن كان غير ملائم أو مَرضي، فإنَّه يهتم بالفرد نفسه والحدث الذي حصل ولا يركز على معايير الصحة.
العائلات التي تتصف بسوء الأداء الوظيفي، لا تتمكن من تحقيق التوازن بين حاجات التفرد والاستقلالية وحاجات المحبة لكل عضو، تعاني من مشكلات عدم تحقيق التمايز، وصعوبة إتمام دورة حياتها بشكل ناجح، حيث تواجه صعوبة بالانتقال، ممَّا يؤدي ذلك إلى تعرضها للصعوبات والنزاعات وعدم التكيف مع المتغيرات التي تحدث.
يقوم المعالج الأسري في جلسات العلاج بالتعامل مع الزوج والزوجة، والقيام أيضاً بإبعاد الطفل كطرف ثالث من الجلسة العلاجية، حتى وإن تمَّ تعريفه من قبل الوالدين على أنَّه الذي يعاني من المشكلة؛ لأنَّ المعالج يرى أنَّ وقوع المشكلة في العائلة ناجمة عن الزوجين، حيث يعتبر حدوث المشكلة نتيجة أعراض عدم تحقيق النظام الانفعالي بين الزوج والزوجة بشكل فعال.
أمَّا بما يتعلق بالمشكلة فإنَّ العالم بوين لا يتعامل مع المشكلة الموضوعة حالياً أو التي جاء بها العميل للتخلص منها، بل يقوم بتحقيق التوازن الانفعالي بين أعضاء العائلة، لأنَّه كما يعتقد أنَّها هي المشكلة بحد ذاتها، حيث يعتبر المشكلة نتيجة الأداء الانفعالي بين أعضاء العائلة.