الدعم النفسي وعلاقته بالخرف

اقرأ في هذا المقال


لا يعد مرض الخرف مرض بحد ذاته، بل هو يقوم بوصف مجموعة علامات تؤثر بشكل كبير على الذاكرة والتفكير وقدرات المريض الاجتماعية إلى درجة تصل للدخول في وظائفه اليومية، يشير الخرف إلى وجود أكثر من اختلال في وظيفتين في الدماغ على الأقل، مثل أن يفقد المريض الذاكرة ويسيء تقدير الأمور أو ضعف اللغة، وعدم قدرته على أداء العديد من الأنشطة اليومية؛ مثل دفع الفواتير أو الشعور بأنّه قد ضلّ الطريق أثناء القيادة.

الدعم النفسي وعلاقته بالخرف:

أظهرت الكثير من الدراسات أنّ دعم كبار السن النفسي والاجتماعي جيد ممن حولهم، حيث أنه يقلل من احتمالية الإصابة بخرف الشيخوخة، قام الباحثون بإجراء دراسة حديثة واستندت هذه الدراسة في نتائجها على تحليل بيانات بحث استمر 10 سنوات في الفترة من 2002 إلى 2012، لكشف العلاقة بين أسلوب الحياة وتطور الخرف، أجريت الدراسة على أكثر من 10000 شخص تزيد أعمارهم عن 50 عام، كان نصفهم من السيدات والنصف الآخر من الرجال، خلال فترة المتابعة أصيب نحو 3.4% منهم ببعض أشكال الخرف.
أظهرت النتائج أنّ كبار السّن الذين تلقوا دعم أسري جيد ممّن حولهم، سواء شريك الحياة أو الأبناء أو الأقارب، كانوا أقل عرضة لتطور مرض الخرف بنسبة 17% عن غيرهم، يتمثل الدعم النفسي الجيد في إشعار كبار السّن بالرعاية والمساعدة من المحيطين بهم، يكون على شكل دعم عاطفي مثل مشاعر الود والحنان وتقديم المشورة، أيضاً دعم مادي مثل المساعدة المالية.
أكّد الباحثون أنّ وجود شبكة قوية من العلاقات الوثيقة بين الأزواج والأولاد يرتبط بانخفاض خطر التدهور المعرفي والخرف، كما أضافوا أنّه على العكس؛ فإنّ العلاقات الاجتماعية المتدهورة ينتج عنها كثير من التوتر والقلق بين الأشخاص، هذا قد يكون له تأثير سلبي على الصحة البدنية والعقلية لكبار السّن، فمرض الخرف حالة شديدة من تأثر العقل بتقدم العمر، كما أنّه مجموعة من الأمراض التي تسبب ضمور في الدماغ.
يعتبر مرض الزهايمر أحد أسباب الخرف، فهو يؤدي إلى تدهور قدرة التفكير ووظائف الدماغ وفقدان الذاكرة بصورة متواصلة، يتطور الخرف بشكل تدريجي فيصل لفقدان قدرة المريض على أداء الأعمال اليومية، كذلك على التواصل مع المحيط، فقد تتدهور الحالة إلى درجة انعدام الأداء الوظيفي، حسب منظمة الصحة العالمية، فإنّ عدد المصابين بالخرف في 2015، بلغ 47.5 مليون، فقد يرتفع بسرعة مع زيادة متوسط العمر وعدد كبار السّن. 


شارك المقالة: