الدور الطبيعي للعقول الأخرى في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يهتم الدور الطبيعي للعقول الأخرى في علم النفس بما يعرف بالمشكلة الوصفية لمثل هذه العقول، التي ترتبط بمفهوم قراءة العقل وكيفية تفسير الأفكار التي تدور في هذه العقول ووصفها بالشكل الصحيح.

الدور الطبيعي للعقول الأخرى في علم النفس

ميز العالم ألفين جولدمان الدور الطبيعي للعقول الأخرى في علم النفس من خلال تفسيره لبعض المشاكل التي تختلف عن المشاكل المعرفية أو المفاهيمية التي تخص العقول الأخرى، والتي تتمثل بالمشكلة المعرفية المعيارية للعقول الأخرى أو المشكلة الوصفية التي تعبر عن الدور الطبيعي لمثل هذه العقول وكيفية تفكيرها ونظرتها الخارجية للعالم.

ترتبط المشكلة الوصفية في الدور الطبيعي للعقول الأخرى في علم النفس بما يسميه جولدمان قراءة العقل أو العقلية، حيث تتضمن قراءة العقل القدرة على التفكير في العقل وهي نشاط من الدرجة الثانية أو أعلى يتضمن تمثيل أو تصور الآخرين بالإضافة إلى الذات على أنهم مجرد مواقع من الحياة العقلية، بينما يُعتقد أن العديد من أنواع الكائنات لديها عقول فإن بعضها فقط سيكون قادرًا على تمثيل نوع آخر على أنه لديه عقول.

في الدور الطبيعي للعقول الأخرى في علم النفس تعتبر أسئلة التبرير والصعوبة المفاهيمية ليست ذات أهمية للمنظر الوصفي، كما أنها ليست أسئلة للظواهر ما وراء الطبيعية وتتعلق بطبيعة العقل، حيث إن ما يهم في عوالم المعرفة الوصفية هو كيف يقيس ما يقوله الفرد من خلال ما يتم تعلمه في التخصصات التجريبية لعلم النفس التنموي وعلم الأعصاب.

يتطور العمل على المشكلة الوصفية في الدور الطبيعي للعقول الأخرى في علم النفس بوتيرة سريعة، وبينما كان الاهتمام الأول في جميع التخصصات ذات الصلة مركّزًا على روايتين بارزتين لقراءة العقل تتمثل في النظرية ونظرية المحاكاة توجد الآن مجموعة متنوعة من التفسيرات التي تتحدى كليهما.

النظرية ونظرية المحاكاة في الدور الطبيعي للعقول الأخرى في علم النفس

تعود جذور النظرية إلى الدور الطبيعي للعقول الأخرى في علم النفس، والتي جادلت بأن سلوكًا معينًا لحل المشكلات لوحظ في الأفراد يجب أن يؤخذ كدليل على امتلاكهم لنظرية ذهنية، كدليل على أنهم قادرون على عمل تنبؤات، عن سلوك الآخرين الذي ينسب إليهم حالات عقلية لا يمكن ملاحظتها، حيث يعتبر علماء النفس هذا الافتراض رد فعل بدائي وغير متطور إلى حد ما لملاحظة سلوك معين، طبيعي جدًا في كل من البشر بحيث يتطلب الأمر جهدًا لقمعه.

في تعليقات بعض علماء النفس على الدور الطبيعي للعقول الأخرى في علم النفس أشاروا إلى أنه يلزم إجراء مزيد من التجارب من أجل تحديد ما إذا كان الشخص يمتلك مفهوم الإيمان وما هو المفهوم المطلوب من أجل الحصول على أفكار حول الحالات العقلية للآخر، على وجه الخصوص يجب إثبات أن الفرد يمتلك مفهوم الإيمان الخاطئ.

ابتكر علماء النفس اختبارًا يُزعم أنه يُظهر ذلك تمامًا وتم إجراء الاختبار الأصلي على أطفال بشكل طبيعي وتم أخذهم لإظهار أن القدرة على تمثيل المعتقدات الخاطئة موجودة لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 إلى 6 سنوات، ولكنها غائبة في الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 سنوات، وتم تقديم مقترحين مختلفين لشرح هذا التغيير التنموي.

يقترح أحد المقترحات أن الطفل يمتلك نظرية نفسية ساذجة يستخدمها للشرح والتنبؤ بسلوك الآخرين والتي تتم مراجعتها من قبل الطفل بمرور الوقت، بينما الاقتراح الآخر يقترح آلية أصلية خاصة بالمجال أو معيارية في الدور الطبيعي للعقول الأخرى في علم النفس تنضج في نقطة معينة كما يفسر نجاح الطفل في اختبار المعتقد الخاطئ.

هذا النهج لفهم كيف ننسب الحالات العقلية للآخرين له العديد من السمات البارزة في إنه يتوافق مع النهج السائد لحل مشكلة معرفة عقول الآخرين لأنه يقترح أن إيماننا هنا هو نتيجة افتراض الحالات العقلية كأفضل تفسير للسلوك المرصود، وأنها تتوافق مع حساب وظيفي للعقل، ويمكن أن تحل مشكلة عدم التماثل حيث يرى البعض أن الطفل ينسب الحالات العقلية لنفسه على نفس النموذج الذي يفعله الآخرون.

تعرضت السمات الثلاث لهذه النظرية في الدور الطبيعي للعقول الأخرى في علم النفس للنقد، وتم تحدي هذا النهج أيضًا من خلال المزيد من العمل التجريبي الذي يزعم إظهار أن الأطفال الرضع الذين تقل أعمارهم عن 15 شهرًا لديهم مفهوم الاعتقاد الخاطئ.

إسناد الحالات العقلية في الدور الطبيعي للعقول الأخرى في علم النفس

يقترح علماء النفس بديلًا لحساب النظرية في الدور الطبيعي للعقول الأخرى في علم النفس حول كيفية فهم إسناد الحالات العقلية إلى الآخرين، حيث أنهم يحددون من الناحية النظرية دافعًا علميًا يتعارض بشدة مع الاختلافات المهمة بين البشر وبقية العالم الطبيعي، بينما يمتد المنظرين النظريين لأسلوب الفهم من تطبيقه فيما يتعلق بالأخير إلى السابق، ويقترحون أن نفهم ما يفكر فيه الأشخاص الآخرين من الداخل، وأننا نستغل حقيقة أننا هم أو لديهم عقول.

يهتم المنظرين النفسيين بشكل خاص بماهية الأفكار الإضافية التي سيعطيها الشخص وماهية الأفكار التي نعرفها بالفعل، على أن نظرية المحاكاة يجب أن تصاغ بطريقة تتجنب الاعتماد على كل من الاستبطان والاستدلال من الذات إلى الآخر، بدلاً من تخيل ما سنفعله في وضع معين، يقترح علماء النفس أن نتخيل أن يكون الفرد في وضع فرد ثاني مقابل.

بهذه الطريقة يؤخذ التفكير في الآخرين إلى فهم موازٍ لسلوك الفرد المستقبلي، حيث يتنبأ المرء بما سيفعله من خلال تخيله أو التظاهر بأن العالم هو طريقة معينة، وأن نظرية المحاكاة لها جذورها في يتنبأ المرء بما سيفعله المرء من خلال تخيل أو التظاهر بأن العالم بطريقة معينة، ونظرية المحاكاة لها جذورها في ما يفضل علماء الاجتماع والمؤرخين حول التعاطف، حيث كان يُعتقد أن نظرية المحاكاة قد حصلت على دعم فسيولوجي عصبي من خلال اكتشاف الخلايا العصبية المرآتية في قشرة ما قبل الحركة.

نظرية الشخص الثاني والشخص النموذجي في الدور الطبيعي للعقول الأخرى في علم النفس

على مر السنين اقتربت النظرية الخاصة ونظرية المحاكاة من بعضهما البعض، مما أدى إلى ظهور حسابات مختلطة مختلفة لكيفية إسناد العقول إلى الآخرين، لكن هناك من يتحدى كل من النظريات وأي نسخ هجينة أنتجوها، حيث ينشأ أحد هذه التحديات من نهج الشخص الثالث المتمثل في النظرية الخاصة والشخص الأول المتمثل في المحاكاة، والتركيز بدلاً من ذلك على التفاعل مع الشخص الثاني.

تأثرًا بالعمل في علم الظواهر والإدراك المتجسد اقترح علماء النفس أن إسناد الحالات العقلية إلى الآخرين هو نتيجة إدراك و رد الفعل على السلوك يُفهم على أنه تعبير عن الحياة العقلية؛ وذلك بالاعتماد على عمل علماء النفس التنموي الذين حددوا شكلين من أشكال التفاعل بين الذات يتمثلان في شكل أولي يمكن تحديده في مرحلة الطفولة المبكرة والذي يتضمن استجابة تفاضلية للأشخاص والأشياء غير الحية، وشكل ثانوي عندما يتم تفسير سلوك الأشخاص من حيث أهدافهم ونواياهم المحددة في المواقف السياقية.

بالإضافة إلى الذاتية الأساسية والثانوية وعند النقطة التي يكون لدى الطفل فيها لغة، يُقترح أن تصبح طريقة أكثر دقة لفهم الآخرين ممكنة من خلال تطوير الممارسات التواصلية والسردية والروايات الاستنتاجية لكيفية معرفتنا بالآخرين لصالح الإدراك الحسي المباشر، ويفهمون السلوك على سبيل المثال الإيماءات وتعبيرات الوجه على أنها مكونة للحياة العقلية.

في النهاية نجد أن:

1- الدور الطبيعي للعقول الأخرى في علم النفس يتمثل في نوع مميز من المشاكل التي تخص العقول الأخرى التي تتمثل بالمشكلة الوصفية.

2- تتمثل المشكلة الوصفية بما يعرف بقراءة العقل أو العقلية، حيث تتضمن قراءة العقل القدرة على التفكير في العقل وهي نشاط من الدرجة الثانية.

3- يرتبط الدور الطبيعي للعقول الأخرى في علم النفس بالعديد من النظريات مثل النظرية الخاصة ونظريات المحاكاة ونظريات النمذجة أو الشخص الثاني.

المصدر: الوعي والإدراك، البحث في آلية عمل الدماغ البشري، عمر اسبيتان، 2009التصور العقلي من منظور علم النفس التربوي، رجاء محمد أبو علام وعاصم عبد المجيد أحمد، 2014الفصل بين النفس والعقل، عبد العزيز بن مرزوق الطريفي، 2018.علم النفس المعرفي، د. رافع النصير الزغلول - د. عماد عبد الرحيم الزغلول


شارك المقالة: