السلوك الاستجابي والإجرائي في تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة

اقرأ في هذا المقال


السلوك الاستجابي في تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة:

السلوك الاستجابي، أو ما يسمى أيضاً برد الفعل الانعكاسي، هو السلوك الذي تقوده المحفزات التي تكون قبله، فعند حدوث المثير يحدث السلوك، ولهذا نقول أن المحفز يستدعي السلوك الاستجابي، فالحليب في فم الطفل يؤدي إلى إفراز اللعاب، والضوء يعمل على انقباض حدقة العين.

المحفزات التي تكون قبل السلوك تسمى بالمحفزات القبلية؛ لأن هذه المحفزات تنقاد للسلوك الاستجابي، ولا تؤثر المحفزات التي تتبعه السلوك على السلوك الاستجابي، ويمكننا القول إن السلوك الاستجابي أقرب ما يكون من السلوك اللإرادي.

فإذا وضع الإنسان يده في ما يغلي فهو يسحبها أتوماتيكياً، كذلك فهذا السلوك ثابت لا يتغير، فالرجل يسحب يده من الماء الساخن كالطفل.

ولكن ما يختلف هي المثيرات التي تضبط هذا السلوك، فما يحصل هو أن مثيرات جديدة لم تكن ذات علاقة بالسلوك في الأصل، يمكن أن تصبح قادرة على ضبطه نتيجة خبرة الفرد.

السلوك الإجرائي في تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة:

هو السلوك الذي له تأثير على البيئة، بالتالي يحدث تغيرات فيه ويتأثر هذا السلوك بالتغيرات، وبالذات بتغيرات تتبع السلوك، والسلوك الإجرائي مرتبط بالمخرجات، فالمحفزات البعدية تضعف أحياناً السلوك الإجرائي، وقد تقويه وقد قد لا يكون لها تأثير يذكر عليه.

ويمكننا الحديث عن السلوك الإجرائي أنه أشبه ما يكون بالسلوك الإرادي، إذ أنه يحدث بشكل تلقائي، بمعنى أن لا يحدث بسبب مثيرات سابقة معينة، ولهذا نقول إن السلوك الإجرائي هو السلوك الذي ينتج عن الفرد.

فالإنسان يقرأ ويضحك ويجلس ويغني، وهذه جميع أنواع من السلوك الإجرائي، لذلك فهي جميعاً تتأثر بنتائجها، فالمطرب يعيد بعض المقاطع من الأغنية عندما يصفق له الجمهور، والطفل يكرر نفس الكلمة إذ ضحكنا له وعبرنا عن فرحنا له.

لكن القول بأن السلوك الإجرائي يحدث تغييراً في البيئة، وأنه يتأثر بذلك التغيير، لا يعني بالطبع أنه لا تسبقه مثيرات بيئية أو أنه لا يتأثر بتلك المثيرات، إلا أن هذه المثيرات القبلية لا تستجر السلوك الإجرائي، كما هو الحال بالنسبة للسلوك الاستجابي.

فالمثيرات السابقة لديها القدرة على ضبط السلوك الإجرائي، من خلال ارتباطها بنتائج السلوك، وينصب الاهتمام في البحوث المتصلة بالسلوك الإجرائي على دراسة نتائج التغيرات البيئية على السلوك من خلال تحليل العلاقة بين السلوك والمثيرات القبلية والمثيرات البعدية، وهذا ما يعرف باسم شروط التعزيز.

وتوصف العلاقات الوظيفية بين السلوك والمتغيرات ذات العلاقة به من خلال مبادىء السلوك، ومبادىء السلوك يتم التحقق منها بإجراء مئات بل وأحياناً آلاف الدراسات العلمية.

ومن المبادىء السلوكية الرئيسية التي لها علاقة بتعديل السلوك، (مبدأ التعزيز، مبدأ العقاب، مبدأ المحو، مبدأ التمييز، مبدأ التعميم، أما التطبيق العملي لهذه المبادىء فيتضمن استعمال أساليب تعديل السلوك المناسبة لكل فرد على حدى.

ومع أن مبادئ السلوك قليلة عددا إلا أن تطبيقاتها (أي أساليب تعديل السلوك عديدة جدا. فمبدأ العقاب مثلا يمكن تطبيقه بأساليب متعددة منها التصحيح الزائد، والإقصاء عن التعزيز، والتوبيخ، وكلفة الإستجابة وغير ذلك.

مبدأ التمييز في خطة تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة:

يتضمن التمييز تعلم التمييز بين المحفزات المتشابهة والاستجابة للمحفزات المناسبة فقط، بمعنى آخر يشتمل التعزيز السيطرة على السلوك من خلال محفزات محددة، ويمكن تعلم التمييز بسهوله، وذلك عن طريق أسلوب التدريبات التمييزي.

حيث يتم تعزيز الاستجابة من خلال وجود محفزات محدد، ولا يتم تعزيزها في حالة حدوثها مع وجود محفزات أخرى، يطلق على هذه العملية بالتعزيز التفاضلي، وبالتالي يميز الأفراد  عندما يتعلم أن السلوك سيعزز في موقف ما كترتيب غرفته مثلاً.

ولن يتم تعزيزه في موقف آخر عدم ترتيب الغرفة، وتطور عملية التمييز هذه هو الهدف الأساسي لعملية التحكم بالمثير.

مبدأ التعميم في خطة تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة:

يشتمل نظام التعميم، على أن الشخص يتعلم سلوك محدد في موقف محدد، سوف يدفعه إلى العمل بذلك السلوك في المواقف المماثلة للموقف بحد ذاته، وذلك دون المزيد من التعلم، حيث ينتقل التدريب تلقائياً إلى المواقف المشابهة للوضع الأصلي.

إذا كان تعلم السلوك في موقف محدد، يؤدي إلى حدوث ذلك السلوك في مواقف مماثل، ويطلق على هذا تعميم المثير، وإذا أدى تعلم استجابة محددة إلى حدوث استجابة مشابهة، يطلق على هذا تعميم الاستجابة.


شارك المقالة: