اقرأ في هذا المقال
يركز السلوك المحوري في علم النفس على مهارات التدريس وتعديل السلوكيات الإنسانية، حيث يستخدم المعالجين النفسيين السلوك المحوري في علم النفس لمبادئ التعلم السلوكي، مثل التكييف الفعال أو التكييف الكلاسيكي؛ وذلك من أجل توجيه تصرفات الفرد، ومن خلال الممارسة سيحل الفرد محل السلوكيات السلبية غير المرغوب فيها بالسلوكيات الإيجابية المرغوبة.
السلوك المحوري في علم النفس
تم إنشاء السلوك المحوري في علم النفس في البداية في الستينيات لدعم الأطفال المصابين بالتوحد، ولكن اليوم يتم استخدامه أحيانًا في علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو إصابات الدماغ المؤلمة أي في العديد من المجالات؛ وذلك بسبب أنه يعتبر من السلوكيات العلاجية التي تركز بشكل مباشر على السلوكيات.
لكن الأشخاص المصابين بالتوحد لا يزالون يشكلون الغالبية العظمى من متلقي السلوك المحوري في علم النفس، فوفقًا لمسح أجرته جمعية محللي السلوك المحترفين، يعمل أكثر من 80 ٪ من ممارسي السلوك المحوري في علم النفس مع الأطفال المصابين بالتوحد.
تاريخ السلوك المحوري في علم النفس
في أوائل القرن العشرين اقترح جون واتسون اعتقاده بأن علم النفس يجب أن يهتم بدراسة السلوك الإنساني الذي يمكن ملاحظته بدلاً من الأحداث الداخلية الخاصة، ولقد افترض أن سلوك الفرد تحدده المحفزات البيئية، توسع بعدها سكينر في هذه النظرية قائلاً إن عواقب السلوك الإنساني كانت مهمة أيضًا، حيث يمكن أن تؤثر المكافآت والعقوبات على السلوك الإنساني المستقبلي بقدر تأثير البيئة، من ثم أصبحت هذه المدرسة الفكرية تعرف باسم السلوكية.
في منتصف الستينيات استخدم أولي إيفار لوفاس النظريات السلوكية لإنشاء السلوك المحوري في علم النفس، حيث كانت أهدافه تتمثل في علم اللغة والمهارات الحياتية، وقلل من سلوكيات إيذاء النفس مثل ضرب الرأس، وقلل من سلوكيات التلطيخ غير اللائقة مثل الخفقان باليد؛ لأن العديد من الأطفال المصابين بالتوحد يستخدمون أسلوب التحريك للتنظيم الذاتي.
وقبل الستينيات اعتبر العديد من المهنيين الأطفال المصابين بالتوحد غير قادرين على التعلم أو أن يصبحوا مكتفين ذاتيًا، وغالبًا ما يتم إرسال الأطفال المصابين بالتوحد للعيش في مؤسسات الطب النفسي في ظروف محددة، وكان لوفاس يأمل أن يسمح علاج السلوك المحوري في علم النفس للعديد من هؤلاء الأطفال بالعيش في المجتمع الأكبر.
علمت لوفاس المهارات الحياتية عن طريق تقسيمها إلى مهام أصغر، على سبيل المثال قد يُعلِّم تنظيف الأسنان من خلال تعليم الطفل أولاً كيفية وضع معجون الأسنان على فرشاة الأسنان، وعندما يقوم الطفل بالمهمة فإنه يكافئهم شفهيًا بعمل جيد، وفي الجلسة التالية قد يعلم لوفاس الطفل كيفية توجيه فرشاة الأسنان نحو فمه، بمجرد تعلم كل خطوة يمكن للطفل تجميعها معًا في مهمة معقدة إلى حد ما تتمثل في تنظيف أسنانهم بالفرشاة.
اقترحت لوفاس العديد من الدراسات أن السلوك المحوري في علم النفس فعال في تحسين مهارات الأطفال المصابين بالتوحد خاصة، ففي التجربة الأولى على السلوك المحوري في علم النفس، تلقى 20 طفلًا مصابًا بالتوحد 14 شهرًا من علاج بالسلوك المحوري في علم النفس، وأثناء العلاج تحسنت سلوكياتهم اللفظية وغير اللفظية، وارتفعت درجات معدل الذكاء لديهم بشكل ملحوظ، ووجدت دراسة أجريت في عام 1987 أن 9 من بين 19 طفلًا تلقوا السلوك المحوري في علم النفس كانوا قادرين على التقدم إلى بيئة تعليمية نموذجية، تمكن طفل واحد فقط من المجموعة الضابطة من فعل الشيء نفسه، أحدث الدراسات كان لها نتائج مماثلة.
أنواع السلوك المحوري في علم النفس
يمكن لمعالجي السلوك المحوري في علم النفس استخدام مجموعة متنوعة من الأساليب خلال الجلسات، وتشمل هذه العديد من الأنواع التي تتمثل من خلال ما يلي:
التدريب التجريبي المنفصل
كان التدريب التجريبي المنفصل هو الإصدار الأول من السلوك المحوري في علم النفس، ففي التدريب التجريبي المنفصل يتم تقسيم المهارات المحددة إلى خطوات أصغر ومنفصلة، ويتم ممارسة كل خطوة بعدد محدد من المرات، إذا قام الطفل بأداء مهمة بشكل صحيح فسيتم منحه مكافآت مثل الملصقات، والحلوى، والوصول إلى لعبة وما إلى ذلك، وإذا تم تقديم إجابة غير صحيحة فقد يكرر المعالج السؤال أو يعطي الطفل تعليمات تعليمية.
على سبيل المثال قد يكتب المعالج الأبجدية على لوح محو جاف ويطلب من الطفل وضع خط تحت الحرف الأول من اسمه، إذا توقف الطفل لفترة طويلة فقد يطلبه المعالج النفسي من خلال الإشارة إلى الرسالة، عادةً ما تتلاشى الموجهات تدريجياً مع زيادة وتيرة الاستجابات الصحيحة.
ويحدث التدريب التجريبي المنفصل في السلوك المحوري في علم النفس عادة في بيئات علاجية منظمة، وغالبًا ما يجلس المعالج النفسي والطفل مقابل بعضهما البعض على طاولة لممارسة المهام، في حين أن هذا الإعداد أقل طبيعيًا من الفصل الدراسي أو الملعب، يمكن أن تسهل الجلسات المنظمة تحليل التغييرات في السلوك الإنساني.
التدريب العرضي
تستخدم طريقة السلوك المحوري نفس نهج المكافأة والسرعة مثل التدريب العرضي، ومع ذلك يهدف التدريب العرضي إلى تعليم السلوكيات في سياق حياة الطفل اليومية، مثل أثناء اللعب في المدرسة أو وقت العشاء في المنزل، على عكس ذلك يمكن إجراء التدريب العرضي من قبل الآباء والمعلمين خارج مكتب العلاج، ويستخدم التدريب العرضي فرصًا عضوية لتعليم المهارات.
على سبيل المثال أثناء وقت اللعب قد يقول الفرد لمعلمه أريد كرة، ويمكن للمدرس استخدام هذا السؤال كفرصة لتعليم مهارات المحادثة، وقد يسأل أيهما؟ هل تريد الكرة الحمراء أم الزرقاء؟ إذا قام الفرد بتفصيل لون الكرة التي تريدها وسماها، فإن المعلم يكافئه بهذه الكرة.
علاج الاستجابة المحورية
بدلاً من تدريس مهمة محددة يعلم علاج الاستجابة المحورية المزيد من المهارات العامة مثل التناوب أو بدء المحادثات، تضع هذه المهارات المحورية الأساس للعديد من السلوكيات المحورية الاجتماعية المختلفة، بحيث يمكنها مساعدة الأفراد على تعلم العديد من أنواع المهام والقدرات، عندما يتقن الفرد وخاصة الطفل مهارة محورية، يلاحظ الآباء عادة تحسنًا في عدة مجالات أخرى، على سبيل المثال الطفل الذي يتعلم كيفية الجلوس بهدوء أثناء العلاج قد يستمع باهتمام أكبر إلى الاتجاهات ويظهر سلوكًا أفضل في المدرسة.
على عكس التدريب التجريبي المنفصل يتميز علاج الاستجابة المحورية بتنسيق يعتمد على اللعب أكثر من التنسيق التعليمي، عندما يلعب الطفل قد يبحث المعالج النفسي عن فرص لتعليم مهارة محورية، وغالبًا ما يعززون هذه السلوكيات بمكافآت غير ملموسة أو تعتمد على السياق بدلاً من الحلوى أو الملصقات.