يعد الابتزاز العاطفي أحد الأنماط الضارة للعلاقات الإنسانية، وهو يتطلب سمات شخصية معينة لدى المتورطين في هذا النوع من السلوك السلبي، إن فهم هذه السمات يساعدنا على التعرف على المؤشرات المبكرة للابتزاز العاطفي وتجنب الوقوع ضحية له، فيما يلي بعض السمات الشخصية الشائعة للأشخاص المتورطين في الابتزاز العاطفي وتأثيرها على الضحايا.
السمات الشخصية للأشخاص المتورطين في الابتزاز العاطفي
1- النرجسية والابتزاز العاطفي
تعد النرجسية سمة شخصية رئيسية لدى الأشخاص المتورطين في الابتزاز العاطفي. ينظرون إلى أنفسهم كمركز للكون ويسعون للحصول على الاعتراف والتقدير الدائمين من الآخرين.
يستخدمون قوتهم العاطفية والتلاعب بالمشاعر للحفاظ على سيطرتهم على الشريك، مما يجعل الشريك يشعر بالتبعية والاعتماد الكامل عليهم، يكون الهدف النهائي للنرجسي الابتزاز العاطفي لضمان السيطرة المستمرة وتحقيق احتياجاته الشخصية بغض النظر عن تأثيراتها السلبية على الشريك.
2- عدم التأني والعدوانية
يمتلك الأشخاص المتورطون في الابتزاز العاطفي طبائع عدوانية وعدم تأني، وهم يميلون إلى التصرف بعاطفة وعدم تحكم في تعابيرهم العاطفية، يستغلون تلك العدوانية في إثارة الشريك وجعله يشعر بالضعف والخوف، مما يجعله يتبع رغباتهم وطلباتهم عندما يكونون يرغبون في ذلك، قد يلجأون أيضًا إلى التهديد بفعل شيء ما بغية الحصول على ما يرغبون به، وهذا يجعل الشريك يعيش في حالة من التوتر والاضطراب الدائم.
3- عدم التواصل الصحي والإحساس بالذنب
يتجاهل الأشخاص المتورطون في الابتزاز العاطفي التواصل الصحي والبناء في العلاقة، حيث يكونون غير قادرين على التعبير عن احتياجاتهم ومشاعرهم بطريقة مباشرة وصحية.
يميلون إلى استخدام التهديدات والإساءات اللفظية للتحكم في الشريك وتحقيق مآربهم. كما يتمتعون بقدرة فائقة على تحويل الذنب والمسؤولية على الشريك، حتى وإن كانوا هم المسببين الرئيسيين للمشكلة.
4- عدم الثقة بالنفس والتلاعب العاطفي
قد يكون الأشخاص المتورطون في الابتزاز العاطفي عديمي الثقة بأنفسهم ويشعرون بعدم الجدارة، وهذا يدفعهم للبحث عن السيطرة والقوة عن طريق التلاعب بمشاعر الآخرين، يستغلون هذه السمة السلبية لديهم لجعل الشريك يشعر بالذنب والخطأ، وبالتالي يكون من السهل عليهم السيطرة عليه وتحقيق أهدافهم الشخصية.
يجب أن نتذكر أننا نحن أولاً وقبل كل شيء نعتني بأنفسنا وصحتنا العاطفية، يجب أن نتعلم كيف نمنع الآخرين من استغلالنا عاطفياً ونكون قادرين على الاستمتاع بعلاقات صحية ومثمرة، إن التعلم والتطور الشخصي هما المفتاح للوقوف ضد الابتزاز العاطفي وبناء علاقات أكثر احترامًا وتقديرًا.