اقرأ في هذا المقال
- دراسة موضوع الشخصية الإنسانية
- تعريف الشخصية
- مكونات الشخصية
- نظريات الشخصية
- تأثير العوامل البيولوجية والبيئية على تشكيل الشخصية
- أهمية فهم الشخصية
دراسة موضوع الشخصية الإنسانية
يجب علينا أن نقوم على دراسة موضوع الشخصية الإنسانية، وذلك ﻷننا سنحتاج قطعاً إلى إصدار أحكام متعددة، تختص بالوجدانيات إمّا من خلال وصف زملائنا في العمل أو طلابنا، إذا ما كنّا معلمين أو مسؤولين بشكل مباشر عن مجموعة أفراد، حيث يتطلّب منا ذلك التعرّف على طبيعة الشخصيات التي نتعامل معها .
لم يتم الاستدلال لغاية الآن على معادلة دقيقة، يمكن استخدامها في توجيه الأفراد أو الأصدقاء أو زملاء العمل من الذين يحملون صفات شخصية متباينة، إلّا أنّ النتائج أثبتت أن التفاوت في الشخصيات يرجع إلى السّمات الشخصية والعقلية، فمعرفة ما يعانيه الفرد من اضطرابات نفسية وفكرية مبكراً يساعد في علاجه بسرعة، والاستغناء عن العلاج طويل الأمد.
فعادة ما نقضي أوقاتاً طويلة نحاول من خلالها التعرف على شخصيات من حولنا، والاندماج معهم ما أمكن، فنلاحظ كيف يتحرّك الناس وكيف يتحدّثون وكيف يستجيبون للمواقف المختلفة، كما ونلاحظ تعبيرات وجوههم، ومن خلالها نحاول أن نتعرّف على اتجاهاتهم، كما ونقوم بتعديل بعض سلوكياتنا لتتناسب مع من حولنا، ودليل ذلك اختلاف أنماط شخصياتنا ما بين التعامل مع الأهل والأصدقاء من جهة وما بين طريقة التعامل مع زملاء العمل والمقابلات الرسمية من جهة أخرى.
تعريف الشخصية
الشخصية: “هي التنظيم الذي يتميز بدرجة من الثبات والاستمرار لصنع الفرد وصنع درجة مزاجه أو جسمه أو عقله، والذي يمكنه أن يُحدّد مدى توافقه المتميز مع البيئة التي يتواجد فيها”، وهذا التعريف يميّز بين الخُلُقْ والمزاج والعقل والجسم، تمييزاً دقيقاً وذلك ﻷنّ المصطلحات لها معانٍ خاصة في علوم مختلفة.
مكونات الشخصية
يمكن تقسيم الشخصية إلى عدة مكونات رئيسية:
السمات الشخصية: هذه السمات تمثل الجوانب المستمرة في تصرفات الأفراد. أمثلة على ذلك تشمل الانطواء أو الانفتاح، الحزم أو الوداعة، والتفاؤل أو التشاؤم. السمات تُعرّف كأنماط ثابتة نسبياً تؤثر على سلوك الفرد عبر مختلف المواقف والأوقات.
العادات: العادات هي الأفعال أو الاستجابات التي يقوم بها الفرد بشكل منتظم ودون تفكير. تُعتبر العادات جزءاً مهماً من الشخصية لأنها تمثل طريقة تفاعل الفرد مع البيئة المحيطة به بشكل يومي.
القيم والمعتقدات: القيم تمثل المبادئ التي يؤمن بها الفرد ويستخدمها لتوجيه سلوكه واتخاذ قراراته. القيم يمكن أن تتعلق بالأخلاق، الدين، أو الأهداف الشخصية. المعتقدات هي الأفكار التي يتمسك بها الشخص حول العالم، مثل المعتقدات حول العدالة، العلاقات الإنسانية، أو النجاح.
الدوافع: الدوافع هي القوة الداخلية التي تدفع الشخص للعمل نحو تحقيق أهداف معينة. تختلف الدوافع بين الأفراد بناءً على احتياجاتهم ورغباتهم، مثل الحاجة إلى الإنجاز، الحاجة إلى الانتماء، أو الحاجة إلى السلطة.
نظريات الشخصية
هناك العديد من النظريات التي حاولت تفسير الشخصية وكيفية تكونها، ومنها:
نظرية التحليل النفسي (سيغموند فرويد): تعتقد هذه النظرية أن الشخصية تتكون من ثلاثة أجزاء: الهو، الأنا، والأنا العليا. الهو يمثل الغرائز الأولية، الأنا تعمل كوسيط بين الهو والعالم الخارجي، بينما الأنا العليا تمثل الضمير والأخلاق.
النظرية السلوكية: هذه النظرية تركز على السلوكيات المكتسبة من خلال التفاعل مع البيئة، وترى أن الشخصية تتكون أساساً من سلوكيات تم تعلمها عبر التجربة والتكرار.
نظرية السمات: تعتبر هذه النظرية أن الشخصية تتكون من مجموعة من السمات التي يمكن قياسها وتحديدها. بعض أشهر السمات التي يتم قياسها تشمل الانفتاح، الضمير، الانبساط، الاتفاقية، والاستقرار العاطفي.
نظرية الذات (كارل روجرز): تركز هذه النظرية على كيف يرى الفرد نفسه، حيث أن مفهوم الذات له دور كبير في تشكيل سلوكياته وتوجهاته.
تأثير العوامل البيولوجية والبيئية على تشكيل الشخصية
تلعب العوامل البيولوجية، مثل الجينات والتكوين العصبي، دوراً هاماً في تشكيل الشخصية. على سبيل المثال، الأبحاث تشير إلى أن بعض السمات مثل الانطواء أو الانفتاح قد تكون مرتبطة بالعوامل الوراثية.
على الجانب الآخر، العوامل البيئية مثل التربية، التجارب الحياتية، والثقافة لها تأثير كبير على تكوين الشخصية. الأسرة، المدرسة، والأصدقاء يساهمون في تشكيل القيم، المعتقدات، والسلوكيات التي يعتنقها الفرد.
أهمية فهم الشخصية
فهم الشخصية يساعد الأفراد على تحسين تفاعلاتهم مع الآخرين والتكيف مع التحديات المختلفة في الحياة. من خلال معرفة سمات الشخصية، يمكن تحسين العلاقات الاجتماعية والمهنية، وتحقيق النجاح الشخصي والمهني. كما أن فهم الشخصية يلعب دوراً مهماً في مجالات مثل علم النفس، التعليم، والإدارة.
في النهاية، الشخصية هي ما يميز كل فرد عن الآخر، وهي مزيج فريد من العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية التي تشكل كيفية تفاعلنا مع العالم من حولنا.