في كثير من الأحيان نستخدم أدوات أو معدّات نعتقد بأنها مزيّفة وغير حقيقية أو أنّه تم التلاعب في صناعتها، وكذلك هي شخصية الفرد الذي يعاني من مشكلة نفسية ما، فلدى خضوعه للعملية الإرشادية يتبيّن للمرشد النفسي أنّ شخصية المسترشد التي يتعامل معها ليست هي الشخصية الحقيقية التي جمع المعلومات عنها، وانّ الشخصية التي يتعامل معها المرشد النفسي هي شخصية مزيفة ترتدي ثوب البراءة على الرغم من أنها في حقيقة الأمر شخصية تعاني وهي بأمسّ الحاجة إلى الإرشاد النفسي.
آلية كشف الشخصية الأصلية من غير الأصلية في الإرشاد النفسي
1. التحقق من صحة المعلومات ومقارنتها
يقوم المرشد النفسي بطبعية الحال بالتأكد من صحة المعلومات التي يحصل عليها من خلال المقابلات الفردية والجاعية ومن خلال كتابة المسترشد للسيرة الذاتية، كما ويقوم بجمع المعلومات بطريقة سريّة وتتشكّل لديه نظرة عامة حول الشخصية.
وهذه النظرة تقود المرشد النفسي لمعرةف مكنونات الشخصية وطرق التعامل معها، ولكن يتفاجئ المرشد النفسي أنّه بتعامل مع نمط شخصية أخرى غير حقيقية تبدأ في استعراض ذاتها والتدحرج بين الحقائق بطريقة استعراضية تثبت أنّه لا يعاني من ِأي مشكلة إرشادية، ومن الممكن أن يكون هذا الأمر من المشاكل النفسية التي يعيشها المسترشد، ولكن من السهل على المرشد النفسي كشف هذه الشخصية بصورة سريعة والتعامل معها وفق خط إرشادية مجدية.
2. معرفة رد الفعل للأحداث الهامة والاختبارات
من خلال ردّة الفعل التي تظهر على المسترشد أثناء تعامله مع الأحداث يقوم المرشد النفسي بكشف شخصية المسترشد ومعرفة مداها وحقيقتها، ولكن في كثير من الأحيان يتأثر المسترشد بشخصية ما تختلف تماماً عن شخصيته ويقوم بتقمّصها بطريقة ظاهرة غير حقيقية، وهذه الشخصية تبدأ في إظهار بعض الضعف والمشاكل النفسية على شخصية المسترشد، ليبدأ المسترشد بعد ذلك رحلة البحث عن الذات وعدم القدرة على إثباتها، لوكنها منصهرة في التقليد الأعمى بطريقة غير معتادة.
3. كشف الشخصية من خلال المواجهة الحقيقية
تتعدّد الأساليب الإرشادية التي يمكن للمرشد النفسي من خلالها أن يظهر حقيقة المسترشد، فمنها أسلوب الكرسي الخالي أو مواجهة الذات وغيرها الكثير من الأساليب الإرشادية التي تعمل على تعرية الذات وكشف حقيقتها بصورة لا يوجد فيها أي قيود، ويعتبر علم الإرشاد النفسي من العلوم التي تساعد في تنمية الذات وتطويرها والعمل على إظهارها بصورتها الحقيقية.