تعمل منظمة التعلُّق السلوكي في الحفاظة على من يقدّم الرعاية مع السعي إلى التقرب إليه، تتكون السلوكيات التي تحدث قبل التعلُّق في الستة أشهر الأولى؛ حيث أنّه أثناء المرحلة الأولى، في الثماني أسابيع الأولى، يبتسم الطفل ويقوم بإصدار أصوات ويبكي ليجذب انتباه مُقدّم الرعاية.
نظرية التعلق
يعتبر التعلق رابط ووثاق عاطفي بين الطفل ومُقدم الرعاية، كذلك أنَّها ترتكز على حاجة الطفل إلى الأمان والأمن والحماية بين الطفل ومُقدم الرعاية، إذ تحتل هذه الاحتياجات المكانة الأولى في مراحل النمو المبكر والطفولة.
تفترض نظرية التعلق أنَّ الطفل يرتبط بمن يقدم الرعاية بشكل غريزي بهدف البقاء ولأسباب وراثية، مثل التطور الاجتماعي والبدني العاطفي، حيث أنَّ الهدف البيولوجي هو البقاء والهدف النفسي هو الأمان، لكن نظرية التعلق ليست منهج استقصائي وصفي للعلاقات الإنسانية، كما أنّها ليست مترادف للحب والعواطف.
يتعلق الطفل بأي شخص يقدم الرعاية بشكل دائم ويتواجد معه، الذي يتميز برقة المشاعر وسرعة الاستجابة معه في المعاملات الاجتماعية، حيث أنَّ نوعية الروابط الاجتماعية تُعد أكثر تأثيراً من كمية الوقت الذي يُقضى فيها، بشكل عام فإنّ الأم عادة ما تكون رمز التعلُّق عند الطفل، مع ذلك فإنّه يُمكن لأيّ شخص أن يأخذ هذا الدور إذا تصرَّف مع الطفل بطريقة حميمة وبشكل منتظم لفترة من الزمن.
الصحة النفسية ونظرية تعلق الطفل بالأم
إنّ الأم تستوعب وتفهم وتستجيب لاحتياجات الطفل، يتم ذلك من خلال ضبط الحالة العقلية والنفسية للطفل في داخلها، جراء ذلك يشعر الطفل بأنّه أصبح جزء لا يتجزأ من الحالة النفسية والعقلية للأم، بعدها يقوم الطفل بدوره من خلال استيعاب الأم في داخله، على ضوء ذلك هناك تمثيل للأم في عقل الطفل ناتج عن تمثيل الطفل في بداية الأمر في داخل الأم، متى ما تمّ الأمر بصورة صحية أصبح الطفل قادر كذلك على استعمال التعقل في التعامل مع الآخرين، إنّ السلوك ما هو إلّا نتيجة لأفكار ومشاعر مخزونة في داخله.
إنّ نوعية العلاقة الأولية بين الأم والطفل تبدأ منذ الشهور الأولى، هي التي تحدِّد الصحّة النفسية الخاصّة بالطفل ونموه الصحي أو تعيقهما، تشكل هذه النظرية بذلك نموذج معرفي اتضح من الأبحاث اللاحقة أنّه يتصف بدرجة عالية من الخصوبة، حيث فتح الباب أمام مئات من الدراسات التي طورته وعمّقته وصولاً إلى الحديث الرّاهن عن العلاقة بين الجنين وأمّه وآثارها على نمو الصحّة النفسية الخاصّة به.