اقرأ في هذا المقال
في فترة المراهقة يعيش المراهق أول تجارب الحب، ممَّا يعني أنّه قد تفشل علاقته، يواجه لأول مرَّة في حياته صدمة عاطفية، فإذا كان ولداً ستلاحظ أنّه صار يفضّل الصمت والانعزال بمفرده لفترات طويلة، يتجنب الحديث والاجتماعات العائلية، أمَّا إذا كانت بنت فستحوم حول هاتفها وقد تقول أنَّها تعاني من أوجاع في المعدة حتى تخرج من الغرفة. يمرّ المراهق في العديد من التجارب الجديدة في هذه العمر، هذا الأمر يُعتبر من الأمور الطبيعية التي لا بدّ له من اجتيازها.
ما هي الصدمة العاطفية
هي واحدة من أخطر المشكلات النفسية التي يتعرّض لها الإنسان، نتيجة أسباب عديدة تؤثر بصورة سلبية ومباشرة على استقراره النفسي وثقته بنفسه، حيث تستهدف الوظائف الإدراكيّة والمشاعر الفسيولوجية، تظهر عادةً عندما يتعرض الشخص إلى إهانة شديدة، حالة انفصال ، حوادث مؤلمة، وفاة أحد الأشخاص المُقربين أو نتيجة للتعرض للاعتداءات الجسديّة والجنسيّة، غيرها من المواقف الحياتية المؤلمة التي تحُول دون استمرار الشخص في العيش بصورة سليمة، تؤثر على تأقلمه وانسجامه مع المحيط الذي يعيش فيه، ممَّا يجعله يصل إلى حالة من الضياع والألم النفسي والعزلة الإرادية
المواقف التي تؤدي لحدوث الصدمة العاطفية
الحوادث الأليمة
فالمراهق خلال حياته الطبيعية واليومية، يتعرض ويشاهد الكثير من الأحداث والمواقف الكبيرة في حجمها والعميقة في تأثيرها، مثل الحوادث المُرعبة، التعرض لهجوم أو اعتداء، رؤية حادث مروري مروع، تعرّض المراهق نفسه أو أحد أمامه لموقف عنيف، حيث أنَّ كل هذه مواقف تعرض المراهق للصدمات العاطفية.
التعرض للتشوهات الجسدية
الأسباب عديدة ومختلفة فقد يصاب المراهق بمرض ما أو تشوه جسدي، مثل فقدان أحد الحواس، بتر أحد الأطراف وغيرها الكثير، بسبب حادث أثناء ممارسة الأنشطة الطبيعية اليوميّة، شعور المراهق بالعجز التي تُسبِّبه هذه التشوهات، كفيل بأن يؤدي لصدمة عاطفيّة لديه.
المواقف المرعبة والمخيفة
هذه المواقف عديدة ومتنوعة، يمكن أن يتعرض لها المراهق في أيّ وقت من حياته اليوميّة الطبيعية، مثل التعرض للهُجوم من قبل حيوان، الاعتداء من قبل بعض المراهقين المُتنمرين، قد يرى انفجار ضخم أو شخص يتعرّض لحادث أليم.
فقدان أحد الأحباء
هي حالة شديدة الانتشار وتعتبر من أهم الأسباب التي تُصيب المراهقين بالصدمة العاطفية، خاصةً عندما يكون المفقود هو الأب أو الأم أو صديق عزيز.
الفوبيا والهواجس
في هذه الحالة تكون الصدمة العاطفيّة ناتجة عن تعرُّض الطّفل لموقف مُخيف، مرتبط بمخاوفه وهواجسه الشخصيّة، مثل التّواجد مُرغماً في غرفة مظلمة وهو من الأساس لديه خوف من الأماكن المُظلمة، التواجد في مكان عالي ومرتفع وهو يخاف من هذه الأماكن.
التعرض للتحرش أو الاعتداء الجنسي
فالمراهق لا يعرف كثيراً عن الجنس، غالباً ما يكون الاعتداء الجنسي مُقترن بمُعاملة عنيفة مع المعتدى عليه من شخص غير سوي على المستوى النفسي، هو ما يمثل موقف غريب ومخيف بالنسبة للمراهق ويؤدِّي لصدمة عاطفية.
رؤية الأهل في مواقف تغير نظرته بهم
حيث أنَّ المراهقين يجدون في والديهم دائماً نموذج يُقتدى به ويجب تقليده، هما مثال للسُّلوك الجيد والمرغوب، عندما يراهم في مواقف معينة مثلاً يكذبون أو يتشاجرون أو حتى بمواقف عاطفية مُحرجة فقد يتسبب كل هذا بصدمة عاطفية بالنّسبة لهم.
طرق علاج الصدمة العاطفية
- قدّم الطب النفسي علاجات عديدة للصّدمة العاطفية، علاجات سلوكية أو نفسية، حيث يتمّ تحديد العلاج المُناسب حسب الدرجة للحالة، غالباً ما تحتاج الصّدمات العاطفيّة القاسية إلى التدخل الطبي، كونها تُؤثر بصورة مباشرة على المخ، أيضاً تؤثر على جزء التفكير المنطقي فيه.
- لا بدّ من إيمان المراهق أنّ الشخص الوحيد الذي يمتلك حلاً لحالته هو نفسه، حيث عليه أنّ يتخذ قرار من أعماق نفسه بالنسيان، ضرورة مباشرة الحياة، علماً أنَّ ذلك يحتاج منه الخروج من عزلته، البقاء مع الأشخاص المُقربين والمُحيطين به، مُمارسة النشاطات المرغُوبة، عدم التوقف عن الحياة، الحفاظ على الصحّة قدر الإمكان.
- مُحاولة قلب صفحة الماضي والبدء من جديد، الانطلاق من مبدأ أنّ أي نهاية هي بمثابة بداية جديدة.
- اللّجوء إلى الله عز وجل، حيث الطمأنينة والرّاحة والملجأ الذي لا يخيّب الظنّ أبداً.
- عدم التردُّد في التوجه إلى طبيب نفسي لعرض الحالة، طرح الأفكار السلبيّة ومُناقشتها وتفريغ الطاقة السلبيّة.
- مُمارسة الرِّياضة لتنشيط الروح وتجديد الطاقات.
- الخُروج في نزهة إلى أماكن مليئة بالمنظر الخلاب.
- تناوُل المأكولات المُفضلة، بما في ذلك الشوكولاتة، الحلويات التي تُحسن من الحالة المزاجيّة.
- الابتعاد عن الأغاني أو الأفلام أو الكلمات الحزينة التي تزيد من حدَّة الحالة.
- التخلُّص من كافة الذّكريات المرتبطة بالشّخص المُسبِّب لهذه الحالة.