الصلاحية الداخلية والخارجية لتصميم الدراسة البحثية

اقرأ في هذا المقال


تعد الصلاحية جانب مهم من تصميم البحث في الاختبار النفسي، تشير الصلاحية إلى دقة القياس الصالح، بشكل عام عندما يقيس ما هو مصمم للقياس، الصلاحية الداخلية والخارجية هما النوعان الأساسيان من الصلاحية، مع ذلك فإنّها تعكس جوانب مختلفة من تصميم الدراسة ونتائجها.

الصلاحية الداخلية والخارجية لتصميم الدراسة البحثية:

لفهم الصلاحية الداخلية والخارجية من المهم أن نفهم ما يعنيه مصطلح الصلاحية نفسه فيما يتعلق بتصميم البحث، ترتبط الصحة بقوة الاستنتاجات التي تمّ التوصل إليها حول البحث، في كثير من الأحيان يشار إلى الصلاحية على أنّها مقدار الحقيقة الموجودة داخل تصميم بحث معين، الباحث الذي يسأل “هل تقيس دراستي ما تقول إنّها تقيسه؟” يتطلع إلى جعل دراسته صالحة.

بشكل عام هناك عدّة أنواع مختلفة من الصلاحية، على الرغم من أنّ الصلاحية الداخلية والخارجية هما النوعان الأساسيان، تشمل الأنواع الأخرى من الصلاحية صلاحية الاستنتاج، التي تنظر في العلاقة بين برنامج معين ونتائج البحث، كذلك صحة البناء التي تنظر في كيفية تعريف المفاهيم في الدراسة مقابل ما يتم قياسه بالفعل.

الصلاحية الداخلية:

يمكن اعتبار الصلاحية الداخلية أيضاً صلاحية سببية، أي أنّ الصلاحية الداخلية العالية يمكن أن تظهر دليلاً قوياً على العلاقة السببية، على سبيل المثال إذا كان هناك متغيرين ويبدو أنّ أحدهما يتسبب في الآخر، فإنّ مدى صحة هذه العلاقة يعتمد على الصلاحية الداخلية لتصميم البحث، هذا صحيح لكل من تصاميم البحث النوعي والكمي، هناك أنواع مختلفة من التهديدات للصلاحية الداخلية، كما أنّ هناك أحداث أو ظروف معينة يمكن أن تقلل من الصلاحية الداخلية للدراسة.

على سبيل المثال يحدث تهديد مجموعة واحدة عندما يتم دراسة مجموعة واحدة فقط، ستكون الصلاحية الداخلية منخفضة لمجموعة واحدة؛ لأنّه من الصعب معرفة ما إذا كان البحث قد أثر على هؤلاء المشاركين، أو إذا كانت النتائج ناتجة عن كونهم أعضاء في تلك المجموعة، يمكن أن يقلل استخدام مجموعات التحكّم أو المقارنة من تهديد المجموعة الواحدة.

الصلاحية الخارجية:

تتعلق الصلاحية الخارجية بما إذا كان يمكن تعميم الدراسة ككل أم لا، إذا كان من الممكن تعميم نتائج الدراسة عبر مجموعات سكانية أخرى من الأشخاص والإعدادات والنتائج والأوقات وتنوعات العلاج، فمن المعتقد أنّ الدراسة تتمتع بصلاحية خارجية جيدة.

هذا صحيح لكل من تصاميم البحث الكمي والنوعي، هناك عوامل معينة يمكن أن تهدد الصلاحية الخارجية، مثل كيفية اختيار الموضوعات، إذا لم يتم اختيار الموضوعات بشكل عشوائي، فلا يمكن تعميم النتائج؛ لأنّ النتائج ستشير فقط إلى الأشخاص من مجموعة محددة

مزابا وعيوب التصميمات شبه التجريبية في الاختبارات:

تمّ وصف البحث التجريبي باعتباره أحد أكثر التصاميم البحثية صرامة، ذلك بسبب الحماية المضمنة للصلاحية الداخلية والتوزيع العشوائي، يشبه التصميم شبه التجريبي إلى حد كبير تصميم البحث التجريبي، لكنّه يفتقر إلى العنصر الأساسي للعشوائية، يتميز كلا التصميمين بمجموعة تجريبية ومجموعة تحكُّم، لكن طريقة اختيار المجموعة تختلف، لذلك ينتهي الباحث بمجموعات غير متكافئة، يشار إلى هذا التصميم على أنّه تصميم مجموعات غير مكافئة (NEGD)، هو التصميم شبه التجريبي الأكثر شيوعاً.

يزيد استخدام طريقة أخذ العينات بخلاف أخذ العينات العشوائية من إمكانية تكوين مجموعات غير متكافئة، من الناحية المثالية يسعى علماء النفس للحصول على مجموعات تجريبية وضابطة متشابهة، يتم تحقيق هذا بشكل أكثر فاعلية ويحدث على الأرجح من خلال الاختيار العشوائي، لا تستخدم التصميمات شبه التجريبية أخذ العينات العشوائية في بناء المجموعات التجريبية والضابطة، يزيد استخدام طريقة أخذ العينات بخلاف أخذ العينات العشوائية من إمكانية تكوين مجموعات غير متكافئة.

لا تستخدم التصميمات شبه التجريبية أخذ العينات العشوائية في بناء المجموعات التجريبية والضابطة، يمثل بدء البحث مع مجموعات غير متكافئة تهديد للصلاحية الداخلية، تشير الصلاحية الداخلية إلى الدرجة التي يمكن للباحث من خلالها التأكُّد من أنّ العلاج كان مسؤولاً عن التغيير في المجموعة التجريبية، إذا لم يبدأ الباحث بمجموعات متكافئة، فلا يمكن للباحث التأكد من أنّ العلاج كان العامل الوحيد الذي تسبب في التغيير.

ربما ساهمت عوامل مربكة أخرى في التغيير، لذلك فإنّ عدم استخدام طرق أخذ العينات العشوائية لتكوين المجموعات التجريبية والضابطة، يزيد من احتمالية انخفاض الصلاحية الداخلية، يمثل بدء البحث مع مجموعات غير متكافئة تهديد للصلاحية الداخلية، إذا لم يبدأ الباحث بمجموعات متكافئة، فلا يمكن للباحث التأكد من أنّ العلاج كان العامل الوحيد الذي تسبب في التغيير.

غالباً ما تستخدم التصاميم شبه التجريبية في البحث الاجتماعي، غالباً ما تستخدم هذه التصاميم في التعليم لاختبار فعالية البرنامج، في تصميم شبه تجريبي نموذجي يمكن اختيار فئتين وإجراء اختبار مسبق لكليهما، من ثمّ إعطاء المعاملة للمجموعة التجريبية، يتم إجراء اختبار لاحق لتحديد ما إذا كان هناك تغيير في المجموعات، في التعليم غالباً ما يتم تحديد هذه المجموعات مسبقًا كما هو الحال في المدرسة أو الفصل.


شارك المقالة: