اقرأ في هذا المقال
الصمت أثناء الكلام في لغة الجسد:
يعتقد الكثيرون أنّ الكلام المنطوق هو الوسيلة الوحيدة لإيصال الأفكار إلى الطرف الآخر، متناسين أنّ لغة الجسد تدخل أيضاً في طبيعة خروج الكلمات عبر الشفاه، كما أنّ وقفات الصمت التي تفصل الكلمات والجمل عن بعضها لتضفي عليها جمالية تختلف من شخص لآخر، بما يسمّى بمنطق الكلام أو لغة الجسد الخاصة بالصمت أثناء الكلام، فالوقفات أثناء الكلام تعتبر فواصل موسيقية تعطي الشخص لغة جسد تعبّر عن مشاعره وشخصيته.
ما البعد الذي يمثله الصمت أثناء الكلام في لغة الجسد؟
يعتبر الصمت من مهارات الصوت المستخدمة في لغة الجسد، ومن المؤثرات القويّة التي نستعملها في استمالة قلوب الآخرين أثناء حديثنا معهم وتبادلنا المشاعر، فالصمت للحظات قليلة له تأثيره الفعّال، فهو يقوم على جذب انتباه المستمع ليركّز جميع قواه العقلية مع المتحدّث كلغة جسد تعبّر عن حالة التشويق؛ لمعرفة سبب الصمت الذي يقوم به في ذلك الوقت بالتحديد بشكل مفاجئ، فما الهدف من هذا الصمت، وهل هو وسيلة لطرح فكرة جديدة.
على الأرجح أن الصمت الذي يقوم به معظمنا عند الحديث ولكن بوتيرة مختلفة من شخص لآخر، يعتبر من أجمل موسيقيات الصوت المستخدمة للتعبير عن الحالة النفسية التي تشير لها لغة الجسد، فالصمت أثناء الحديث وانتظام الكلمات والجمل يعطينا الثقة بالنفس والقدرة على التفكير، وإتاحة المجال للمستمع أن يستوعب الكلام وأن يقف عند لغة جسد ذات جودة عالية، ويعطي المتحدّث أيضاً المجال لكي يلتقط أنفاسه ويبني أفكاراً جديدة بشكل موضوعي مدروس.
إن الصمت الذي نقوم به في كثير من الأحيان يعتبر من أبرز استخدامات لغة الجسد التي تعبّر عن حالتنا النفسية، ففي كثير من الأحيان يعتبر الصمت المطوّل بين الكلمات دلالة على الهدوء المفرط أو عدم الاكتراث أو عدم فهم الموضوع، فلغة الجسد تستطيع أن تحدّد لنا النمط السلوكي للشخص المتحدّث حتى من خلال وقفات الصمت التي يقوم بها معظم الأشخاص، وقد يكون الصمت الذي نقوم به أثناء الكلام يعبّر عن لغة جسد تجسّد شخصية مميّزة عن غيرها ليكوّن لدى الآخرين انطباعاً عاماً عن هذه الشخصية.