الضغط العصبي ومرض الزهايمر

اقرأ في هذا المقال


يؤدي مرض الزهايمر في مراحله الأولى إلى تعرّض المصابين لنسيان الأشياء البسيطة؛ كالأسماء أو مكان الاحتفاظ بالمفاتيح، مع مرور الوقت تتفافم هذه المشكلة، إنّ الزهايمر مرض عضال في المخ يتطور مع الوقت ولا تزال أسبابه مجهولة، إلّا أنّ الخبراء يأملون في أنّ الإستراتيجية الصحيحة يمكن أن تؤخر وبدرجة كبيرة تطور المرض على مراحل مختلفة، ففي البداية تكون مجرد عدد قليل من الخلايا وفي النهاية تفشل المزيد والمزيد من الخلايا، على المريض أن يتعامل مع فكرة إنّه لا يوجد علاج نهائي له.

الضغط العصبي ومرض الزهايمر:

أكّدت الدراسات الحديثة أنّه عندما يتعرّض كبار السّن لضغط عصبي مع العيش بحالة من الحزن، فقد يكون سبب في إصابتهم بأحد أنواع الخرف وخصوصاً مرض الزهايمر، أوضح الباحثون أنّه بالرّغم من أنّ الضغط العصبي لا يُمكن أن يؤدي وحده إلى الإصابة بأمراض الخرف أو الزهايمر، فإنه يُسهم بشكل كبير في تدهور القدرات الذهنية، ممّا يؤدي إلى الإصابة بأحد أنواع الخرف فيما بعد، أكدّ الباحثون أهمية الانتباه جيداً إلى الصحة النفسية مع التقدم في العمر.
ركّز الباحثون على دراسة أُجريت على 107 أشخاص مصابين بمرض الزهايمر، يتباين مستوى المرض لديهم بين البسيط والمتوسط، كذلك يصل متوسط أعمارهم إلى 72 عام، مع العلم بأنّ هناك عامين ونصف بين ظهور أول أعراض الإصابة بالزهايمر وتشخيص المرض لديهم، تشكلت مجموعة المقارنة في هذه الدراسة من عدد من المسنّين الأصحاء، الذين يتوافقون تماماً مع مجموعة المرضى في أعمارهم وجنسهم ومستواهم التعليمي أيضاً.
خلال الدراسة تمّ سؤال الأقارب أو المسؤولين الذين يعتنون بهم ويصاحبونهم عن وجود العديد من الأحداث المميزة في حياتهم خلال 3 سنوات قبل التشخيص، قد أظهرت الدراسة أنّ 73% من مرضى الزهايمر تعرضوا لأعباء نفسية كبيرة، التي نتجت في الغالب عن وفاة شريك الحياة أو أحد الأبناء أو المعايشة مع أحداث مرعبة، مثل تعرضهم لهجوم عنيف أو لحادث سيارة قوي، لم يؤدي إلى حدوث إصابات جسمية كبيرة، بل تسبب في حدوث عواقب نفسية جسيمة لديهم.
أشار الباحثون أنّ مرض الزهايمر يعتبر من أكثر أمراض الخرف انتشاراً في العالم، كما تجدر الإشارة أنّ المسنّين ومريض السكري والأشخاص المصابين بالخمول الجسدي والنفسي، يُمثلّون أكبر فئة لتعرضهم لخطر الإصابة بالزهايمر، أمّا عن مدى تأثير العوامل البيئية التي تحيط بالإنسان في إصابته بالزهايمر، فقد أشار الباحثون أنّ إثبات ذلك يحتاج مواصلة البحث والدراسة.


شارك المقالة: