طرق وإجراءات تنمية المهارات الاستقلالية للأطفال ذوي الشلل الدماغي

اقرأ في هذا المقال


يُعَدّ الشلل الدماغي أحد أشكال الإعاقة الحركية الذي يوجد لديه أبعاد طبية وأبعاد اجتماعية وكذلك نفسية وتربوية، وينتج الشلل الدماغي عن تلف في الدماغ داخل الأجزاء المسؤولة عن عملية الحركة، وتتنوع الأضرار الناجمة عن الشلل الدماغي بتنوع موقع التلف الدماغي وكذلك بشِدّته.

مفهوم الشلل الدماغي المصحوب بالإعاقة العقلية

هي الحالات التي تم تشخيصها من جانب المركز الذي تم اختيار الأفراد على أنهم أفراد يعانون من حالات الشلل الدماغي ومن حالات الإعاقة العقلية بناء على الفحوصات، وبناءً على الاختبارات الخاصة بذلك المركز.

البرنامج الحركي لتنمية المهارات الاستقلالية للأطفال ذوي الشلل الدماغي

إن الشلل الدماغي له تأثير على المهارات الاستقلالية ومهارات العناية بالذات، وكذلك مهارات النمو الجسمي والنمو الانفعالي للفرد، وأن درجة كبيرة يمكن أن تصل إلى (70%) منهم يعانون من إعاقة عقلية، وممكن أن يعانون كذلك من إعاقة سمعية أو من إعاقة بصرية أو من مشكلات في الكلام ومشكلات في اللغة أو نوبات صرع.

ووجود هذه الفئة يقتضي إعطاء تلك الفئة من الأفراد العناية واعطائهم الرعاية الخاصة، وكذلك الفئة تعاني من ضعف في الإدراك وضعف في رعاية الذات والقيام بالمهارات الاستقلالية المرتبطة بحماية الذات، ويؤكد مجموعة من العلماء أن الضعف الحركي عند الكثير من الأفراد ذوي الشلل الدماغي يُعَد ضعفاً كبيراً، ولذلك فان هؤلاء الأفراد يواجهون مشكلات عالية في تأدية المهارات الحركية الكبيرة وفي تأدية المهارات الحركية الدقيقة.

وهذا له تأثير على المهارات الاستقلالية وتأثير على الجانب الأكاديمي والجانب النفسي وكذلك الجانب الاجتماعي، ويبنى على ذلك الأشكال المتنوعة للتعلم، فاكتساب المهارات الحركية بصورة منتظمة حسب المراحل التعليمية يقدم الأساس للتعلم في المراحل التالية، وأن الكثير من الأداء في المجالات الاجتماعية وفي المجالات الاستقلالية، وكذلك المجالات العلمية والمعرفية يعتمد على النجاح في اكتساب المهارات الحركية في الوقت الملائم.

ومن هنا فإنه حتى يتحقق للأطفال الذين يعانون من مشكلة الشلل الدماغي اكتساب المهارات الاستقلالية للعناية بذواتهم واكتساب المهارات الحياتية، ولا بد من تواجد بيئات داعمة وتواجد بيئات آمنة لا يوجد فيها عقبات، إضافة إلى توفير التشجيع والدعم من قبل الفريق الذي يعمل مع الأفراد الذين يعانون من الشلل الدماغي.

البرامج التدريبية الملائمة لتطوير المهارات الحركية لذوي الشلل الدماغي

وكذلك توفير برامج تدريبية ملائمة لتطوير مهاراتهم الحركية، وتنميتها التي تؤثر إيجابياً في تطوير المهارات الاستقلالية إضافة إلى السلوك الاجتماعي، وأن المهارات الحركية عند الأفراد بصورة عامة لا تعتمد فقط على تواجد القدرات البدنية عندهم بل أن القدرات العقلية، يوجد لها دور عالي في إكساب وفي أداء تلك المهارات ويؤكد مجموعة من العلماء  على وضوح تلك العلاقة التكاملية ما بين المهارات الحركية وما بين القدرة العقلية.

حيث يلاحظون أن هناك علاقة إيجابية ما بين القدرة العقلية وما بين القدرة الحركية، وعلى الرغم من ما تحقق من تقدم على الصعيد الخدماتي وعلى صعيد التربية الخاصة والاهتمام بالشلل الدماغي، إلا أن الشلل الدماغي لم يأخذ بالاهتمام الذي يكفي لأفراد هذه الإعاقة، ولاحقاً تم وصف الأعراض التي تظهر على أفراد الشلل الدماغي وصفاً طبياً وقد تم كذلك تسميتها عندئذ بالشلل الطفولي التشنجي.

وفيما بعد ازداد العناية بالشلل الدماغي وتبين هذا الاهتمام بدراسات ضرورية وبمحاضرات تجاه أسباب الشلل الدماغي، ولا بد من الإشارة هنا إلى أن الاهتمام بعلاج والاهتمام بمواجهة الآثار التي تصدر عن الشلل الدماغي منصباً على الجانب الجراحي الذي له هدف في تحسين درجة الضبط الحركي، وكذلك مواجهة الآثار الصادرة عن الشلل الدماغي.

وكنتيجة لعدم نجاح طرق العلاج التقليدية التي تعتمد على الجراحة التي صدرت عن عودة الآثار الناجمة عن الشلل الدماغي مرة ثانية، فقد اتجه البحث عن طرق علاجية جديدة، مما سبب تطور برامج وتطور طرق وكذلك أساليب علاج آثار الشلل الدماغي والتي اهتمت بالتدريب العصبي العضلي.

البرامج العلاجية لأثر الشلل الدماغي للأطفال

1- برنامج (المنحنى العصبي النمائي) ويعتمد ذلك البرنامج على مفهومين رئيسيين مرتبطان بالخلل الحاصل في الجهاز العصبي المركزي، والهدف الرئيسي الذي يتوخى العلاج العصبي النمائي تحقيقه يتبين في إعادة التوتر العضلي إلى الدرجات العادية، وقد طور ذلك البرنامج بهدف تدريب الأفراد المشلولين دماغياً على اكتساب أنماط حركية رئيسية، ولهذا يعرف ذلك البرنامج ببرنامج التنميط.

2- كذلك صدر برنامج على يد عالم آخر والذي هو عبارة عن برنامج العلاج العصبي الفسيولوجي والذي تهدف إلى ارتفاع درجة النشاط العضلي.

3- وأيضاً من الأساليب التي استعملت بالعلاج اهتمت بالمستقبلات الذاتية، وتعمل تلك الطريقة على توظيف الأجزاء القوية وتوظيف الأجزاء غير المصابة في الجسم؛ بهدف تقوية الأجزاء الضعيفة وتهدف إلى تطوير ردود الأفعال الانعكاسية وكذلك المجموعات العضلية وعناصر الحركة المختلفة.

4- كذلك استعمال التمارين العلاجية التي يرجع هدفها إلى إثارة الدماغ عن طريق الأنماط الحركية الموجهة تجاه تحقيق أهداف محددة، واعتمادا على تلك الطرق الأساليب تبين هناك مجموعة من البرامج التي استعملت لتطوير المهارات الحركية عن الأفراد الذين يعانون من الشلل الدماغي، وكانت تلك البرامج تهدف إلى معرفة درجة تأثير تطوير المهارات الحركية على المهارات الاستقلالية عند هؤلاء الأفراد،

5- وبرنامج آخر يهدف إلى توظيف برنامج رياضي لتطوير المهارات الحركية عن طريق الرياضية العامة عند الأفراد ذوي الشلل الدماغي التقلصي الرباعي المتوسط، وجاء ذلك البرنامج من جانب الباحث لتلبية تلك الحاجات الحركية وتطويرها.

أهمية الدراسات لتنمية المهارات الاستقلالية للأطفال ذوي الشلل الدماغي

1- المشاركة في سد النقص الناتج في مجال البرامج التدريبية التي تعمل على تطوير المهارات الاستقلالية عند الأفراد الذين يعانون من شلل دماغي إضافة إلى إصابتهم بإعاقة عقلية.

2- المشاركة في التقليل من معاناة الأفراد الذين يعانون من شلل دماغي مرتبط بإعاقة عقلية، ودمجهم داخل المجتمع.

3- تشجيع عجلة البحث العلمي في جانب تأهيل مجال تدريب الأفراد الذين يعانون من شلل دماغي، وإضافة إلى إصابتهم بإعاقة عقلية عن طريق الأدوات التي سوف توفرها تلك الدراسة، والمتبينة بمقياس المهارات الحركية كذلك المهارات الاستقلالية.

مفهوم المهارات الحركية

ويقصد بالمهارات الحركية الكبيرة التي تعمل عن طريق مجموعة من العضلات الكبيرة ومجموعة من المهارات الحركية الدقيقة، والتي تعمل عن طريق مجموعة من العضلات الدقيقة، والتي تضمن على مهارات حركة الرأس ومهارة الجلوس وكذلك مهارة الوقوف ومهارة المشي ومهارة استعمال اليدين.

مفهوم المهارات الاستقلالية

ويقصد بالمهارات الاستقلالية في تلك المهارات التي تلزم الفرد حتى يعتمد على ذاته، والاستقلال عن مساعدة الأبوين من حوله.

وفي الختام نستنتج أنه تم تحديد برنامج لتنمية المهارات الاستقلالية للأفراد الذين يعانون من شلل دماغي مصحوب بإعاقة عقلية، وبالإجراءات التي تم استخراجها لتطبيقه وتنفيذ البرنامج المراد، حيث يستخدم المعلم أو الشخص المسؤول الأمور التي يحتاجها الفرد المصاب بالشلل الدماغي من أجل تنمية مهاراته قدراته.


شارك المقالة: