الطفل ذو الحاجات الخاصة في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


كل طفل ذو إعاقة لديه نقاط قوة، وقد يكون هذا في التكوين الجسدي أو في شخصيته، أو في مهاراته الحركية، وكل طفل لديه قدرات تختلف عن الطفل الآخر، ومن المهم بالنسبة الوالدين التركيز على ما يمكن للأطفال القيام به وقدراتهم بدلاً من إعاقتهم، ويمكننا استخدام قدرات الأطفال لمساعدة المناطق التي يواجهون فيها معظم التحديات.

الطفل ذو الحاجات الخاصة في الإسلام

الطفل المعاق مثل أي طفل آخر؛ خلقه الله تعالى وبارك والديه معه، قال الله تعالى: “لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ”، 49،50، الشورى.

لذلك لا يجب لوم الأم في أمر ليس لها سيطرة عليه، فيكون لومها مخالفًا للدين وتشويه للعقل، وإن من يقول ذلك ليس عقلانيًا، هذا يثبت أن هذا ليس إلا وسوسة من خرافات وإبليس، ولا يجوز للمسلم أن يؤمن بهذا، أما إذا صبر والدا هذا الطفل، فربما يجازيهم الله سبحانه وتعالى خيرًا على صبرهما، وينفع الله تعالى الوالدين بهذا الولد في الدنيا والآخرة.

ويجب أن تختلف معاملة الأسرة لهذا الطفل بشكل خاص عن المعاملة التي يقدمونها لأطفالهم العاديين الآخرين، وذكره ومدحه وتشجيعه؛ لإثبات أنه عضو مفيد في المجتمع، وهناك العديد من الأسئلة التي تطرح لمساندة الطفل المعالق مثل ما الذي يمكن فعله لدعم الطفل المعاق؟ لماذا من المهم التركيز على قدرات الطفل؟ كيف يمكن التواصل مع الطفل المعاق وكيف يعرف الوالدين متى يريد الطفل التواصل معهم؟

من الطبيعي أن يشعر الوالدين بالضيق عندما يتم إخبارهم بأن طفلهم يعاني من إعاقة، ولكن يجب أن يكون هناك بعض النصائح المفيدة لمساعدة الطفل على تحقيق إمكاناته الكامنة.

وسيتمكن بعض الأطفال ذوي الإعاقة من التحدث مع الآخرين، ولن يتمكن الآخرون من الكلام مع الأطفال ذوي الإعاقة، لكنهم يتواصلون معهم بطرق أخرى رغم أنهم لا يتحدثون، على سبيل المثال عندما يأتي طفل حديث الولادة إلى عائلة يتواصل الطفل دون أن يتحدث.

ويجب على الوالدين تعلم ما يحبه الطفل وما يكرهه من خلال الابتسام أو الضحك أو البكاء، يحدث الشيء نفسه مع الأطفال ذوي الإعاقة الذين لا يستطيعون الكلام، ويتواصلون مع الأهل ويقولون ما يحلو لهم مثل الابتسامة أو الضحك، ويخبرونهم بما لا يحبونه بالبكاء أو إحداث وجه مستاء.

نصائح للوالدين للتعامل مع الطفل ذو الإعاقة

كثير من الأهل يتساءلون ماذا يمكنهم أن يفعلوا في يومهم ليتأكدوا من أنهم يُحفزون طفلهم ونموه الدماغي والعقلي؟ يتم تحفيز الأطفال بكل شيء في بيئتهم من خلال الأصوات والتفاعلات والابتسامة، لذا إذا كان الأطفال من ذوي الإعاقة من حوله، فعليهم التأكد من قضاء الوقت في التحدث معهم، والشرح بلغة بسيطة ما يفعلوه والابتسام معهم، وإخبارهم جميعهم عن بيئتهم، وإحداث ضوضاء حولهم؛ حتى يتمكنوا من الاستجابة للضوضاء.

كل ما يفعله الوالدين أمام الطفل ذو الإعاقة في أثناء تنقلهم في المنزل والقيام بالأعمال المنزلية، فيجب إشراك الطفل به، مثل نقل الطفل إلى الغرفة التي يعمل بها الوالدين، وإخبارهم بما يفعله الوالدين بالضبط حتى يُحفّزهم على القيام به.

ويمكن أيضًا تحفيزهم باللعب معهم مباشرة، عن طريق صنع ألعاب صغيرة في المنزل، ووضع الحجارة في زجاجة ورجّها، وعن طريق التلويح بشرائط أمام أعينهم بأشرطة ملونة مختلفة، فهناك العديد من الأشياء التي يمكن القيام بها مع الطفل ذو الإعاقة من داخل المنزل.

وقد حثّ الإسلام على الرضاعة الطبيعية للطفل، فالرضاعة الطبيعية مهمة جداً لجميع الأطفال، ولكنها مهمة بشكل خاص للأطفال ذوي الإعاقة، الرضاعة الطبيعية مهمة حقًا لنمو الأطفال وتغذية الأطفال ونمو دماغهم، ويستطيع العديد من الأطفال ذوي الإعاقة في الواقع الرضاعة من الثدي، وقليل منهم فقط غير قادرين على الرضاعة الطبيعية، وأولئك الذين لا يستطيعون الرضاعة، يمكن إطعامهم حليب الأم بطرق خاصة؛ لأن حليب الأم هو الأفضل بالتأكيد من أي حليب آخر.

تعتبر السنوات الأولى لكل طفل، سواء كان يعاني من إعاقة أم لا، حاسمة لأن الوالدين هم الذين يقومون بتحفيز الدماغ خلال هذه السنوات المبكرة، فإنهم يضمنون أن يتطور الدماغ إلى أقصى إمكاناته، الكل بالتأكد يريد حصول الأطفال على أفضل تطور يمكن أن يحصلوا عليه، وهذا يجب أن يحدث للأطفال ذوي الإعاقة والأطفال غير المعوقين على حد سواء.

طرق اللعب مع الطفل ذو الإعاقة

يستمتع الأطفال ذوو الإعاقة باللعب معهم تمامًا مثل أي طفل آخر، إنهم يستمتعون بالقراءة لهم، عرض الصور عليهم، ودغدغتهم ومعانقتهم واحتضانهم فيستجيبون للوالدين بالضحك والابتسامة، وإذا لم يعجبهم شيء معين يقوم به الوالدين سيعبرون عن ذلك، وسيتوقفون عن الضحك وسيتوقفون عن الابتسامة وغيرها من الأمور.

وإذا لم يكن للوالدين مُتّسع من الوقت للعب مع طفلهم ذو الإعاقة، فقد يكون هناك أفراد آخرون من العائلة في المنزل سيكونون قادرين على اللعب مع هذا الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، وإن وجود الإخوة والأخوات رائع حقًا حول الأطفال ذوي الإعاقة، ويحفزونهم لأنهم يتحدثون معهم كثيرًا ويلعبون معهم، ولا يبدو عليهم القلق بشأن ما إذا كان الأخ لديه إعاقة، ويلعبون معهم مثل أي شخص آخر.

ومن المهم أيضًا توفير بيئة محبة للأطفال ذوي الإعاقة، فالأطفال الذين يظهرون الدفء والحب يكبرون ليصبحوا أشخاصًا محبين ودافئين، وإن الطفل المعاق الذي يظهر الدفء والحب يكبر ليصبح بالغًا حنوناً مُحبًا له مكان رائع في العائلة.

ويجب أن تأخذ الوالدين بعين الاعتبار إجراء دراسة متأنية للقدرات الكامنة لدى الطفل المعاق، ومن ثمّ استشارة الأشخاص المعنيّين بهذا الموضوع وتوصياتهم بشأن المسار الصحيح في التعامل معهم، ويجب على الأسرة أن تقوم بتفكير الطفل على محاولة تطوير المهارات المختارة والقدرات الجسدية والعقلية إن أمكن.

على الفرد والمجتمع ككل أن يدركوا أن الله تعالى قد ولدهم كما هم، وجميع خلق الله تعالى لهم جمالهم الخاص، وتفكير المحيطين بالشخص المعاق هو الذي يصنع مقاييس للحكم الجيد.

من واجب أعضاء المجتمع الآخرين أن يريحوا هؤلاء المعوقين، وأن يعطوهم نفس المعاملة التي يعطونها لأي شخص عادي، وبعض الناس يلقون النكت عن المعاقين مما يجعل إعاقتهم مسألة سخرية، فيحرم الإسلام بصرامة الضحك على العيوب الجسدية للآخرين، ويعتبر هذا الموقف من كبائر الذنوب التي يمكن أن يرتكبها الإنسان.

وفي النهاية يجب أن يضع الأشخاص الرحمة أساس في التعامل مع الطفل المعاق، وبذل الجهود لمكافحة هذه الإعاقة عند الطفل، ويجب أن لا يشعر الطفل المعاق بعقدة النقص فيه، وأن لا يفقد الطفل شخصيته النابضة بالحياة، حيث يولد هذا النقص أطفال مترددين في قبول المسؤوليات والتقدم للعمل بحذر، إنهم يستسلمون حرفيا بشكل كامل،  ولا يتمكنوا من الوصول إلى الأفكار الجديدة كتمردٍ ضد حالتهم المرضية.


شارك المقالة: