الطفل سيء السلوك

اقرأ في هذا المقال


إن التعامل مع الطفل سيء السلوك أمر متعب ومرهق بالنِّسبة للآباء والأمهات ويحتاج الكثير من الصَّبر والهدوء للوصول إلى حلول ومحاولة تغيير طبع الطفل وسلوكياته، وعلى الأهل عدم اليأس لأنّ لكل مشكلة حل.

مفهوم السلوك السيء

السلوك السيء يتضمن العدوانية وعدم طاعة الوالدين، والتحدّي في مواجهة الكبار، والرفض الدائم لطلبات الوالدين، والطفل السيء السلوك لا يلتزم بالقواعد المنزلية التي يضعها الأهل، ويقوم بضرب الآخرين ويكسر الأغراض ويكذب أحياناً والكثير من التصرفات السلبية التي تزعج الأهالي ولا يُحبذونها.

أسباب قيام طفلي بالسلوك السيء

  • الأطفال بشكل عام يحتاجون للقيام بالتصرفات غير العادية بين الحين والآخر وهذا بالفطرة لأنّ الطفل وخصوصاً في بداية المراحل العمرية يكون يبحث ويكتشف ويريد معرفة كل شي حتى التصرفات السيئة يُحبّ أن يتعرّف عليها ويقوم بها من باب الاكتشاف والمتعة، ولفت الانتباه.
  • الآباء والأمهات بشكل عام لا يمدحون السلوك الجيّد باستمرار، وبالمقابل يذمُّون ويصرخون على السلوك السيء ويُعطونه اهتماماً أكثر من اللازم، وهذا الأمر يجعل الطفل يعتقد أنَّ السلوك السيء يلفت انتباه الأهل كثيراُ وقد يُصبح بالبداية بالنسبة له أمر ممتع.
  • في المراحل الصغيرة من العمر(سنة ونصف إلى سنتين) قد يكون السلوك السيء ناتج من أمر طبيعي واحتياجات تنموية، ففي هذا العمر يكون الطفل يحبّ أن يستقلّ ويقوم بعمل أشياء بمفرده ونظراً لصغر سنِّه لا يستطيع القيام بها فمن الممكن أن تكون ردّة فعله سلوك سيء كالصراخ أو ضرب الأم، أورمي أغراض وتكسيرها.

علاج السلوكيات السيئة عند الطفل

1- أهمُّ علاج هو التحلِّي بالصبر والتعامل بهدوء مع المشكلة.

2- مدح الطفل باستمرار خصوصاً إذا قام بعمل جيّد، وتذكيره بأفعاله الجيّدة التي قام بها سابقاً والتعبير له عن مدى فرحك وسعادتك بالعمل الذي قام به.

3- عدم ذمِّ السلوك السيء بشكل مباشر والتدقيق عليه، ومحاولة تجاهله إنْ أمكن خصوصاً إذا كان يقوم به للفت الانتباه.

4- إذا قام بسلوك سلبي بشكل متكرِّر، يجب المحاولة معه بهدوء وذكر العواقب السلبية لسلوكه والأضرار المترتبة عليه والشرح له، (مثلاً إذا كسر كوب من الزجاج متعمداً وكرر ذلك على الأم أن تقول له أنّها تعبت كثيراً وهي تنظف الزجاج المتناثر وتقول له أنّ يدها جُرحت ونزف الدم … وهكذا).

5- محاولة مُساعدته على القيام بأفعال إيجابية بشكل يومي ولو كانت بسيطة، مثل أن تطلب الأم أو الأب منه أن يجلب كوباً من الماء وتمدحه كثيراً إذا قام بذلك (من الأفضل التعمد بالطلب وتجهيز الكوب على مكان قريب منه حتى لا يستصعب القيام بالأمر)، أو طلب منه أن يختار ملابسه عند الخروج من المنزل وقبول خياره ومدحه كثيراً على الاختيار الصحيح.

كيف أتصرف عندما يسيء طفلي التصرف

عندما يسيء طفلك التصرف، يمكن أن يكون التعامل مع الوضع تحديًا، ولكن هناك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها للتعامل بفعالية مع السلوك السيء:

  • الهدوء والتحلي بالصبر: في البداية، حاولي الهدوء والتفكير بوضوح. لا تفقدي أعصابك، وتذكري أن طفلك يمر بتجارب ويحتاج إلى توجيه ودعم.

  • التحدث بلطف: اجلسي مع الطفل وتحدثي معه بلطف ومحبة. استخدمي لغة إيجابية واشحني الحديث بالإشادة والتقدير.

  • فهم الأسباب: حاولي معرفة الأسباب وراء سلوك الطفل السيء. قد يكون هناك سبب معين يجعله يتصرف بهذه الطريقة.

  • تحديد الحدود: قدمي للطفل إرشادات واضحة حول السلوك المقبول وغير المقبول. اجعليه يدرك الحدود والتوقعات.

  • تقديم الحوافز: استخدمي نظام الحوافز والمكافآت لتشجيع السلوك الجيد. عندما يتصرف بشكل جيد، قدمي له مكافأة صغيرة تشجعه على تكرار السلوك الجيد.

  • المثال الحسن: كوني مثالًا حسنًا للطفل. يتعلم الأطفال من رؤية سلوكيات إيجابية من الكبار حولهم.

  • التحدث عن مشاعره: ساعدي الطفل في التعبير عن مشاعره بشكل صحيح. يمكن للأطفال الصغار أن يعانوا من صعوبة في التعبير عن مشاعرهم، مما يؤدي إلى سلوك سيء.

  • البحث عن المساعدة الإضافية: إذا استمر السلوك السيء وتعذر التعامل معه بشكل فعال، فلا تترددي في طلب المساعدة من محترفين مثل الأخصائيين النفسيين أو الأخصائيين الاجتماعيين.

التواصل الجيد والحب والحدود الواضحة يمكن أن تساعد في تحسين سلوك الطفل بمرور الوقت.

هناك عدة علامات يمكن أن تشير إلى أن ابنك يحتاج إلى تعديل في السلوك. إذا لاحظت أيًا من هذه العلامات، فقد يكون من الجيد البحث عن المساعدة من متخصصين لتقييم الوضع وتوجيهك في كيفية التعامل معه:

  • سلوك متكرر ومستمر: إذا كان السلوك السيء يحدث بشكل متكرر ولفترة طويلة دون تحسن، فإن ذلك يمكن أن يكون علامة على الحاجة إلى التدخل.

  • تأثير السلوك على الحياة اليومية: إذا كان السلوك السيء يؤثر بشكل كبير على حياة الطفل اليومية، مثل العلاقات في المدرسة، أو العلاقات الاجتماعية، أو الأداء الأكاديمي، فهذا يمكن أن يكون إشارة إلى الحاجة إلى التدخل.

  • تكرار الشكاوى من المدرسة أو المجتمع: إذا كانت المدرسة أو الأصدقاء أو أفراد العائلة يشتكون من سلوك الطفل بانتظام، فهذا يمكن أن يكون مؤشرًا على أن هناك مشكلة تحتاج إلى التعامل معها.

  • تغير في السلوك العادي: إذا لاحظت تغيرًا ملحوظًا في سلوك الطفل، مثل زيادة العدوانية أو التشتت، فقد يكون هذا يشير إلى وجود مشكلة.

  • عدم القدرة على التكيف بشكل صحيح: إذا واجه الطفل صعوبة في التكيف مع التغيرات الروتينية أو الوضعيات الاجتماعية بشكل صحيح، فقد يحتاج إلى دعم إضافي.

  • تكرار الإصرار على سلوك معين: إذا استمر الطفل في التصرف بشكل معين رغم التحذيرات والعقوبات، فإن هذا يمكن أن يشير إلى أن هناك قضية أعمق يجب التعامل معها.

إذا كنت تشعرين بقلق بشأن سلوك ابنك، فمن الجيد مشاركة هذه القلق مع مختصين مثل الأطباء أو الأخصائيين النفسيين للحصول على تقييم وتوجيه مناسب.


شارك المقالة: