من غير الطبيعي أن تكون جميع العمليات الإرشادية في الإرشاد النفسي ذات مسار إيجابي لا يوجد بها أية عقبات، ففي هذه الحالة يكون قد تمّ التستر على الكثير من النتائج وتبدأ الشكوك تجول في خاطر المرشدين النفسيين والمسترشدين على حدّ سواء، إذ تعدّ السلبيات والمعوقات من الأمور الطبيعية التي تحدث في مسار كلّ عملية إرشادية، ولا يمكن للمرشد النفسي أن يتمكّن من إغلاق جميع المنافذ ومنع جميع الأخطاء التي تحصل أثناء سير العملية الإرشادية، فنحن كبشر نقبل الأخطاء ولكن ضمن نطاق العقل والمنطق.
ما هي العقبات التي يقوم المرشد النفسي بدراستها قبل البدء بالعملية الإرشادية
1. شخصية المسترشد ونمط سلوكه
تعتبر شخصية المسترشد ونمط سلوكه الإرشادي من المشكلات المحتملة التي تظهر في كثير من المواقف التي تمرّ بالمرشد أثناء سير العملية الإرشادية، وهذا الأمر من شأنه أن يتوقع المرشد النفسي العديد من أنماط الشخصيات التي يقوم بمحاورتها ومقابلتها، وأن يتوقّع الشخصية العدوانية والشخصية الخجلة والشخصية الصامتة، وغيرها من الشخصيات وأن يكون قادراً على التعامل مع كلّ شخصية بصورة منفردة وبأسلوب إرشادي منفرد.
2. مدى قبول المسترشد للعملية الإرشادية
تعتبر مشكلة إقناع المسترشد بمسار العملية الإرشادية من العقبات المحتملة التي من المحتمل أن تواجه المرشد النفسي، إذ على المرشد النفسي أن يكون قادراً على فهم طبيعة المسترشد والدخول إليه من خلال المسارات الصحيحة التي تقنعه بأهمية العملية الإرشادية، وهذا الوضوح يساعد بصورة كبيرة على إيجاد الحلول الممكنة لمعالجة المشكلة النفسية الإرشادية بصورة كبيرة.
3. مدى سرعة تحديد المشكلة الإرشادية
يخشى العديد من المرشدين النفسيين عدم القدرة على فهم شخصية المسترشد، وبالتالي عدم القدرة على تحديد طبيعة المشكلة الإرشادية والتي تجعل من وضع الخطة الإرشادية أمر في غاية الصعوبة، ولعلّ تحديد نمط المشكلة وكيفية علاجها يعتبر أمراً يسهّل على المسترشد الكثير من الوقت والجهد في علاج المشكلة الإرشادية، ويمنع هذا الأمر من انتشار المشكلة النفسية لتشمل العديد من الجوانب الأخرى، وبالتالي الضرر في شخصية المسترشد بصورة غير متوقعة، كما ويعتبر مدى التزام المسترشد في سير العملية الإرشادية من العقبات المحتملة التي يعمل المرشد النفسي على علاجها قبل البدء بالعملية الإرشادية بصورة عامة في الإرشاد النفسي.