العلاقات الزوجية في النظرية الإسلامية في العلاج الأسري:
أكد الإسلام على إقامة علاقة إيجابية مبنية على المودة، الرحمة، والقبول بين الزوجين، وأكد على أهمية قبول المرأة وأن تُفصح عن قبولها إمَّا بالتلميح أو القول الصريح إن كانت بِكراً، أو إيضاح القول لمن سبق لها الزواج سواء كانت مطلقة ام أرملة وغيرها، حيث يعتبر هذا أكبر برهان وإثبات أنَّ الإسلام يهدف إلى إنشاء عائلة قائمة على المودة، القبول، والرحمة، وليست على الإرغام والإجبار.
وبذلك تُبنى وتقام الحياة الزوجية على القبول والرضى من كلا الطرفين، ممَّا يؤدي ذلك في جعل حياتهما أكثر سعادة واستقرار فيما بعد، لا توجد مشاكل في علاقتهما، وإن وجدت يصبح من السهل حلّها بأسلوب الحوار والمناقشة.
وأيضاً أكد الإسلام على أهمية معاملة الزوج زوجته بأسلوب جيد، وأن يرافقها بالإحسان، ويحترم ويُقدر إنسانيتها، قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا”(سورة الناس، الآية ١٩)، وكذلك أوصى الإسلام بالمرأة خيراً فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنَّ النبي قال: “الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة” (رواه مسلم).
وأيضاً حثَّ الإسلام الزوجة على احترام وتقدير زوجها، معاملته بحب، تُلبي حاجاته، تحافظ على ماله وشرفه وولده، وتستر أسراره، فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي قال: ” كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، والأمير راع، والرجل راع على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”.
وبذلك نجد أنَّ الاهتمام بكل من الزوجين وبناء علاقة إيجابية بينهما ينتج عنها جيل صالح، وأطفال ينمون في بيئة تقدر وتحبب أفرادها بالعمل وفعل الخير، وأيضاً تمنح الأطفال مشاعر إيجابية مليئة بالحب والتقدير والاحترام، تنتج هذه المشاعر نتيجة لطبيعة الاحترام المتبادل الذي يعكسه الوالدين، وبذلك يمشي الطفل على خُطاهم فيعامل والديه وإخوانه والآخرين بتلك المشاعر الطيبة، وأخيراً يُطبقها على زوجته فينشأ جيل آخر سليم وناجح.