العلاقة بين الغضب والصحة الجسدية

اقرأ في هذا المقال


الغضب الناتج عن الألم، يغضب الفرد عندما يواجه ما يعتبره تهديدًا، إذ تحفز اللوزة الدماغية وتحت المهاد اللتين تهيئان الشخص لحالة الكر أو الفر. لهذا من البديهي للألم الجسدي، وهو تهديد للصحة الجسدية والنفسية أن يحفز الغضب.

العلاقة بين الغضب والصحة الجسدية

وجدت دراسة باستعمال الرنين المغناطيسي تشابه دماغي عند اختبار الألم الجسدي وعند اختبار الألم النفسي، إذ حفز الإحساس بالرفض الاجتماعي نفس أنماط الاستجابة الدماغية التي تنشأ عند اختبار الألم الجسدي.

مهما تعددت أسباب الألم الجسدي، سواء كان حادث أو مرض، فهو كافي بأن يسبب الغضب بجوانبه المختلفة التي تتضمن إحساس الانزعاج والعجز وعواقبه.

تأثير الغضب في اختبار الألم

تتأثر استجابة الشخص للغضب الناجم عن الآلام الجسدية كثيرًا بمثيرات الغضب التي اعتاد الشخص عليها في حياته، وهذا ما تشير إليه دراسة وجدت أن الظلم الذي يتسبب في غضب المشاركين له دور في شدة الألم.

فإن حسب دراسة تبين بأن الغضب الذي يتم كبته يتسبب في تفاقم حدة الألم، ويؤدي كذلك إلى الإدراك الكامل لمحفزات الغضب الحسية المؤلمة.

بالإضافة إلى أن الغضب يزيد من شدة الألم الذي يمر به الشخص، فهو يؤثر كذلك في قدرته على معالجة الألم، ففي دراسة أجريت، ببرنامج لمعالجة الألم، فحص البرنامج فور بدايته وبعد نهايته قدراتهم على رفع الأوزان والمشي المتعب وتحمل الألم ومواجهة الاكتئاب ومستوى نشاطهم العام، وتبين وجود تناسب عكسي بين مقدار الغضب والقدرة على رفع الأوزان لدى الذكور الذين ينحازون إلى التعبير عن غضبهم، بينما عانى المشتركون الذين يكبتون غضبهم تأخر في تعافيهم من الاكتئاب وضعف في نشاطهم العام.

ووجدت دراسة أن الإحساس بالظلم يتعلق إلى حد كبير بالألم وشدته والعجز الجسمي والإعاقة على المستوى الجسدي، وبتدني كفاءة الحياة وضعف المهارة الاجتماعية ومظاهر متعلقة بالاكتئاب والقلق واضطراب الكرب ما بعد الصدمة على المستوى النفسي.

تعيق بعض الميول العقلية المرونة العاطفية والإدراكية، التي تعتبر مكون محوري للقدرة على التأقلم مع مختلف تحديات الحياة؛ أحد هذه الميول هي خصلة الغضب، وهي التضخيم المستمر لمحفزات الغضب بسبب نظرة الشخص إلى نفسه وإلى الحياة من خلال منظور سلبي؛ يتكون هذا المنظور بسبب الشعور بالظلم أو الماضي المعبأ بالألم الوجداني، أو حتى الشعور بالتميز، بغض النظر عن المسببات، فإن هذا المنظور يسهو عن حقيقة أن الألم متأصل في الطبيعة الإنسانية.

تماشيًا مع المرونة العصبية، فإن الأفكار الغاضبة الناجمة عن الألم تدرب الدماغ على اختبار الألم المصاحب للغضب أكثر، أي أن المسارات العصبية تصبح حمّالة للألم. أكدت دراسة هذه الفكرة عبر إثارة الألم بتنويم المشتركين إيحائيًا، من غير أي إيذاء جسدي، فوجدت أن الألم سواء الجسدي والنفسي وجد نفس ردة الفعل الدماغية بذات المناطق، وبعدها تمكنت من إدراك كيفية اختبار المصاب للألم من غير وجود أداة إيلام مادية لتخلقه.

يمكن لتعلم التعامل مع الألم بأسلوب صحي أن يخفف الألم أو أن يخفيه حتى. فبدلًا من أن يتم السماح للألم بإغضاب الشخص، يمكن أن يراه إشارة إلى وجوب اهتمامه بنفسه، كما يفعل عندما نشعر بألم عاطفي. وذلك يتضمن تعلم أساليب للاهتمام بالنفس والتعاطف معها.

علامات تدل على أن جسمك يحتاج إلى راحة


شارك المقالة: