العنف الجسدي وعلاقته بالطلاق والانفصال الزوجي

اقرأ في هذا المقال


يُعَدّ العنف الجسدي ظاهرةً اجتماعيةً خطيرة تؤثر بشكل كبير على الأفراد والمجتمعات، وتكون آثاره مدمرة على الحياة الزوجية. يمكن أن يشمل العنف الجسدي ضرب الشريك بالأيدي، أو استخدام الأدوات كوسيلة لتنفيذ الإيذاء، مما يؤدي إلى تراكم الجروح الجسدية والعاطفية، وتنبع تلك الظاهرة من مجموعة من العوامل مثل التوتر النفسي، وسوء التفاهم، والتحديات المالية، وغيرها.

الارتباط بين العنف الجسدي وزيادة معدلات الطلاق والانفصال الزوجي

لا يمكن النظر إلى العنف الجسدي على أنه مشكلة تقتصر على اللحظة الحالية فقط، بل له تداعياته على المدى البعيد، وخاصة على استقرار العلاقات الزوجية.

فالشريك الذي يتعرض للعنف الجسدي يمكن أن يبحث عن سبل الحماية والسلامة من هذا الإيذاء، وقد يجد في الطلاق أو الانفصال الزوجي وسيلة للهروب من العلاقة المؤذية.

تأثيرات العنف الجسدي على عملية اتخاذ القرار بالطلاق

عملية اتخاذ قرار الطلاق أمرٌ معقد، ويتأثر بمجموعة من العوامل، ومع ذلك يظهر أن العنف الجسدي يمكن أن يكون عاملاً مؤثراً في تشكيل هذا القرار.

الشريك الذي يعاني من العنف الجسدي قد يشعر بالاستحواذ وفقدان السيطرة على حياته، مما يجعله يبحث عن سبل لاستعادة حريته وكرامته، وقد يكون الطلاق هو الخيار الذي يراه مناسباً لتحقيق ذلك.

أهمية التوعية والدعم للضحايا والوقاية من العنف الجسدي

لتقليل ارتفاع معدلات العنف الجسدي وتأثيره على الطلاق والانفصال الزوجي، يجب أن يكون هناك تركيز مشترك على التوعية والتثقيف.

من المهم توفير المعلومات حول حقوق الأفراد وخياراتهم في التصدي للعنف الجسدي.

بالإضافة إلى ذلك يجب توفير دعم نفسي واجتماعي للضحايا، وتوجيههم نحو مراكز المساعدة والجهات الحكومية وغير الحكومية التي تقدم الدعم والحماية.

بناء علاقات زوجية صحية وخالية من العنف

لا يجب أن يكون العنف الجسدي جزءاً من أي علاقة زوجية، يتطلب بناء علاقات صحية ومستدامة الاحترام المتبادل والتواصل الجيد وحلاً بناءً للنزاعات.

يجب أن تكون الشراكة الزوجية مكاناً آمناً يعزز من التنمية الشخصية والسعادة المشتركة، ويبعد عن العنف والإيذاء.

العنف الجسدي يمثل تهديداً حقيقياً للعلاقات الزوجية، وقد يكون له تأثيرات سلبية كبيرة على عمليات الطلاق والانفصال، تعزيز الوعي وتقديم الدعم للضحايا والعمل على بناء علاقات زوجية صحية يمكن أن يسهم في تقليل تلك التأثيرات السلبية وتحقيق تطور إيجابي في المجتمع.

المصدر: "علم النفس والعنف: تحليل العنف والاعتداء الجسدي"، للدكتورة إليزابيث كارتفرايت."عنف الجسد: السيكولوجيا والتشريح والعلاج"، للدكتورة ليندا هوجان."العنف الأسري والجسدي: التشخيص والعلاج"، للدكتور محمد عبد العزيز الخولي."العنف الجسدي وآثاره على الصحة النفسية والجسدية"، للدكتور جون سميث.


شارك المقالة: