العواطف والحساسية الوجدانية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


في العديد من مدارس علم النفس تُفهم العواطف على أنها مشاعر ذاتية داخلية تتناقض بشكل حاد مع الملكات الفكرية للعقل، ومع ذلك لا يتم تفسير العواطف بشكل كامل من خلال المشاعر الذاتية الداخلية أو المشاعر التي لا يمكن تفسيرها، بدلاً من ذلك تُفهم على أنها عاطفة تفاعلية ومتجاوبة وشاملة تلعب أدوارًا نفسية ومعرفية وأخلاقية واسعة النطاق في فهم المرء للعالم وتصرفات الفرد وردود أفعاله تجاهه والتحفيز الخارجي.

العواطف والحساسية الوجدانية في علم النفس

في علم النفس يتم تعريف العواطف على أنها حالات نفسية داخلية ذات مشاعر ذاتية تتناقض مع الحالات والعمليات المعرفية للعقل التي تتمثل بمفهوم ارتباطي جديد من خلال العواطف والحساسية الوجدانية في علم النفس، فإذا اعتقد المرء أن جميع المواقف والأحداث هي ذات طابع معرفي، فإن هذه الحالة المعرفية في حد ذاتها لا تأتي بمشاعر معينة، ولا تحفز على أفعال محددة، أو تسهل التعبيرات المتجسدة التي يمكن ملاحظتها، كما أنها لا تستمد أي أحكام تقييمية.

بغض النظر عن مشاعر الفرد أو دوافعه يمكن للمرء ببساطة أن يعتقد أن جميع المواقف والأحداث هي ذات طابع معرفي تعتبر صحيحة، بالإضافة إلى ذلك غالبًا ما ترتبط المشاعر برغبات أو عواطف قوية يمكن أن تتعارض مع التفكير العقلاني والتفكير التأملي، ومنها يجادل أفلاطون بأن الروح تتكون من ثلاثة مكونات مميزة تتمثل في العقل والروح والشهية، حيث يضع العقل ضد المكونات العاطفية للعقل.

وصف بعض علماء النفس المعرفي المشاعر بأنها شغف لا يمكن تفسيره، أو دافع لا يمكن السيطرة عليه، أو خوف غير عقلاني، ووفقًا لهم فإن الحالات العاطفية في العواطف والحساسية الوجدانية في علم النفس هي دوافع مفرطة لا تطيع العقل، حيث يُعتقد أن العاطفة هي نزعات وميول داخلية تحركها الأحداث الخارجية التي يمكن أن تتعارض مع الفهم العقلاني للعالم.

لا تُفهم العواطف والحساسية الوجدانية في علم النفس بالضرورة أو بشكل كامل على أنها مشاعر ذاتية، كما أنه لا يوصف بأنه دافع غير عقلاني أو مفرط للعاطفة يعطل أو يتحدى التفكير العقلاني، بدلاً من ذلك تلعب العواطف والحساسية الوجدانية في علم النفس أدوارًا نفسية وأخلاقية واسعة في تنمية الفضيلة والنظام السياسي واستقرار المجتمع، من هذا المنظور الفريد يمكن للمرء أن يفهم أن تفاعل الفرد العاطفي مع البيئات الشخصية والاجتماعية والمادية يشكل الفاعلية الأخلاقية للفرد وخاصية أساسية للذات المترابطة والجماعية.

على سبيل المثال واجب خدمة الوالدين وتقوى الأبناء تجاههم لا معنى له إذا لم يكن لدى المرء مودة حقيقية تجاه الوالدين وتصبح طقوس اللياقة قاعدة عمياء تتبع السلوك إذا لم يكن لدى المرء قلب يهتم بالآخرين، حيث تنص على أن الحاكم لا يمكنه أن يحكم دولته بنجاح دون فهم التصرفات والظروف العاطفية للناس، وهذا يعني أن العواطف والحساسية الوجدانية في علم النفس ليست مجرد مشاعر ذاتية داخلية، بل هي حالات ذهنية تفاعلية وإدراكية ومعرفية وتحفيزية وعاطفية في تعاملاتها المستمرة مع العالم الذي هو بحد ذاته مكوّن ومدمج بشكل مؤثر.

لم تمثل العواطف والحساسية الوجدانية في علم النفس ببساطة المجال الفردي للتجربة الذاتية ولكنها تشكل الواجهة الحاسمة بين الذات والعالم والعقل والكون، حيث أن العقل ليس مجرد كيان فكري أو آلية للتفكير أو الذكاء، بل هو بالأحرى كيان مترابط من الإحساس والشعور والوعي والتفكير والرغبة كما تشهد بذلك التجربة المشتركة للذاتية الانعكاسية للذات المحددة على أنها قوة الأنا، لذلك تُفهم العواطف والحساسية الوجدانية في علم النفس على أنها العاطفة الشاملة للاستشعار والتفكير والشعور بالعقل الذي يرتبط دائمًا بالعالم ويتفاعل معه.

علاقة العقل والعواطف والحساسية الوجدانية في علم النفس

في قلب الفهم الواسع والتفاعلي والشامل للعقل والعواطف والحساسية الوجدانية في علم النفس في التقاليد النفسية والفلسفية، يمكن للمرء أن يلاحظ فكرة فريدة عن العواطف والحساسية الوجدانية في علم النفس، حيث يُفهم عمومًا على أنها حالات عاطفية للعقل، لكن لا تتناقض مع الحالات المعرفية ولا تختلف عن الوظائف الفكرية للعقل، على وجه التحديد تشير العواطف والحساسية الوجدانية في علم النفس إلى فئة واسعة من الخصائص الموضوعية للعالم وتفاعلها مع العقل ينتج عنه أشكال متنوعة من الحالات النفسية مثل المشاعر والدوافع والرغبات والآمال.

إنه يعني الطبيعة والجوهر والواقع والمواقف والظروف، بالإضافة إلى التصرفات العاطفية وردود الفعل التفاعلية، يمكن تلخيص النطاق الدلالي الواسع في علاقة العقل والعواطف والحساسية الوجدانية في علم النفس على أنه فهم المرء الملموس للعالم، والشعور الحي بالواقع، وإدراك الذات المترابطة والتفاعلية التي يتردد صداها مع الآخرين وظروفهم، هذا هو مجرد مشاعر ذاتية تكمن في عقل خاص، بل هي طريقة شاملة لتعاملات المرء المخادعة والمعرفية والمتعمدة والمتجسدة مع العالم.

يناقش العديد من الفلاسفة من علماء النفس استجابته التفاعلية وحساسيته العاطفية كأساس أساسي للوكالة الأخلاقية والذات الجماعية، فيوضحون أن فضيلة الإحسان والرحمة تستند إلى حب المرء للآخرين من خلال عاطفة رعاية الآخرين وأن تقوى الأبناء تنبع من شعور المرء الحقيقي تجاه الوالدين، ويتحدثون عن الرعاية غير المتحيزة وعن اللطف المحب وعدم التنازع مع الآخرين على طبيعتنا الفطرية وتصرفاتنا العاطفية العفوية.

تعبر العلاقة بين العقل والعواطف والحساسية الوجدانية في علم النفس عن تفاعلات أخلاقية وهي ميول عاطفية فطرية متجذرة بعمق في العقل الأخلاقي، تركز حول زراعة الذات من خلال الطقوس والموسيقى على الحساسية العاطفية والتفاعلية للعقل، حيث يمكن رؤية نفس النهج العاطفي للعقل والأخلاق في علوم النفس المعرفية المعاصرة للأخلاق الإنسانية.

خصائص العواطف والحساسية الوجدانية في علم النفس

يذكر العديد من علماء النفس والفلاسفة أن العواطف والحساسية الوجدانية في علم النفس لها خصائص نفسية معينة مثل الظواهر والقصد والدافع والتجسيد والتقييم، على سبيل المثال يمكن تفسير حالة الغضب العاطفية للفرد من التمييز غير العادل من خلال الشعور الضيق أو الإحباط، والقصد في التمييز غير العادل، والدافع  المتمثل في الشكوى أو الاحتجاج، والتجسيد من خلال كشف ضربات القلب السريعة أو ارتفاع ضغط الدم، والتقييم في المعارضة، وبالتالي فإن الحالة العاطفية هي تعقيد نفسي يتكون من عمليات متعددة الأبعاد أو متعددة العوامل للعقل.

تشمل المشاعر البشرية النموذجية في العواطف والحساسية الوجدانية في علم النفس الحب والحزن والخوف والغضب والفرح، حيث يشير كل منها إلى حالة من نوع ما من الإثارة، وحالة يمكن أن تحفز بعض الأنشطة وتتداخل مع الآخرين، ومنها ترتبط هذه الحالات بمشاعر مميزة ولها تعبيرات جسدية مميزة، حيث يمكن للمرء أن يجد فئات مماثلة مثل الفرح والغضب والحب وخصائص مثل الشعور والإثارة والنشاط للعواطف والحساسية الوجدانية في علم النفس.

قبل إثارة مشاعر اللذة والغضب والحزن والفرح هناك خاصية للعواطف والحساسية الوجدانية في علم النفس تسمى التوازن، عندما يتم إثارة هذه المشاعر وحصول الجميع على المقياس والدرجة المناسبين يطلق عليه اسم الانسجام، حيث يبدو أن المفاهيم القديمة عن المشاعر والعواطف والحساسية الوجدانية في علم النفس ما يمكن مقارنتها بالفئات النفسية وتوصيفات العواطف.


شارك المقالة: