ينظر المرشد النفسي إلى العملية الإرشادية نظرة إنسانية يريد من خلالها تقديم أقصى ما يمكنه من جهد وثقافة في سبيل تخليص المسترشد من الاضطراب النفسي الذي يعانيه، وينظر المسترشد إلى العملية الإرشادية نظرة شكّ وعدم القدرة على الاقتناع بقدرة المرشد النفسي في تخليصه من مشكلة بالكاد يعرف تفاصيلها أو سبب حدوثها أو مدى أثرها الشخصي والسلوكي عليه، ولعلّ كيفية اختيار الأسلوب الإرشادي هو السبيل إلى تخليص المسترشد مما يعانيه وإكسابه مهارات حياتية جديدة.
أبرز العوامل المؤثرة على اختيار الأسلوب الإرشادي في العملية الإرشادية
1. العامل المتعلق بالجنس والثقافة والبيئة المحيطة
من الطبيعي أننا مختلفون وأننا نملك أساليب وأنماط سلوكية وفكرية ونفسية مختلفة قد لا تصل إلى حدّ التشابه في بعض الأحيان، وهذا الأمر من شأنه أن يزيد من مدارك المرشد النفسي في تحمّل المزيد من المتاعب والمصاعب المترافقة مع كيفية اختيار الأسلوب الإرشادي الأمثل للتعامل مع طبيعة المسترشد سواء كان ذكر أو انثى، وبما يتناسب والمرحلة العمرية التي هو فيها، ومقدار الثقافة التي يمثلها وهل تتناسب مع معطيات الخطّة الإرشادية، وهل البيئة المحيطة تساعد من التقليل في حجم المشكلة الإرشادية أم أنها معزّز للمشكلة.
كلّ هذه العوامل وأكثر من أكثر المؤثرات في طريقة اختيار المرشد النفسي للأسلوب الإرشادية والاستراتجية الإرشادية المنوي استخدامها خلال المدّة الزمنية المتقّعة في التعامل مع المسترشد، حيث لا بدّ وأن يكون المرشد النفسي قادراً على التكيّف مع هذه العوامل وأن يراعي بصورة خاصة مقدار الثقافة والوعي الذي يمتلكه المسترشد، حتّى لا يتفاجئ فيما بعد أنّ المسترشد غير قادر على المجاراة الفكرية للعملية الإرشادية.
2. العامل المختص في حجم المشكلة النفسية ونوعها وتأثيرها في المسترشد
لا بدّ وأن المرشد النفسي قادراً على مجاراة العملية الإرشادية والخطّة الإرشادية المنوي اتخاذها في سير المعالجة الإرشادية، حيث أنّ حجم المشكلة ونوعها من أبرز العوامل التيتساعد المرشد النفسي على اختيار الخطّة الإرشادية والأسلوب الإرشادي المنوي اتباعه، كما وأن مقدار تأثر المسترشد في المشكلة من العوامل التي تساعد المرشد النفسي أيضاً في تقييم واقع المشكلةواختيار الأسلوب الإرشادي المناسب لحلّ المشكلة النفسية، وبالتالي تكون عملية اختيار الاستراتيجية الإرشادية أمر يمكن توقع نسب النجاح من خلاله ويمكن الرهان عليه في نهاية العملية الإرشادية.
3. العامل المختص في شخصية المرشد ذاته
يدرك المرشد النفسي بصورة شخصية أنّ شخصيته تتناسب مع خطّة واستراتيجية إرشادية ما أكثر من أخرى، وبالتالي فهو يدرك طبيعة المسترشد ومقدار الثقافة التي يمتلكها، وبالتالي فلن يستطيع المغامرة بأستخدام أسلوب إرشادي بدائي أو لا يتناسب مع المستوى الفكري للمسترشد، فشخصية المرشد النفسي وثقافته من العوامل الهامة في كيفية اختيار الأسلوب الإرشادي لتكون معطيات الإرشاد النفسي قد نفّذت بصورة صحيحة.