“الغفران هو التسامي على الشعور بالامتعاض أو الرغبة في الثأر حينما تستحق أفعال المسيء هذا، ومقابلة هذا بالرحمة، والكرم والحب عندما لا يستحقها المسيء” – معهد الغفران الدولي.
ما معنى الغفران؟
هناك العديد من الكلمات ذات الصلة بالغفران مثل الفضائل والرحمة والعلاج والتصافي، وهي نقيض للرذائل والحقد والثأر والمرارة، فالغفران هي المعنى الحرفي للرحمة والتسامح وعدم النظر إلى زلّات الغير.
هل الغفران أكبر تحديات الحياة؟
“الغفران تحدٍّ يومي أساسي، يكبر أو يصغر، وقد لازمنا هذا التحدي منذ بداية الوعي الإنساني” ” روجر بيرتشاوسين”، كل واحد منا يجد صعوبة في التسامح والغفران، فالبعض يفهم الفائدة من وراء الغفران ويعمل لهذا بل وينجح به، والبعض الآخر يحاول، ولكنه لا يستطيع التخلص من آثار ما عانى منه، فيستمر في معاناته، وبغضّ النظر عن الشخص أو الظروف أو درجة الألم، فإنّ الغفران يمثّل تحدياً لنا.
إنّ الغفران ليس بالأمر الذي نكتسبه بصورة طبيعية، بل هو أصعب ما يمكن اكتسابه من الفضائل، فنحن كثيراً ما نعيش على وقع الغضب والكره وعدم التسامح لشخص أساء لنا أو خاننا، فمن الناحية الفكرية أن هذا الغضب غير مستحب ويمنعنا من العيش في راحة بال، ولكننا بشكل وجداني لم نستطع الخروج من هذه الحالة، ولكننا نتفاجئ أننا عندما نبوح ما في داخلنا من ظلم أو كرهنا لشخص أساء إلينا، نجد الآخرين أيضا يعبّرون لنا عن أشخاص أساءوا لهم أيضاً، فجميعنا يعاني في حال تفكيره في الغفران.
هل الغفران أمر سهل؟
أثبتت الدراسات التي تم إجراءها على مجموعة من الأشخاص الذين يعانون من إساءات تعرضوا لها، أنهم وجدوا صعوبة في التسامح ومنح الغفران للخصم، وأنّ هناك من لن يغفر أبداً، ولن يفكّر أصلاً في هذا الأمر، فالغفران ليس بالأمر السهل الذي يمكننا من خلاله أن نمنح الآخرين البراءة الكاملة ودونما أية نتائج، فقد يتعلّق الأمر بإساءة لا يمكن لنا نسيانها أو التعايش معها، إساءة أثرت على مسيرتنا الاجتماعية أو مسيرة العمل.
إنّ فضيلة الغفران ليست بالفضيلة التي تنتشر بين أفراد المجتمع فنادرا ما نرى أشخاصاً متسامحين في حقوقهم دون مقابل، فهي من أسمى درجات الفضيلة، وتتعلّق بشكل كبير بالروحانيات.