اقرأ في هذا المقال
- الفحص الجسمي للأطفال ذوي اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة
- الدلالات التي يكشف من خلالها العيادي الأطفال ذوي اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة
يركز الفحص الجسمي على الأعراض الدالة على المسببات وعلى الاضطرابات المصاحبة، وعلى النتائج التي قد تكون لها دلالات للعلاج الدوائي، ومن هنا تدعو الحاجة لإجراء فحص جسمي وعصبي عام وشامل، وبالنسبة لتقييم المسببات فإن الأمور الأكثر أهمية تكمن في قياس نمو أطراف الجسم وتشوهات الوجه والجسم والاختلالات العصبية الجلدية.
الفحص الجسمي للأطفال ذوي اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة
بالنسبة لتقييم المرض العضوي الأساسي أو لتقييم النتائج التي قد يكون لها تأثير على استخدام العلاج الدوائي، فالأمور الأكثر أهمية هي اختبارات البصر والسمع والتنفس ونشاط الأوعية القلبية، والمؤشرات على خلل في الغدد وعلى تضخم أي من أعضاء الجسم وعلى تضخم الغدد الدرقية وعلى وجود حساسيات، وقد تلقي المقابلة الفردية ضوءً على مستوى تفاعل الطفل، ومهارات اللغة التعبيرية لديه ومدى الانفعال.
وغالباً ما لا يتأتى الحصول على معلومات عن الأصوات والحركات اللاإرادية والوساوس والمخاوف إلا بعد تعمق العلاقة بين الطرفين، وهذا ما تؤديه المقابلة الفردية، خصوصاً مع من هم في سن المراهقة وما قبلها وخلال هذه المقابلة الفردية يمكن الكشف سريعاً عن ضعف التواصل بالنظر، والسلوكات المكررة أو التفكير الوقائي، وعجز الإجابة على الأسئلة المفتوحة واستخدام كلمات قليلة والكلام المضغوط واضطراب صوتي، وحالة الكآبة أو القلق المفرط.
إذ ستشير مثل هذه الأمور إلى وجود اضطرابات لغوية أو انفعالية أو اضطرابات مصاحبة أخرى، ولا يوجد هناك للأسف سلوك محدد أساسي في التشخيص، غير أن ملاحظات العيادي قد تكون مفيدة كدليل داعم عندما تكون منسجمة مع أنواع أخرى من الأدلة، أو أنها قد تدل على الحاجة لتقييم معمق على نحو أكثر في ميادين معينة.
ويجرى الفحص العصبي لاستبعاد وجود علامات عصبية أساسية، وكذلك لتقديم المهارات الحركية الدقيقة والعلامات العصبية الحساسة، ويمكن تقييم المهارات الحركية الدقيقة من خلال المقدرة على التقاط الأشياء الصغيرة باستخدام مسكة الكماشة أو الحركات الصحيحة من الأصابع إلى الأنف بالمخيخ، والإكمال السريع والسليم للوحة المخرمة بالسدادات المناسبة وحركات الأصابع لوحدها، ووضع الأصابع على نحو تقابلي تتابعي.
فالعلامات العصبية الحساسة هي تكون طبيعية بالنسبة لطفل في سن أصغر، مثل ضعف التنسيق والحركات غير الهادفة وضعف مهارات الإحساس المتصل بالقشرة الدماغية وضعف إدراك الاتجاهات، وتعتبر العلامات العصبية الحساسة شائعة بين الأطفال المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة وبالإعاقاتالتعليمية، ففي حين يتفق معظم العيادين على أن هذه العلامات غير محددة وأنها غير تشخيصية، فإن لهذه العلامات إجابات.
وتكمن الإيجابيات الأولى في أنه في حالة كون هذه العلامات الحساسة مفرطة، فقد تشير إلى وجود مشكلات حركية تسهم في صعوبات الكتابة أو مشکلات في الحركات الغليظة، ومما يجعل الفرد يواجه مشكلات فيما يتصل بحركاته والمشكلات اللاحقة، لذلك مثل حدوث الإصابات المتكررة أو الرفض من قبل بسبب ضعف اللياقة البدنية.
وأما الإيجابية الثانية فتتمثل في وجود علامات حساسة متعددة على نحو أكثر، مما هو متوقع أو على جانب الجسم غير الجانب المتوقع ظهورها عليه خلال سنوات المدرسة، وتشيع العلامات الحساسة على الجانب غير المسيطر من الجسم، فإن ذلك قد يعتبر نتيجة أساسية قد تجعل العيادي يفكر في إجراء مزيد من الأبحاث العصبية، وخصوصاً لدى وجود مؤشرات أو أعراض أو سمات تاريخية أخرى تشير إلى وجود خلل عصبي أساسي.
الدلالات التي يكشف من خلالها العيادي الأطفال ذوي اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة
إن اكتساب المعرفة المتعلقة المراحل التطورية للعلامات الحساسة، من حيث تناسقها واختفائها يوجب على العيادي اختبار علامات متعددة يتم فحصها دورياً لدى أطفال من مختلف الأعمار، سواء المصابين بمشكلات تعلمية أو بمشكلات انتباه أو غير المصابين بذلك، فعلى سبيل المثال تشيع بين الأطفال في سن المدرسة الوضعية المنعكسة للذراعين تكون الذراعان مدورتي إلى الخارج واليدان إلى أسفل.
وعندما يمشون على باطن القدمين والوضعي المنفرجة غير متعلقة بالقشرة الدماغية، تكون الذراعان مدورتي إلى الداخل واليدان مبسوطتين عندما يمشون على أطراف أقدامهم، وغالباً لا يستطيع الأطفال في مرحلة ما قبل سن المدرسة محاكاة هذه الطريقة المشية، وقد تتم لديهم هذه الوضعية لدى محاولة الانتقال إلى وضع مناسب لدى التركيز على المشي والكاحل أو على أصابع القدمين.
وخلال سنوات المدرسة الأولى، يستطيع الأطفال عموماً أداء اختبار ويظهرون وضعية كلا الذراعين، وخلال النصف الثاني من سنوات المدارس الابتدائية، غالباً ما تختفي هذه الوضعية في الذراع المسيطرة، لكنها تظهر ظاهرة في الذراع غير المسيطرة، وهذا وتختفي هذه الوضعية تمام في سن العاشرة إلى الثانية عشرة.
ولكنها قد تستمر لمدة أطول لدى الأطفال الذي يعانون من مشكلات تعلمية أو مشكلات في الانتباه، وأما أولئك الذين يعانون من العجز المستمر عن محاكاة تلك المشية، والوضعية الثنائية الحادة أو ارتخاء الوضعية على الجانب المسيطر، فقد يظهرون مؤشرات على مشكلات حركي أكثر عمومية وحدة، وتظهر الحركات الانعكاسية والتي هي مثال على الحركات غير الهادفة.
وأيضاً نمطاً تطورياً طبيعياً، أما الطريقة الشائعة لاختبارها فتتمثل بوضع الأصابع على نحو تقابلي تتابعي حيث يلمس الطفل بإبهامه كل إصبع في اليد نفسها على نحو تتابعي، وأما اليد الأخرى فتكون في حالة بسط راح اليد إلى أعلى فإنها تعكس التقابل التتابعي للأصابع، وغالباً لا يستطيع أطفال ما قبل سن المدرسة محاكاة التقابل التتابعي للأصابع، غير أنهم يؤدون حركات انعكاسية لدى الطلب إليهم أداء مهمة أسهل.
مثل جعل الإبهام يلمس الإصبع الأول على نحو متكرر التقابل السريع للأصابع، ويستطيع الأطفال في سن المرحلة الابتدائية المبكرة أداء التقابل التتابعي للأصابع، وهم يقومون بذلك بتناسق أفضل وبعدد أقل من الحركات غير المترابطة في اليد المسيطرة، وهم يؤدون حركات انعكاسية في أي من اليدين، ومن جانب آخر يغلب أن يظهر الأطفال الأكبر سناً في المرحلة الابتدائية العليا مقدرة على أداء الحركات الانعكاسية في يدهم غير المسيطرة فقط.
ولدى بلوغهم العاشرة إلى الثانية عشرة، يتمكن معظم الأطفال من القيام بعملية التقابل التتابعي للأصابع بأيديهم المسيطرة وغير المسيطرة على السواء، وتتلاشى الحركات الانعكاسية غير أن استمرار ضعف هذه المهارة واستمرار الحركات الانعكاسية في الجانب غير المسيطر، ويكون شائعاً لدى الأطفال ذوي الاضطرابات العصبية التطورية، وفقد وجد أن الحركات الانعكاسية البارزة جداً لها علاقة بمشكلات جسمية للأعضاء الحركية أو باختلالات عصبية فسيولوجية في بعض الحالات.
فالطفل الذي يستخدم يده اليمنى لكنه يميل إلى التوضع على الجانب الأيمن، ويعاني من ضعف في تناسق الأصابع والأنف من الجهة اليمنى، ويعاني من اضطراب تطور اللغة وقد يظهر أعراضاً متعددة تدل على عدم فعالية وظيفة الفص الأيسر من الدماغ، وبالمقابل فإن الطفل المصاب باضطراب التعلم غير الكلامي قد تظهر عليه بوضوح علامات حساسة على الجانب الأيسر أكثر، مما هو متوقع بين الأطفال في مثل سنه بناء على ذلك يعتمد وجوب استمرار الدراسات المتصلة بتصوير الدماغ.
والتي لا يوصى بها عادة خلال مرحلة التقييم لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة على وجود مؤشرات، وإضافية من مثل أعراض التشوهات الوجهية والجمجمية أو اختلالات في النمو أو محيط الرأس أو الجوانب الوراثية، أو أي إشكالية تتعلق بالطبيعة الخلقية الثابتة للمشكلة القائمة.
وفي الختام بعد إتمام السيرة المرضية الشاملة وإجراء الفحص الجسمي، ينبغي أن يتوافر لدى العيادي مقدار كبير من المعلومات تتعلق بأعراض اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، وبدرجة الخلل الوظيفي ووجود اضطرابات مصاحبة لدى الطفل أو لدى أسرته وحالة الطفل الطبية وأداء الأسرة والوضع التربوي، وتتيح هذه المعلومات للعيادي تحديد الحاجة لمراجعة المعلومات المتوافرة.