اقرأ في هذا المقال
- أثر التفكير في حياتنا
- العقل الباطن والعقل الواعي
- مفهوم العقل الباطن
- قوانين العقل الباطن
- كيفية تأثير الفكر على العقل الباطن
- تطبيق الفكر لتحقيق التغيير الإيجابي
التفكير له أثر كبير على حياتنا، كيف لا وكافة ما نتحدث به وما نقوم به من سلوكيات هو نتاج التفكير، فقد قيل “أنّ ما تفكّر به اليوم ستصبح عليه غداً”، وقد أثبتت تجارب الحياة صحّة هذه المقولة، فكلّ شيء نقوم به ويتم إنجازه يحدث أولاً في العقل وما ينتجه من تفكير متعمّق، فالتفكير يؤثر على جميع جوانبنا الحياتية والشخصية والسلوكية، والتفكير الإيجابي يساعدنا على كسب ثقتنا بأنفسنا وتحقيق أهدافنا ووصولنا إلى الهدوء الداخلي.
أثر التفكير في حياتنا
للتفكير أثر كبير على أجسامنا، فعندما نفكّر بشكل إيجابي، ستزيد طاقتنا وحماسنا ونشاطنا للعمل بجد، وعندما نفكّر بشكل سلبي نتكاسل ويحيط بنا الإحباط، والتفكير يؤثر على أحاسيسنا ومشاعرنا، كيف لا وهي ردة الفعل الطبيعي لأفكارنا الداخلية، وفي حال أردنا تغيير حياتنا علينا أولاً تغيير نوعية الأفكار التي تنتابنا، والتدريب على التفكير الإيجابي في كافة الأمور الحياتية، وبعد فترة يتم ملاحظة الفرق الشاسع في طبيعة المشاعر تجاه مواقفنا والظروف الحياتيّة التي نمرّ فيها.
يؤثر التفكير على سلوكنا فعندما نتحكّم بأفكارنا نصبح قادرين على التحكم بأحاسيسنا، مما ينتج عنه ضبط لسلوكنا، فهناك ثلاثة أنواع للسلوك هي: السلوك العدواني، والسلوك المطيع، والسلوك الحازم والواثق من نفسه، وهو ما يصل إليه المُفكّر بشكل إيجابي، وبالتفكير يمكننا تخطّي الزمن، حيث نستطيع التفكير بشيء حدث في زمن الماضي، واستعادة مشاعرنا المرتبطة بهذا الحدث وكأنَّه يحدث الآن، ونستطيع أيضاً التفكير في شيء لم يحدث بعد، ومن الممكن حصوله فعلاً في المستقبل.
العقل الباطن والعقل الواعي
العقل الداخلي الباطني مسؤول بشكل مباشر عن جميع سلوكياتنا غير الإرادية في أجسامنا، مثل حركات العيون والتنفس، وهو مسؤول أيضاً عن تخزين أفكار الماضي، العقل الواعي مسؤول عن كل العمليات الإرادية مثل الرياضيات والعلوم، والحركات التي تصدر منّا عن قصد، والعقل الباطن هو كنز بداخلنا، لأنَّه المسؤول عن صحّة أجسامنا وأجهزته ويقوم بالعمل على شفائها بشكل مستمر، وهو يتحكّم في جميع العمليات الحيوية في أجسامنا، ويمكن استخدامه أيضاً للحصول على صحة مثالية، وذلك عن طريق تفكيرنا بشكل إيجابي في صحة أجسامنا، وإعطاء العقل الباطن تأكيدات يومية للعمل عليها باستمرار، فهو يقوم بنسخ كل ما يفكّر به العقل الواعي وتطبيقه على أرض الواقع.
مفهوم العقل الباطن
العقل الباطن هو جزء من العقل الذي يعمل تحت مستوى الوعي، ويخزن الذكريات والعواطف والمعتقدات التي قد لا تكون ظاهرة بشكل مباشر. إنه يؤثر على السلوك والقرارات بطرق لا يدركها الشخص أحيانًا. العقل الباطن ليس له قدرة على التمييز بين الحقيقة والخيال، بل يتفاعل مع الأفكار على أنها حقائق.
قوانين العقل الباطن
1. قانون التركيز
العقل الباطن يميل إلى التركيز على الأشياء التي تركز عليها. إذا كان الفرد يركز على الأفكار الإيجابية والنجاح، فإن العقل الباطن سيعمل على تحقيق تلك الأفكار. أما إذا كان التركيز على الخوف أو الفشل، فإنه سيميل إلى تعزيز تلك التجارب.
كيفية التأثير:
- التركيز على الأهداف والأشياء الإيجابية يساعد على تحقيق النجاح والسعادة.
- ممارسة التأمل والتصور يمكن أن يعزز من توجيه العقل الباطن نحو النتائج المرغوبة.
2. قانون الجذب
يعمل العقل الباطن كالمغناطيس، حيث يجذب الأحداث والفرص التي تتماشى مع الأفكار المسيطرة. الاعتقاد القوي بشيء معين يمكن أن يؤدي إلى تحقيقه، حيث يعمل العقل الباطن على جذب الظروف التي تدعم هذا الاعتقاد.
كيفية التأثير:
- الإيمان بقدرات الفرد وأهدافه يساعد في جذب الفرص المناسبة.
- تكرار التأكيدات الإيجابية يعزز من قوة الجذب.
3. قانون التكرار
العقل الباطن يستجيب للتكرار. تكرار الأفكار والعبارات يمكن أن يثبتها في العقل الباطن، مما يجعلها جزءًا من المعتقدات الأساسية للفرد.
كيفية التأثير:
- استخدام العبارات الإيجابية بشكل متكرر يعزز من الثقة بالنفس.
- ممارسة العادات الجيدة باستمرار يساعد في تحقيق التغيير الإيجابي.
4. قانون الانعكاس
العقل الباطن يعكس الأفكار والعواطف الداخلية على العالم الخارجي. الأفكار السلبية أو الإيجابية يمكن أن تؤثر على كيفية تفاعل الفرد مع العالم وكيفية استجابته للأحداث.
كيفية التأثير:
- التفكير الإيجابي يعكس الطاقة الإيجابية ويؤدي إلى تجارب إيجابية.
- تجنب التفكير السلبي يساعد في تقليل الإجهاد والقلق.
كيفية تأثير الفكر على العقل الباطن
1. التصور والإيحاء: التصور هو أداة قوية يمكن استخدامها للتأثير على العقل الباطن. بتخيل النتائج المرغوبة وكأنها تحققت بالفعل، يمكن للعقل الباطن أن يعمل نحو تحقيق تلك الأهداف.
مثال:
- تخيل النجاح في موقف معين يساعد في تعزيز الثقة وتحقيق نتائج إيجابية.
2. التأكيدات الإيجابية: التأكيدات هي عبارات إيجابية تكرر بشكل منتظم. تعمل على برمجة العقل الباطن وتعزيز الأفكار الإيجابية.
مثال:
- تكرار عبارات مثل “أنا قادر على النجاح” يعزز من الثقة بالنفس والتحفيز.
3. التأمل والتركيز: التأمل يساعد في تهدئة العقل الواعي وتوجيه التركيز نحو الأفكار الإيجابية. يعمل على تعزيز الوعي الذاتي والتواصل مع العقل الباطن.
مثال:
- ممارسة التأمل يوميًا يمكن أن يساعد في تحسين التركيز وزيادة الوعي الشخصي.
تطبيق الفكر لتحقيق التغيير الإيجابي
- تحديد الأهداف بوضوح: حدد الأهداف بشكل واضح ومحدد، واستخدم الفكر الإيجابي لترسيخ هذه الأهداف في العقل الباطن.
- استخدام التأكيدات اليومية: استخدم التأكيدات الإيجابية يوميًا لتعزيز الأفكار الإيجابية وزيادة التحفيز.
- ممارسة التصور بانتظام: قم بتخصيص وقت يومي للتصور، حيث تتخيل نفسك تحقق أهدافك بنجاح وتعيش الحياة التي ترغب فيها.
- مراقبة الأفكار والمشاعر: كن واعيًا لأفكارك ومشاعرك، واعمل على توجيهها نحو الإيجابية والتفاؤل.
الفكر هو قوة جبارة يمكن أن تؤثر على العقل الباطن بطرق عميقة. من خلال فهم قوانين العقل الباطن وتطبيق استراتيجيات التفكير الإيجابي، يمكن للأفراد تحقيق تحول كبير في حياتهم وتحقيق أهدافهم. إن العمل على تعزيز الأفكار الإيجابية وتوجيه العقل الباطن نحو النجاح يمكن أن يفتح الأبواب أمام إمكانيات لا حصر لها، ويساعد الأفراد على العيش بحياة أكثر سعادة وتحقيقًا.