الفوبيا عند الأطفال

اقرأ في هذا المقال


إنّ الفوبيا مرض نفسي قد يصاب به الأفراد في أي مرحلة عمرية، هو خوف شديد غير منطقي ومستمر، يكون من شيء أو فرد أو موقف معين، يكون الفرد واعي للمبالغة في خوفه فهو يعاني من ذلك ويسعى بشكل مستمر إلى تجنّب هذه المثيرات التي تخيفه، كما تتّخذ الفوبيا أشكال متعددة ويعاني منها الصّغار والكبار.

الفوبيا عند الأطفال

يجب أن نميز بين الخوف الطبيعي عند الطفل، الذي يعتبر جانب من جوانب نموّه النفسي وتطوّره وبين مرض الفوبيا، الذي يعيق سلوكه اليومي، إنّ أول سنوات من حياة الطفل تكون عبارة عن مرحلة اكتشاف، يحاول الطفل أن يتعرّف على محيطه، طّبيعي جداً أن يشعر بالخوف وأن يكون حذر من كل ما هو غامض بالنسبة له.

من الطبيعيّ أن يخاف الرّضع من الأشياء التي تفاجئ أو التي تثير الضّجة في الشهور الأولى، ثمّ يظهر الخوف في الشّهر الثامن أو ما يسمى بقلق الشّهر الثامن، هو استجابة سلبيّة خوفاً من الأشخاص الغرباء، فهنا يُصبح الرضيع قادر على التمييز بين الوجوه المعروفة وغير المعروفة، فوجود شخص غريب يقم بتنشيط رغبته باستعادة أمه الغائبة، عندما تنتهي السنة الأولى، يخاف الطّفل الأشياء الجديدة، في العمر ما قبل المدرسة يخاف من الحيوانات والظّلام.

في المرحلة الدراسية تتكون مخاوف عند الأطفال، مثل الخوف من المرض أو من حادث أو من الجرح ورؤية الدم، كذلك الخوف من الظواهر الطبيعيّة مثل البرق والرعد أو من المخلوقات الخياليّة مثل الأشباح والوحوش، هذه المخاوف تنخفض تدريجياً مع انتقال الطّفل من الطفولة الأولى إلى المراهقة، كما أنّ الخوف من الظلام أو المخلوقات الغريبة، يختفي بشكل كلّي عندما يبلغ الطّفل عشر سنوات.

قد تستمر المخاوف لسن المراهقة إذا تعرّض الطفل للعديد من التجارب المؤلمة أو بسبب صدمة نفسية مفاجئة، قد يحدث في بعض الأحيان أن يقوم الأهل بتعزيز الخوف عند الطّفل، من خلال خوفهم واستجاباتهم أمامه أو بسبب الممارسات الخاطئة في التربية، كما يرافق خوف الطّفل عوارض جسديّة مثل التّعرق والرَّعشة الشديدة، زيادة ضربات القلب، برودة الأطراف، اصفرار الوجه ومشاعر التقيّؤ والإحساس بالدوار، حيث تظهر عوارض سلوكيّة مثل قضم الأظافر، نتف الشّعر والتبول اللاإرادي.


شارك المقالة: