القضايا التي لم تحل في الاختزال العلمي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تتمثل القضايا التي لم تحل في الاختزال العلمي في علم النفس في الاتجاه السائد في فلسفة العقل من المادية غير الاختزالية، حيث تخلت الغالبية في النظريات العلمية في الوقت الحاضر عن برنامج التوحيد، الذي ارتبط الاختزال ارتباطًا وثيقًا به منذ البداية، كما أصبح واضحًا فقط في السنوات الأخيرة أنه لم يتم تفسير بعض الأسئلة المتعلقة بمفهوم الاختزال بنجاح والتطورات الأخيرة في الوجودية.

القضايا التي لم تحل في الاختزال العلمي في علم النفس

تتمثل أهم القضايا التي لم تحل في الاختزال العلمي في علم النفس من خلال ما يأتي:

1- قضايا الاختزال العلمي والتفسير

لا يتفق علماء النفس على العلاقة بين الاختزال العلمي والتفسير، حيث يجادل البعض منهم بأن مفهوم الاختزال العلمي يتساوى مع مفاهيم مثل السببية من حيث أنه مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالأسباب وبحكم العبارات أو الجمل الوسيطة الارتباطية، أو أنه لا يوجد انقسام أساسي بين التفسيرية والوجودية من نماذج التخفيض.

في حين رأى آخرين من علماء النفس أنه لا يوجد فقط فرق بين الاختزال التوضيحي وهو أمر معرفي، والاختزال الوجودي، ولكن قد يكون هناك أيضًا فرق بين الاختزال التوضيحي والنماذج القائمة على الاشتقاق من الاختزال النظري.

بالنسبة لمفاهيم الاختزال المرتبطة بالتفسير أو السبب فإن الخيارات المختلفة على ما يبدو هي إن مفهوم الاختزال العلمي في حد ذاته مفهوم توضيحي، بمعنى أنه مفهوم يجب صرفه من حيث المفاهيم التوضيحية التي تنص على أن شيء أو موقف أو نظرية يختزل إلى نموذج معين، وينص أحدهم على أن هذا النموذج مرتبط بشكل توضيحي بالنظرية أو الموقف.

تعتبر علاقات الاختزال العلمي هي علاقة تفسيرية على الرغم من حقيقة أن المفهوم لا يجب صرفه باستخدام مفاهيم تفسيرية، فإذا كان مفهوم الاختزال مفهومًا توضيحيًا، فإن تعريفه يكون إما بالشكل السببي، أو أنه ينطوي على تحليل للمفاهيم التفسيرية، وإذا لم يكن الأمر كذلك لكنه لا يزال هكذا بحيث تكون العلاقة تفسيرية فإن التعريف يعني على الأقل حقيقة التفسير المقابل.

بالنظر إلى هذا المخطط العريض يبدو من المعقول افتراض أن معظم نماذج الاختزال العلمي معنية بالتفسير بأحد هذه المعاني، وقد تتضمن الاستثناءات المحتملة النماذج التي تسلط الضوء على قضايا الاستبدال، حيث لا يتم شرح ظاهرة بل يتم شرحها بعيدًا، وربما بعض المفاهيم التقنية الأخرى للتخفيض التي لا تسترشد بحدس من نوع لا شيء أكثر من ذلك، ولا عن طريق أي مواقف وجودية مثل الوظيفية.

2- القضايا المعرفية والوجودية

غالبًا ما توصف مفاهيم الاختزال العلمي بأنها إما وجودية أو معرفية ولا يوجد استخدام موحد لهذه المؤهلات، ومنها فإن الاختزال المعرفي هو اختزال صحيح بفضل معاني المصطلحات المتضمنة، أي الاختزال المرتبط بالتحليل وهذا الاستخدام نادر نسبيًا، حيث أنه من المفيد التمييز بين الأشكال المعرفية والوجودية للاختزال.

من هذه الأشكال الاختزال المعرفي والوجودي في المادية غير الاختزالية، حيث يرى المختزل المعرفي فيما يتعلق بالعلم أو النظرية أننا في الواقع أو في مرحلة ما سنكون قادرين على اختزال النظرية إلى علم أكثر جوهرية، أي إنها أطروحة حول ما يمكننا تحقيقه معرفيًا.

الاختزال الوجودي في هذا الصدد يعتبر أكثر تواضعًا حيث إنها تعتقد أنه في الواقع هناك نوع واحد فقط من الأشياء والخصائص الموجودة في العالم، ومع ذلك نظرًا لقيودنا المعرفية فقد لا نتمكن أبدًا من تنفيذ جميع التخفيضات التي قد تكون مناسبة نظرًا للبنية الوجودية الفعلية لعالمنا.

هذا التمييز يحفز إصدارات مختلفة من الفيزيائية غير الاختزالية، حيث يعارض الفيزيائي غير الاختزالي فكرة أنه يمكننا ويجب في الواقع تقليل العلوم عالية المستوى التي نحتاجها لأغراض معرفية أو عملية، في حين نحن بحاجة إلى مجموعة من النظريات والأطر المستقلة، ومع ذلك فإن الفيزيائي غير الاختزالي يقبل أن ما هو موجود بالفعل قد يكون جيدًا جدًا من نوع واحد، على الأقل في بعض المعنى النهائي بحيث يكون الاختزال الوجودي صحيحًا.

يجب تمييز هذا الإصدار من الفيزيائية غير الاختزالية عن النسخة الوجودية، والتي يمكن وصفها على أفضل نحو بأنها رمز فيزيائي أو نظرية الهوية الرمزية، حيث أن الرمزية الفيزيائية هي الرأي القائل بأن ما يحدث في عالمنا هو مجرد مادي، ومع ذلك فإن الأنواع العقلية ليست مطابقة للأنواع الجسدية، ومن ثم تكون الفيزيائية غير الاختزالية متوافقة مع شكل ضعيف من التعددية الوجودية على الأقل من الخصائص أو الأنواع.

من الجدير بالذكر أنه غالبًا ما يكون من الصعب رسم الخط الفاصل بين هذين الإصدارين من المادية غير الاختزالية المتمثلات في المعرفية والوجودية؛ هذا يرجع أساسًا إلى حقيقة أن مفهوم النوع الطبيعي بعيد كل البعد عن الوضوح، مما يقترح مبدئيًا أن ما يجعل النوع نوعًا عقليًا هو أنه يشار إليه في علم النفس أو النظريات النفسية.

وهكذا تصبح طبيعة النوع معتمدة على السياق الذي نشير إليه فيه والذي بدوره قد يكون مقيدًا من الناحية المعرفية أو الوجودية، مما يقترح من خلالها أن كون المرء ذو سياقات حساسة لكيفية إحالة الأشياء قد لا يكون أمرًا يتعلق بكل شيء أو لا شيء.

تمييز الاختزال المعرفي والوجودي في القضايا التي لم تحل في الاختزال العلمي

بصرف النظر عن القضايا المتعلقة بالاختزال المعرفي والوجودي من حيث القضايا التي لم تحل في الاختزال العلمي في علم النفس، يلمح علماء النفس أحيانًا إلى التمييز بين الأشكال المعرفية والوجودية للاختزال حيث يقترح بعضهم أن مفهوم الاختزال يكون معرفيًا إذا كان يصرف الاختزال من حيث التفسير، ويفترض أنه يستند إلى افتراض أن مفهوم التفسير هو مفهوم معرفي.

وبالتالي بقدر ما يدخل مفهوم الاختزال العلمي فإن الأخير هو معرفي أيضًا، وفقًا لوجهة النظر هذه فإن المفهوم الوجودي للاختزال سيكون مفهومًا محددًا فقط بمصطلحات غير معرفية، ويقترح البعض من علماء النفس بشكل مغاير استخدامًا آخر للاختزال المعرفي حيث يكون الاختزال معرفيًا إذا كانت نسبه الأولية تمثيلية بطبيعتها وبالتالي هذا الاستخدام يعادل استخدام الاختزال التمثيلي.

يبدو أن هذا الاستخدام مدفوع بفكرة أن المفاهيم المعرفية تدخل في توصيف الاختزال هذا، على سبيل المثال قد ينظر المرء إلى فكرة النظرية ذاتها على أنها فكرة معرفية بقدر ما تكون النظرية عبارة عن مجموعة من المعرفة، وفقًا لذلك يمكن التمييز بين الاختزال الوجودي مرة أخرى من حيث الصلة مما يجب أن تكون كيانات غير تمثيلية.

في النهاية نجد أن:

1- القضايا التي لم تحل في الاختزال العلمي في علم النفس هي مجموعة قضايا خاصة بالجوانب التفسيرية والمعرفية والوجودية التي تتعلق بالاختزال العلمي من حيث عدم وضوحها.

2- مما يجعل من علماء النفس وضع الاختلافات بين المعرفية والتفسيرية والوجودية المتعلقة بالاختزال العلمي.

3- من أهم التفسيرات للتمييز بين الاختزال المعرفي والوجودي أن مفهوم الاختزال يكون معرفيًا إذا كان يصرف الاختزال من حيث التفسير، وإن المفهوم الوجودي للاختزال سيكون مفهومًا محددًا فقط بمصطلحات غير معرفية.


شارك المقالة: