القوة اللازمة للتغيير

اقرأ في هذا المقال


لا بدّ وأن الفشل يؤدي إلى تصوّر سيء عن قيمة الذات، إلّا أنَّ النجاح يؤدي إلى انطباع جيّد لتقدير للذات أيضاً، غير أنَّ النجاح لا يأتي بشكل مفاجىء إلّا نادراً، فهو يأتي من الاهتمام بالأمور والقوانين الأساسية التي تحتاج إلى العمل بِجِد.

مثلاً: “الفوز بمباريات كرة القدم عن طريق التكتيك الدفاعي ومراقبة الخصوم وإحكام الوسط، يأتي بنسب أكثر من الانطلاقات الفنية الفردية أو الأهداف شبه مستحيلة التي تثبت في الذاكرة”، وهذا هو واقع حياتنا، فنحن لا نتحوّل فجأة من المسير البطيء إلى الوثب الطويل دفعة واحدة وبدون هدف، إذ علينا أن نحقّق نجاحات متتالية وصولاً إلى اليوم الذي ندرك فيه أننا قد فزنا.

عادة ما نرى تقدير ذاتنا كشيء ثابت داخلنا، إلّا أنها في الحقيقة مرنة وتختلف باختلاف جوانب حياتنا، فعندما نخسر أعمالنا أو أحد أحبابنا أو مظهرنا الخارجي، فإنَّ شعورنا بقيمتنا يختلّ.

طريق النجاح هو التغيير

لقد مرّ كلّ منّا بتجارب ناجحة وأخرى فاشلة، فأحيانا نرى أنفسنا بالقمّة وبالفعل نصل إليها، وأحياناً أخرى لا نرى أنفسنا إلّا في فخ قد وقعنا فيه، إلّا أنّنا وفي كلّ الأحوال نشعر بعدم الأمان؛ لاعتقادنا الخاطئ بأنّنا سبب كل المشكلات، والأسوأ من ذلك أنّ كلّ منّا يشعر بشكل ما أنه الشخص الوحيد على وجه الأرض الذي فشل، ونعلم في قرارة أنفسنا أنّ هذا الاعتقاد غير صحيح.

التغيير شيء نريده جميعاً بالفطرة، وذلك خوفاً من المجهول، فالاستمرار في التعامل مع الأمور بالطريقة نفسها ينطوي عليه قدر أقل من الخطورة المحتملة ولكن البقاء في نفس المكان دون أي تطوّر، وهذا ما يجعلنا نرفض أحياناً محاولة التغيير، على الرغم من إدراكنا أنّّ عدم التغيير يمكن أن يُديم المشكلات التي نحاول أن نتغلّب عليها، وهنا علينا أن نفهم أنه في حال التغيير إلى الأفضل فإنَّ معاناتنا ستقلّ وخبراتنا ستزداد وتجارب الحياة ستتراكم وبالتالي ستقلّ الأخطاء.

لا بدّ وأن نستفيد من الأخطاء المتراكمة، ومن تجارب الآخرين في الفشل والنجاح إذا ما أردنا التغيير، فكلٌّ منّا يزداد لديه الشكّ عندما يواجه تحدياً قويّاً لأول مرة، فإذا أدركنا أننا نتعامل مع الخوف من التغيير، فسوف يساعدنا ذلك كثيراً في التخلص منه، فإذا علمنا أنّ مقاومة التغيير سِمة ملازمة لكلّ إنسان، وتوجّه كل واحد منّا، ولا بدّ من التغلب عليها، وقتها سنحاول وبشجاعة تجريب أشياء جديدة.


شارك المقالة: