التكبر والتواضع قديما وحديثا

اقرأ في هذا المقال


“إنّك لا يجب أن تتوقّف لكي تمعن النظر في أي شيء قمت به، بل عليك أن تستمر في البحث عن القيام بما هو أفضل، فحينما يتوصّل العلم إلى مركز الكون سيصاب الكثيرون بخيبة الأمل حينما يكتشفون أنه ليس أنفسهم” برنارد بيلي.

التواضع قديما والتكبر حديثا:

ظلّت الكثير من المجتمعات ولمئات السنين ترى أنّ الأنانية والتكبر وقاحة ونقصاً في الخُلق، بل إنها كانت صفة مريعة في نظر أغلب الناس، فإذا كنّا متقنين لشيء ما، فإننا ندع الغير يثنون علينا ولا نقوم نحن بذلك، فكان ذلك هو الأدب وقمّة التواضع، بعيداً عن التكبر والخيلاء.

الأمور في عصرنا الحالي تغيّرت كثيراً، وأصبحت الغلبة لعشق الذات والتباهي، فأصبحنا نركّز على ذاتنا ونفخّمها بشكل يفوق ما كان سائداً منذ بضعة عقود مضت، بل ولقد أصبح هذا هو المعتاد في العديد من أوساط المجتمع، فكيف حدث التحوّل في أفراد المجتمع من التواضع النسبي إلى تبنّي توجهات أنانية لا تعترف بالغير؟

إنّ علماء الاجتماع يلمحون إلى عدد من التغيرات الحديثة، والتي أصبحت لها السيادة، حيث أدركوا أننا قد فارقنا مجتمع وحدة الأفراد إلى مجتمع الفرد الأناني، والسبب في ذلك هو أن الكثير من الناس يخصّصون الكثير من الوقت والجهد في اكتشاف حقيقة ذاتهم، وهو ما يؤدي في النهاية إلى الاستغراق في الذات، والانشغال النرجسي بالنفس.


شارك المقالة: