أهمية الكشف الجسمي عن اضطراب عجز الانتباه فرط الحركة لغايات التقييم

اقرأ في هذا المقال


تعتبر السيرة المرضية التفصيلية للطفل الذي يحتمل أنه يعاني من اضطراب عجز الانتباه فرط الحركة الركيزة الأساسية للتقييم الذي يقوم به الاختصاصي، إذ أنه قد يعد برهاناً أصيلاً يثبت وجود أو عدم وجود اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة واضطرابات أخرى، وإضافة إلى ذلك قد تكشف هذه السيرة المرضية التفصيلية عن جوانب تستحق مزيدا من البحث أو المعالجة، وهو تحوي شرحاً للمشكلات الرئيسية وتطورها التاريخي.

الكشف الجسمي عن اضطراب عجز الانتباه فرط الحركة

يشتمل أيضاً الكشف الجسمي على بيان تاريخي طبي كامل يعرض للمرحلتين القبلية والبعدية للولادة والطفولة والنمو، إضافة إلى ذلك تتضمن السيرة عرضاً لتاريخ السلوك وعرضاً لتاريخ التعليم، واستعراضاً للأنظمة وتاريخ الأسرة والتاريخ الاجتماعي، وهذا ويمكن الحصول على الكثير من هذه المعلومات عن طريق استبانة يملئه الوالد قبل الزيارة التمهيدية.

أما المعلومات الضرورية والتي لا تكون على شكل نقاط محددة من مثل شرح المشكلة الرئيسة والتاريخ الأسري الاجتماعي والجوانب الدراسية القائمة والمعالجة السابقة، وإضافة إلى المعلومات الإضافية المتعلقة بالاستجابات الإيجابية على الاستمارة؛ والتي يمكن الحصول عليها خلال عشر دقائق تقريباً، وتكمن أهمية هذا التحديد في تطوير فهم واضح للمشكلات واختيار طرق المعالجة وتقييم فعاليتها.

وعادة ما تكون هناك عدة مشكلات محددة تتصل بالسلوك والمواد الدراسية والتفاعلات الاجتماعية، ومن المفيد تقریر متى بدأت المشكلات وترتيب حدوثها وتطورها، وقد يكون كل هؤلاء الأطفال أو لا أحد منهم  يعاني من اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، لكن يرجح أن تختلف تشخيصاتهم المصاحبة وطرق معالجتهما المحددة.

وينبغي مراجعة نتائج أي تقييمات أو تدخلات علاجية سابقة ودراسة فعاليتها، فإذا كانت طرق المعالجة السابقة من مثل الاستشارة الإرشادية أو الأدوية أو التدخلات التربوية غير فعالة، فتستدعي الحاجة لمعرفة سبب ذلك.

فعادة ما يكون سبب عدم فعالية الاستشارة الإرشادية أن المرشد استخدم استراتيجيات معرفية أو استراتيجيات لعب علاجية مع الطفل وليس استراتيجيات إدارة سلوك عملية تتضمن تدريب الوالدين، وعادة ما تتضمن أسباب عدم فعالية الأدوية العلاجية إلى عدم انتظام تناول الجرعات وعدم فاعليته.

وإضافة إلى الافتقار إلى التدخلات غير الدوائية المصاحبة، ويوقف العلاج الدوائي بعض الأحيان أو يقرر عدم فعاليته بسبب استمرار وجود المشكلات، فعلى الرغم من فعاليته في الأعراض الأساسية فليس من المنطقي توقع معالجته لجميع المشكلات التي يعاني منها الطفل وتعاني منها الأسرة، إضافة إلى ذلك فقد يساهم الفشل في تنسيق مصادر المنزل والمدرسة إلى فشل واضح في التدخلات النفسية والطبية.

السيرة المرضية لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

تستخدم السيرة المرضية في مرحلة ما قبل الولادة، للوقوف على إمكانية وجود عوامل تعرض الفرد لخطر النمو غير الطبيعي للدماغ أو لخطر الإصابة الدماغية، ففي حين يجمع الخبراء على عدم إصابة معظم الأطفال الذين يعانون من اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة بإصابة دماغية أو تلف دماغي، وعلى أن اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة وراثي.

ويوجد هناك عدد من العوامل تتعلق بمرحلة ما قبل الولادة وعوامل خلال الولادة وعوامل بيئية، مرتبطة باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، قد تساهم في إحداث هذا الاضطراب خصوصاً في الحالات التي يتبين أنها غير وراثية، من هنا فلا يبدو أن اختناق الولادة مسبباً شائعاً لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، وذلك على الرغم من ظهور ارتباط بسيط بين أعراض غير طبيعية معينة لمرحلة ما قبل الولادة وخلال الولادة.

إن الأطفال المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة دون أن يكون للأسرة تاريخ بذلك، يرجح أنهم قد تعرضوا لمضاعفات قبل الولادة أو خلالها أو في مرحلة الطفولة المبكرة، وأما أولئك الذين تظهر لدى أسرهم تاريخ للإصابة باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، فتتساوي نسبة احتمال تعرضهم لمضاعفات مع نسبة أولئك الأطفال غير المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة.

ويغلب أن يكون لبعض المسببات من مثل تعرض الجنين للكحول وارتفاع مستوى الرصاص وعدم اكتمال النمو، علاقة باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة وفقاً لمعظم الدراسات، لكن ذلك لا يمكن تعميمه، وإضافة إلى ذلك لم تتم برهنة وجود علاقة محددة وجازمة بين اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة أو واحدة أو أكثر من أعراضه، وتتضمن المتلازمات وحالات التعرض للسموم وظروف ما قبل الولادة والتي تضم بطبيعتها أعراض عجز الانتباه وفرط الحركة الاضطرابات المعرفية والطبية النفسية.

أيضاً متلازمة الكحول الجنيني ومتلازمة وليامز إضافة إلى ذلك فقد تختلف الطرق المحددة التي يتأثر بها الانتباه وفقاً للمسببات المختلفة، وذلك على الرغم من احتمال تشابه السلوكات الملحوظة التي يبني عليها تشخيص اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، وقد أشير في بعض الدراسات أن بعض النتائج تسود بين الأطفال المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة أكثر من غيرهم.

وغير أنه لم يتم إثبات دورها كمسبب أو كعامل مساهم في إحداث الاضطراب لدى الأطفال، ومن الأمثلة على هذه العوامل المساهمة الالتهاب المبكر للأذن الوسطى والحساسية وتدخين الأم، وأما العوامل الأخرى من مثل سوء التغذية المبكر والأمراض الخلقية قبل الولادة.

فيعتقد بأن لها علاقة سببية محتملة اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة؛ بسبب مقدرتها الكامنة على إحداث تأثيرات ضارة على نمو الجهاز العصبي، وعلى الرغم من وجود دراسات استقرائية للإصابة الخلقية اللاعرضية وسوء التغذية المبكر، فإنها لا تدرس وجود أو عدم وجود اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة تحديداً.

الأسباب غير الوراثية للإصابة باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

1- الإصابات المرضية قبل الولادة.

2- التعرض للكحول أو العقاقير الأخرى قبل الولادة .

3- ارتفاع نسبة الرصاص أو التسمم الرصاصي.

4- الإصابة بمرض الفينيل كيتونيوريا.

5- التعرض لتدخين السجائر من طرف الأم في مرحلة ما قبل الولادة.

6- الإصابة الدماغية المكتسبة نقص الأوكسجين والصدمة الدماغية والعدوى المرضية في الدماغ

7-  الإصابة بالمتلازمات متلازمة الكحول الجنيني  ومتلازمة ضعف كروموسوم إكس ومتلازمة توريت وتيرزو وليامز و(XYY).

8- مرض عصبي تورم الألياف العصبية والتصلب الدرني.

9- عدم اكتمال النمو.

10- تخلف النمو الجنيني وسوء التغذية.

11- الأوتوبيا والتهاب الأذن الوسطى.

وفي الختام تتضح صعوبة إجراء نوع الدراسة المطلوبة، لشرح الطبيعة الواضحة للعلاقة بين العوامل السابقة والتطور اللاحق لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، بسبب احتياجه لمتابعة طويلة المدى وضبط دقيق للعوامل الوراثية والبيئية، وأن هناك العديد من العوامل العصبية الحيوية التي قد تساهم في أعراض اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة.

ولا تتوافر هناك أدلة كافية تدل على أن الإصابات التي تلحق بتطور الجهاز العصبي تسبب اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة في حالة عدم وجود اضطرابات عصبية تطورية ثانوية أخرى.

المصدر: 1- عبد العزيز السرطاوي وأيمن خشان. اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة. الطبعة الأولى 2003. دار القلم للطباعة والنشر.2- خولا يحيى وماجدة عبيد. أنشطة للأطفال العاديين لذوي الاحتياجات الخاصة. دار المسيرة: عمان. الطبعة الأولى 2007.3- فاروق الروسان. مقدمة الاضطرابات اللغوية.دار الزهراء. الرياض. الطبعة الأولى. 4- مراد عيسى ووليد خليفة وأحمد أحمد وطارق عبد النبي.الكمبيوتر وصعوبات التعلم. دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر. الإسكندرية. الطبعة الأولى 2006.


شارك المقالة: