اللعب والمحاكاة عند طفل الروضة

اقرأ في هذا المقال


يشتمل القدر الأكبر من الألعاب الإيهامية لدى طفل الروضة، قيامه بأدوار الأفراد الآخرين، وبتقليد الأفعال الصادرة عنهم، ويكون ذلك بصورة غير مُتقنة، وقد قام بعض العلماء بوصف سلوك المحاكاة بأنَّه مُعدي، حيث أنَّ تقليد الطفل لسلوكيات الآخرين يعمل على تقوية هذه السلوكيات لديه.

تعريف المحاكاة

يُمكن توضيح مفهوم المحاكاة بأنّها: عملية يتم من خلالها التبسيط والتجريد للمواقف الحياتية الواقعية أو العملية، حيث يقوم الطفل بدور يؤدي إلى تفاعله مع غيره، أو مع بيئته التي قام بتمثيلها.

اللعب والمحاكاة عند طفل الروضة

تُعتبر المحاكاة من الوسائل الفعّالة في تعليم طفل الروضة السلوكيات الاجتماعية من خلال قيامه بالمراقبة لأفعال الآخرين، حيث أنَّ اكتسابه للقيم وللاتجاهات والخبرات تكون من خلال تقليده لسلوكيات غيره، كما يُعتبر ميل الطفل لمحاكاة الآخرين وتقليدهم هو من السلوكيات المُتعلَّمة، كما يقوم المجتمع بتعزيز هذا الاتجاه، فعلى سبيل المثال عند قيام شخص بالتصفيق أمام الطفل، فهو يقوم بذلك وهو يعرف بأنَّ الطفل سيقوم بتقليده، وفي حال قيام الطفل بذلك فعلاً، مع ظهور الابتسامة على ذلك الشخص، فإنَّه يقوم بتعزيز أسلوب التقليد لدى الطفل.

تشتمل العديد من ألعاب طفل الروضة على المحاكاة، كما أنَّ أغلبية الألعاب التي تقوم على أسلوب المحاكاة تتصل بعملية تمثيل الطفل للأدوار، وعلى إعادة تمثيله للوقائع، وهذا يُعتبر من الأمور الشائعة بين أطفال الروضة، ويُمكن تقسيم المحاكاة في اللعب إلى ما يلي:

  • المحاكاة المقصودة: ويكون القصد منها تحقيق هدف محدد، أو سلوك يريد الأهل أو المعلم إكسابه للطفل، حيث يتعلم الطفل من خلال ملاحظته لهم، من دون اشتراكه في الأنشطة بشكل إيجابي.
  • المحاكاة غير المقصودة: حيث يقوم الطفل بعملية إعادة تمثيل الواقع، دون شعوره به، أو قصد، كأن يُقلد الطفل صوتاً سمعه، وقد يُقلد أيضاً أسلوب ولغة المعلم أو الأهل، أو تصرفاتهم أثناء اللعب، فهذا يُساعد في إكساب الطفل العديد من القيم والاتجاهات.

وتُعتبر المحاكاة في اللعب عند طفل الروضة، من الوسائل المهمة التي تقوم بتدريب الطفل على اكتساب العديد من المهارات الحركية، والاجتماعية المتعددة، وذلك عن طريق إيجاد الظروف الخاصة بالمواقف، وقيام الطفل بتقليدها، بالإضافة إلى أنَّ استخدام الطفل لأسلوب المحاكاة في اللعب، يُحقق له التسلية والمتعة والفائدة، كما يحظى أسلوب التعلم بالمحاكاة بأهمية كبيرة لدى معلم الروضة، حيث يُمكنه القيام باستخدام المواقف التعليمية بالمحاكاة، كوسائل من أجل التعبير عن مبادئ ومفاهيم وحقائق، يُراد إكسابها لطفل الروضة.


شارك المقالة: