هل اللوم يؤدي إلى العواطف السلبية

اقرأ في هذا المقال


هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى اكتساب العواطف السلبية، ويعتبر اللوم هو الباعث على الغضب، والنقمة، والحسد، والغيرة، والإحباط، وخصوصاً النوع الذي يولّد الغضب.

اللوم يؤدي إلى الغضب

أسوأ العواطف السلبية على الإطلاق، اللوم الذي يقودنا إلى الشعور بالغضب، كون الغضب هو الطاقة الأكثر هدماً من سواها في العالم، حيث يدمّر الغضب الذي يخرج عن نطاق السيطرة، الصحة والأسرة والعلاقات الاجتماعية والمشاريع المستقبلية، وهو المولّد الرئيسي للحروب والثورات والصراعات على مَرّ العصور.

يمكن إرجاع السبب الأول والرئيسي للغضب الذي يشعر به معظمنا، إلى النقد الهدّام في مرحلة الطفولة المبكّرة، فكلّما تعرَّض أحد للنقد من قِبَل أحد الأشخاص، نشعر وكأننا نحن المعنيين بذلك، ونتخذ على أثر ذلك رد فعل كما لو أنَّنا من يتعرّض للهجوم، أي بأسلوب دفاعي ورافض.

كل سلوك نقوم بتكراره مراراً يتحوّل إلى عادة، حيث يكتسب الكثير منّا عادة الاستجابة بالغضب تجاه كل مشكلة، أو خيبة أمل ، أو إحباط نَمرّ به، وفي نهاية الأمر نصل إلى طريق مسدود بسبب الغضب الذي نشعر به على الدوام.

كيف نصل لحالة الغضب عن طريق لوم الآخرين

للوصول إلى حالة من الغضب، ينبغي علينا أن نكون قادرين على لوم شخص ما من أمر ما، حدث أو لم يحدث، حيث لا يتفق هذا الأمر مع أهواء الآخرين وأهوائنا.

ينهمك الكثيرون في إلقاء اللوم على الغير، بسبب مشكلاتهم التي تفقدهم الاتصال بالواقع الحقيقي، فهم يرون العالم كلّه من خلال عدسات اللوم، والعاطفة الملازمة لهذا الأمر هي الشعور بالذنب ومن بعدها الشعور بالغضب.

كلما نشأت مشكلة، شخصية أو عامة، يستنتج الشخص الغاضب تلقائياً أنَّه لا بدّ من لوم شخص آخر، كونه العامل الرئيسي في المشكلة حسب اعتقاده، ومن ثمَّ ينفق هذا الفرد وقته وعاطفته في توزيع اللوم بين الأطراف المحتملة في المشكلة.

من شأن هاجس اللوم والغضب أن يقود للنقمة والحسد، وغالباً ما يشعر الشخص الذي يسيطر على عواطفه طرح اللوم على الآخرين، في كافة الأمور التي تحدث في حياته بالضياع وعدم القدرة على كشف الحقائق، ممَّا يجعل الشخص اللائم في دائرة الشك المتواصل، وصولاً إلى اعتباره شخصاً منبوذاً لا يمكن التواصل معه بأي شكل من الأشكال.


شارك المقالة: